س: ما المقصود بـ[النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ] ؟
أى هو أحق بهم فى كل أمور الدين والدنيا وأولى بهم من أنفسهم فضلا عن أن يكون أولى بهم من غيرهم فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم وإن كانوا محتاجين إليها ويجب عليهم أن يحبوه زيادة علي حبهم أنفسهم ويجب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم على حكمهم لأنفسهم وبالجملة فإذا دعاهم النبى صلى الله عليه وسلم لشىء ودعتهم أنفسهم إلى غيره وجب عليهم أن يقدموا مادعاهم إليه ويؤخروا مادعتهم أنفسهم إليه ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدموا طاعته على ماتميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم .
--
س: ما المراد بـ أنفسهمـ في الآية ؟
o وقيل : المراد بأنفسهم فى الآية بعضهم فيكون .
o المعنى أن النبى أولى بالمؤمنين من بعضهم ببعض .
o وقيل : هى خاصة بالقضاء - أى هو أولى بهم من أنفسهم فيما قضى به بينهم .
o وقيل : أولى بهم فى الجهاد بين يديه وبذل النفس دونه .
o والأول أولى .
--
س: ما معنى [وأزواجه أمهاتهم] ؟
o أى مثل أمهاتهم فى الحكم بالتحريم ومنزلات منزلتهن فى استحقاق التعظيم فلا يحل لأحد أن يتزوج بواحدة منهن ، كما لايحل له أن يتزوج بأمه .
o فهذه الأمومة مختصة بتحريم النكاح لهن وبالتعظيم لجنابهن .
o وتخصيص المؤمنين يدل علي أنهن لسن أمهات نساء المؤمنين ولا بنات أخوات المؤمنين ولا أخوتهن أخوال المؤمنين .
o وقال القرطبى : الذى يظهر لى أنهن أمهات الرجال والنساء تعظيما لحقهن على الرجال والنساء كما يدل عليه قوله [النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم] وهذا يشمل الرجال والنساء ضرورة .
--
س: ما المراد بـ[وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض] ؟
o المراد بأولى الأرحام : القرابات أى هم أحق ببعضهم البعض فى الميراث .
o وهى ناسخة لما كان فى صدر الإسلام من التوارث بالهجرة والموالاة .
o قال قتادة لما نزل قوله سبحانه فى سورة الأنفال [والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا] فتوارث المسلمون بالهجرة ثم نسخ ذلك بهذه الآية وكذا قال غيره .
o وقيل: إن هذه الآية ناسخة للتوارث بالحلف والمؤاخاة فى الدين .
--
س: ما معنى [ في كتاب الله] ؟
o يجوز أن يتعلق بأفعل التفضيل فى قوله [أولى ببعض] لأنه يعمل فى الظرف .
o ويجوز أن يتعلق بمحذوف هو حال من الضمير - أى كائنا فى كتاب الله .
--
س: مالمراد بالكتاب هُنا ؟
اللوح المحفوظ أو القرآن أو آية المواريث .
--
س: ما معنى [ من المؤمنين ] ؟
· يجوز أن يكون بيانا لأولوا الأرحام والمعنى إن ذوي القرابات من المؤمنين [والمهاجرين] بعضهم أولى ببعض .
· ويجوز أن يتعلق "بأولى" - أي وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض من المؤمنين والمهاجرين الذين هم أجانب .
· وقيل : إن معنى الآية وأولوا الأرحام ببعضهم أولى ببعض إلا مايجوز لأزواج النبى صلى الله عليه وسلم من كونهم كالأمهات فى تحريم النكاح وفى هذا من الضعف مالا يخفى .
--
س: ما المقصود بـ[ إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا] وما نوع الإستثناء وفيمن نزلت ؟
o هذا الاستثناء إما متصل من أعم العام .
o والتقدير : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كل شىء من الإرث وغيره إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا من صدقة أو وصية فرن ذلك جائز .
o قال محمد ابن الحنفية : نزلت فى إجازة الوصية لليهودى والنصرانى .
o فالكافر ولى فى النسب لا فى الدين فتجوز الوصية له ويجوز أن يكون منقطعا.
o والمعنى : لكن فعل المعروف للأولياء لا بأس به .
o ومعنى الآية أن الله سبحانه لما نسخ التوارث بالحلف والهجرة أباح أن يوصى لهم .
o أراد بالمعروف النصرة وحفظ الحرمة بحق الإيمان والهجرة .
--
س: لمن الإشارة بقوله [ كان ذلك ] ؟
إلى ماتقدم ذكره أى كان نسخ الميراث بالهجرة والمحالفة والمعاقدة ورده إلى ذوى الأرحام من القرابات .
