معظمنا يبدأ حياته وبيده معطيات متقاربة مع أقرانه، ولكن الحياة علمتنا أننا في النهاية لا ننجح جميعنا في تحقيق أحلامنا. توفيق رب العالمين أمر نجمع عليه، ولا نشك فيه. ولكننا مأمورين بأن نأخذ بالأسباب، ونعمل ونجتهد ونفكر. وجزء من عملية نضوجنا، وإنتقالنا إلى سن الرشد، أن نتعلم كيف نتخذ القرارات. فالقرارات قد تكون مصيرية، وتترتب عليها أمور كثيرة في الحياة. اتخاذ القرار الصحيح، قد يعني وصولك إلى حلمك، وإخطائك في قراراتك قد يتسبب في تعقيد حياتك وتشتيت مجهوداتك.
في هذا المقال سنتحدث عن أنواع القرارات، وعملية إتخاذ القرارات مع التركيز على القرارات المهمة، كقرار اختيار التخصص الجامعي.
هناك نظريات عديدة لتصنيف القرارات، وكل نظرية منها تركز على زاوية مختلفة. النظرية التي سأستخدمها هي نظرية “
أنواع القرارات الشرائية للمستهلك” الأساسية لدى المتخصصين في مجال التسويق. هذه النظرية بسيطة، ويمكن تطبيقها على عملية الشراء للبضائع، ورأيت أنها أيضاً يمكن تطبيقها على قرارات الحياة أيضاً.
الآن وقد تعرفنا على أنواع القرارات ما هي الخطوات الأمثل للتفكير وإتخاذ قرار رئيسي جديد؟
بعد هذه الخطوة سيصبح لديك قائمة بتخصصات هي الأقرب والأنسب لنفسك.
طبعاً لا يتوجب عليك الإلتزام بالنقاط السابقة، يمكنك إضافة نقاط أو حذف نقاط كما تشاء. ويمكنك البحث عن هذه المعلومات من خلال مواقع إلكترونية مثل ويكيبيديا الإنجليزية واستخدم قوقل للترجمة، مواقع الجامعات، وسؤال المتخصصين والخريجين. وينبغي عليك أن تكون حذراً عن سؤال المتخصصين والخريجين، لأن البعض لا شعورياً يحب إمتداح تخصصه، والتسويق له، فلذلك أحرص على جمع المعلومات الغير مظلله والواقعية.
3. التجربة:
طبعاً هذه الخطوة جداً مهمة ولكن تطبيقها قد يكون صعباً أحياناً، خصوصاً إن كان وقتك ضيقاً والتخصصات المتاحة لديك عديدة. فالأفضل إتباع هذه الخطوة حينما تخطط لإختيار التخصص باكراً، سواء من خلال العمل الجزئي أو الصيفي أو زيارة مكان العمل. ومن الأفكار التي أعتقد أنها جيدة هنا التخيل، بعد جمع كمية معلومات عن التخصص وفرص العمل المستقبلية. تخيل نفسك تخرجت وبدأت العمل، هل تشعر بأن طريقة العمل وآليته ستناسبك؟
4. المميزات والعيوب:
حاول التخلص أو التقليل من هذه الضغوط للحد الأدنى كي يكون بحثك وبالتالي قرارك هو أفضل ما تستطيع التوصل إليه.
6. الحلول الوسط:
بعد أن قمت بجمع المميزات والعيوب الخالية من الدوافع الخفية، لا بد وأنك قد قلصت عدد الخيارات المفضلة إلى عدد بسيط. الآن تنقل بين مميزات وعيوب كل تخصص، وابحث عن حلول وسط لحل الإشكاليات أو للتغلب على عيوب في أحد التخصصات. مثلاً، لو كان أحد عيوب التخصصات المفضلة لديك، التكاليف الدراسية المرتفعة، قد تقول لنفسك يمكنني البحث عن عمل جزئي للحصول على مبلغ مادي يسندني. أو أحد التخصصات مواده الدراسية صعبة، فتقول لنفسك أنا تعودت أن أدرس عشرة ساعات في الأسبوع، ولكن لهذا التخصص سأدرس عشرين ساعة في الأسبوع.
الآن قد تجد بأن بعض التخصصات قد تقلصت عيوبها وقد تصبح خياراً مفضلاً بعد أن كانت خياراً متأخراً.
7. التوقف عن البحث:
قاوم الإغراء لعمل المزيد من البحوث، والشعور بأنك لم تبحث جيداً وأنك ستجد معلومة ستغير نظرتك عن كل الخيارات. بكل تأكيد هذا بعد أن تجمع كمية من المعلومات حول التخصصات وتتصفح عدد من المواقع وتقرأ عن التخصصات. وتذكر أنك مهما قرأت وبحثت فإنك لن تستطيع قراءة كل ما يتعلق بتخصص ما، وبالتالي بمجرد ما تحصل على فكرة رئيسية عن تخصصاتك، ومميزاتها وعيوبها الخالية من الدوافع الخفية، فأنت أديت الواجب على أتم وجه إن شاء الله تعالى.
8. الإستخارة:
كمسلمين موضوع الإستخارة ثابت لدينا، وهي عبارة عن ركعتين غير الفريضة تصليها لله تعالى وتسأله فيها أن يعينك ويرشدك إلى مافيه الخير لك، ويبعدك عمّا فيه شر لك. وهناك دعاء صحيح تدعوه بعد أداء الصلاة أو أثناءها وهو:
“اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ”. (ا
لمصدر)
9. الأفكار الطارئة:
قد تستجد عليك أمور في اللحظات الأخيرة، أو بعد أن اخترت احد الخيارات مبدئياً. لا خطأ في التغيير أو التعديل، فقد تكتشف شيئاً جديداً أثناء تسجيلك في الجامعة، أو حديثك مع أحد زملائك. لكن دائماً لا تتسرع، تأكد من المعلومة واعد حساباتك واتخذ قرارك.
10. اتخاذ القرار:
بعد أن اتبعت الخطوات السابقة، بحثت، وفكرت، واستخرت.. توكل على الله واتخذ القرار. لا تلتفت للوراء، فأنت اجتهدت وعملت وبحثت وبعدها اتخذت القرار والتوفيق سيأتيك إن شاء الله من رب العالمين.
الخطوات السابقة مقتبسة من (
المصدر) مع بعض التصرف.