التعريف بالنبي والرسول والفرق بينهما
س: عرفي النبي لغة وإصطلاحاً ؟
تعريف النبي : النبي – في لغة العرب – مشتق من النبأ وهو الخبر ، قال تعالى : ( عمَّ يتساءلون – عن النبإِ العظيم )
وسمّي النبيُّ نبيّاً : لأنه مُخْبرٌ مُخْبَر ، فهو مُخْبَر ، أي : أنَّ الله أخبره ، وأوحى إليه
وقيل : النبوة مشتقة من النَّبْوَة ، وهي ما ارتفع من الأرض .
--
س: عرفي الرسول لُغة وإصطلاحاً ؟
تعريف الرسول : الإرسال في اللغة التوجيه : ( وإني مرسلة إليهم بهديَّةٍ فناظرة بم يرجع المرسلون ) وقد يريدون بالرسول ذلك الشخص الذي يتابع أخبار الذي بعثه ، أخذاً من قول العرب : " جاءت الإبلُ رَسَلاً " أي : متتابعة .
وعلى ذلك فالرُّسل إنّما سمّوا بذلك : لأنَّهم وُجّهوا من قبل الله تعالى : ( ثُمَّ أرسلنا رسلنا تتراً ) .
--
س: هل هُناك فرق بين الرسول والنبيّ مع الرد ؟
· لا يصحُّ قول من ذهب إلى أنه لا فرق بين الرسول والنبيّ .
الرد : يدلُّ على بطلان هذا القول ما ورد في عدة الأنبياء والرسل :
أ- فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ عدة الأنبياء مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ، وعدَّة الرسل ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً .
ب- ويدلّ على الفرق أيضاً ما ورد في كتاب الله من عطف النبيِّ على الرسول ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلاَّ إذا تمنَّى ألقى الشَّيطان في أُمنيَّته ) .
--
س: ما رأيك بمن يقول أن الرسول يوحى إليه ويبلغه - والنبي يوحى إليه ولكن لا يبلغ
· والشائع عند العلماء أنَّ النبي أعم من الرسول ، فالرسول هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه ، والنبيُّ من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ ، وعلى ذلك فكلُّ رسول نبي ، وليس كل نبي رسولاً .
[هذا القول باطل والرد عليه .. ]
الرد : هذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور :
الأول : أن الله نصَّ على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله : ( وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي ... ) ، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبيّ البلاغ .
الثاني : أنَّ ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى ، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس ، ثمَّ يموت هذا العلم بموته .
الثالث : قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه ابن عباس : " عرضت عليَّ الأمم ، فجعل يمرُّ النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ".
فدلّ هذا على أنَّ الأنبياء مأمورون بالبلاغ ، وأنَّهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم .
--
س: أذكري قول إبن تيمية في الفرق بين رسول ونبي ؟
قال إبن تيمية : " النبي - هو ينبئ بما أنبأ الله به ، ولا يُسمى رسولاً عند الإطلاق ، لأنه لمـ يُرسل إلى قومـ بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلمـ : إذاً النبي يعلمـ بشريعة من قبله - فالأنبياء يأتيهمـ وحياً من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهمـ لكونهمـ مؤمنين بهمـ كما يكون أهل الشريعة الواحده .
الرسول : هو من أنبأه الله وأرسله إلى من خالف أمره ليبلغهمـ رساله من الله إليه فهو رسول .
فالرسول : من أُرسل إلى كفار بدعوتهمـ إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكون الرسل للقومـ .
قال تعالى :" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون ٌ"
--
أمور تفرّد بها الأنبياء
س: تفرد الأنبياء والرسل على غيرهم من البشر بأمور أذكريها ؟
· الوحي .
· العصمة .
· الأنبياء تنامـ أعينهمـ ولا تنامـ قلوبهمـ .
· تخيير الأنبياء عند الموت .
· لا يُقبر نبي إلا حيث يموت .
· لا تأكل الأرض أجسادهمـ .
· أحياء في قبورهمـ .
--
§ الوحي :
خصّ الله الأنبياء دون سائر البشر بوحيه إليهم ، قال تعالى : ( قل إنَّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليَّ أنَّما إلهكم إله واحد ) .
§ العصمة :
العصمة هي / المنع ، ويقال عصمهُ الطعامـ - أي منعه من الجوع .
والعصمة أيضاً : الحفظ ، عصمهُ الله أي منعه ووقاه .
إصطلاحاً أو في الشرع / حفظ الله للأنبياء والرسُل عن الوقوع في المعاصي والذنوب والمنكرات ، والصغائر يقع فيها الأنبياء ، لكن يختلفون عن البشر في هذهِ الصغائر بأمور :-
أ- لا تخل بمروئتهمـ ، ولا تحط من قدرهمـ ولا يُعابون عليها .
ب- لا يقرون عليها .
ت- ينبههمـ الله بها ويعاتبهمـ عليها .
ث- يسارعون للتوبة والإنابة والإستغفار .
--
§ الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم :
ومما اختصهم الله تعالى به أنّ أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام ، فعن أنس في حديث الإسراء : " والنبيُّ نائمة عيناه ، ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم " ، فقد صحّ عنه أنّه قال : " إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا " ، وقال صلى الله عليه وسلم عن نفسه : " إنّ عيني تنامان ولا ينام قلبي " .
--
§ تخيير الأنبياء عند الموت :
مما تفرد به الأنبياء أنّهم يخيَّرون بين الدنيا والآخرة .
--
§ لا يقبر نبي إلا حيث يموت :
ممّا خص به الأنبياء بعد موتهم أمور تتعلق بهم في القبر ، منها :
الأول : أنّه لا يقبر نبيٌّ إلاّ في الموضع الذي مات فيه ، ففي الحديث : " لم يقبرني نبيٌّ إلا حيث يموت " ولهذا فإنّ الصحابة – رضوان الله عليهم – دفنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة حيث قبض .
--
§ لا تأكل الأرض أجسادهم :
ومن إكرام الله لأنبيائه ورسله أنّ الأرض لا تأكل أجسادهم ، فمهما طال الزمان وتقادم العهد تبقى أجسادهم محفوظة من البلى ، ففي الحديث " إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء "
--
§ أحياء في قبورهم :
صحَّ عن النبيَّ أنّ " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " ، وروي أيضاً أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " مررت على موسى ليلة أسري به عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره "
--
يتبع بإذن الله تعالى
:)