--
س: ما معنى [في الكتاب مسطورا] ؟
أى فى اللوح المحفوظ أو فى القرآن مكتوبا .
--
س: ما سبب نزول قوله [ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه] ؟
o عن ابن عباس قال قام النبى صلى الله عليه وسلم ، يوما يصلى فخطر خطرة فقال المنافقون الذين يصلون معه ألا ترى أن له قلبين قلبا معكم وقلبا معهم فنزل [ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ] .
o صلى لله النبى صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمة فسمعها المنافقون فقالوا إن له قلبين فنزلت .
o كان رجل من قريش يسمى من هائه ذا القلبين فأنزل الله هذا فى شأنه .
--
o عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال مامن مؤمن إلا وأنت أولى الناس به فى الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم [ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم] فأيما مؤمن ترك مالا فلترثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتنى فأنا مولاه .
o عن بريدة قال غزوت مع على إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تغير وقال يابريده ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلى مولاه .
--
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَالدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاًجَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَاللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّلِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاءالنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَاالْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَن يَقْنُتْمِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَامَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّلَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَبِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِيبُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَالصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُاللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىفِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاًخَبِيراً (34)
س: ما المراد بقوله [يا أيها النبي قل لأزواجك] وكمـ عدد أزواجه ؟
o قيل : هذه الآية متصلة بمعنى ما تقدمها من المنع من إيذاء النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد تأذى ببعض الزوجات .
o قال المفسرون : إن أزواج النبى صلى الله عليه وسلم سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه الزيادة فى النفقة وآذينه بغيرة بعضهن على بعض فآلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهن شهرا وأنزل الله آية التخيير .
o هذه وكن يومئذ تسعا [ عائشة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وسودة هؤلاء من نساء قريش وصفية الخيبرية وميمونة الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية ] .
--
س: ما معنى [الحياة الدنيا وزينتها ] ؟
سعتها ونضارتها ورفاهيتها والتنعم فيها .
--
س: ما معنى [فتعالين] ؟
أى أقبلن إلى .
--
س: ما معنى [أمتعكن] ؟
بالجزم جوابا للأمر أى أعطكن المتعة و كذا .
--
س: ما المراد [وأسرحكن] ؟
بالجزم أى أطلقكن .
o والمراد بالسراح الجميل هو الواقع من غير ضرار على مقتضى السنة .
--
س: ما المراد بـ[وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة] ؟
أي الجنة ونعيمها .
--
س: ما معنى [إن الله أعد للمحسنات منكن]؟
أى اللاتى عملن عملا صالحا .
--
س: ما معنى [أجرا عظيما] ؟
لا يمكن وصفه ولا يقادر قدره وذلك بسبب إحسانهن وبمقابلة صالح عملهن .
--
س: أذكري أقوال العُلماء في تخيير النبي أزواجه ؟
وقد اختلف العلماء فى كيفيه تخيير النبى صلى الله عليه وسلم أزواجه على قولين :
القول الأول : أنه خيرهن بإذن الله فى البقاء على الزوجية أو الطلاق فاخترن البقاء .
القول الثانى :أنه إنما خيرهن بين الدنيا فيفارقهن وبين الاخرة فيمسكهن ولم يخيرهن فى الطلاق .
والراجح : الأول .
--
س: ما أقوال العُلماء في المخيرة إذا اختارت زوجها هل يحسب مجرد ذلك التخيير على الزوج طلقة أم لا ؟
1- فذهب الجمهور من السلف والخلف إلى أنه لا يكون التخيير مع اختيار المرأة لزوجها طلاقا لا واحدة ولا أكثر .
2- إن اختارت زوجها فواحدة بائنة .
والراجح الأول لحديث عائشة الثابت فى الصحيحين قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعد طلاقا ولا وجه لجعل مجرد التخيير طلاقا .
--
س: ما أقوال العُلماء في اختيارها لنفسها ؟
[ القول الأول : رجعية ].
[ القول الثاني : بائنة ] .
والراجح الأول : لأنه يبعد كل البعد أن يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه على خلاف ما أمره الله به وقد أمره بقوله [إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن]
--
س: لما اختار نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، رسول الله أنزل فيهن هذه الايات – لماذا ؟
تكرمة لهن وتعظيما لحقهن .
--
س: ما معنى [ يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة ] ؟
أى ظاهرة القبح واضحة الفحش وقد عصمهن الله عن ذلك وبرأهن وطهرهن .
--
س: ما المراد بـ[ يضاعف لها العذاب ضعفين] ؟
أى يعذبهن مثلى عذاب غيرهن من النساء إذا أتين بمثل تلك الفاحشة وذلك لشرفهن وعلو درجتهن وارتفاع منزلتهن .
--