البناء القيمى فى ممارسة خدمة الفرد:
1- مقدمة
2- قيم خدمة الفرد وأهميتها فى عملية الممارسة :
أ - الإيمان باحترام كرامة الفرد وقيمته كإنسان
ب - الإيمان بالخصوصية الفردية
ج - الإيمان بحق الفرد فى تقرير مصيره بنفسه
د - الإيمان بالتسامح والحب لا بالإدانة والعقاب
ه – الإيمان بمسئولية المجتمع كاملة فى إزالة المعوقات التى تحد من تأكيد الذات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
مقدمه:
موضوع القيم في ممارسة الفرد يعتبر من المحاور الهامه في التراث المعاصر في خدمة الفرد , هناك العديد
من الكتاب الذين عالجوا هذا الموضوع والتراث المهني انشغل بمناقشة هذه المسأله وخاصة مكانة القيم في بناء
قاعدة الممارسه في خدمة الفرد , من البدايه لابد ان نؤكد على ان القيم عنصر هام في بناء المهن لانها تمثل
غايات موجهه للسلوك وهي لذلك ذات مضمون أخلاقي وهي تعتبر مفهوم عالي التجريد , بمعنى انها ذات
طبيعه غير ماديه محسوسه من الممكن تبسيط هذا التعريف بقول ان القيمه هي :
شئ ما مرغوب ذاتياً , وكذلك يمكن تعريفها بأنها : الاشياء المفضله.
تنقسم القيم إلى مستويات ثلاث :
· مفاهيم مفضله لدى الناس .
· ثم نتائج مفضله لدى الناس .
· أساليب مفضله للتعامل مع الناس .
نظراً لاهمية ومحورية البناء القيمي في خدمة الفرد سوف نتناول القيم بالمعالجه التحليليه .
الممارسه في خدمة الفرد هي مجموعة تصرفات وسلوك الاخصائي الاجتماعي بصفته , هذه الممارسه تظهر
بوضوح أهمية القيم التي تحكم سلوكه المهني أي الممارسه وقوة ونوعية الإلزام لهذه القيم , لكل مهنه من
المهن دستور قيمي وأخلاقيات تحكم ممارسات أعضائها فهي عنصر أساسي في قيمها , كل مهنه من هذه المهن
تحرص كل الحرص على التأكيد على هذا الدستور ومراقبة تنفيذه , وهي قبل ذلك تحرص على ألا يتعارض
دستورها هذا مع النسق القيمي العام الذي يحكم المجتمع ككل , يتمثل الاساس القيمي للخدمه الاجتماعيه في
الايمان بقيمة الفرد وكرامته واحترام الفروق الفرديه بين مختلف الافراد وعدم التفرقه بينهم على أساس اللون
والجنس أو الدين أو اللغه وغير ذلك من مجموعة المبادئ والقيم التي يؤمن بها الاخصائيون الاجتماعيون .
على هذا الاساس القيمي التطبيق العملي لمبادئ الخدمة الاجتماعيه يتشكل مثل :حق تقرير المصير , والتقبل
والمساعده والعلاقه المهنيه والموضوعيه , لذلك لابد اننا اذا نظرنا الى التراث المهني وألقينا نظره على بعض
القيم كقاعده أساسيه للممارسه سنجد انها تشكل قاعده اساسيه كمصدر للأساليب الفنيه من أجل الممارسه .
طبعاً بدون قيم الممارسه ستصبح عمياء , فالقيم هنا لابد ان نؤكد بأنها تمنح الممارس قدرة الإبصار والرؤيه
والبصيره وهي على ذلك تعتبر أساس ومضمون التفاعل الدينمي الذي يحدث بين الاخصائيين والعملاء .
لابد أن نؤكد على أهمية الالتزام بهذا النسق القيمي في عميلة المساعده كمطلب ضروري لإستمرارية هذه
الطريقه والمهنه عامة ً , لان ان لم تكن القيم التي نحملها والتي نعمل من أجلها تهتم بحياة الانسان واحترامه
وحقه في تأكيد ذاته حينئذٍ سوف تنتهي هذه الطريقه والمهنه عامة ً .
هناك سؤال لابد من طرحه .. هل القاعده العلميه لخدمة الفرد خاصه بها فقط؟؟.. وهل الممارسه المهنيه في
خدمة الفرد تتميز بالتفرد والتميز من البناء القيمي الذي تعتمد عليه في عملية المساعده ؟؟
الإجابه: ستكون بالنفي ؛ لان خدمة الفرد كمهنه توجد داخل سياق ثقافي أكبر وهي تستخدم قيم موجوده من قبل
في المجتمع وليست قاصره تماماً على خدمة الفرد .
بمعنى : أن القيم كانت ولازالت تحتل أهميتها كركيزه أساسيه في أي نشاط مهني يتصل بالعمل مع الانسان .
في مهنه كخدمة الفرد تهتم غايتها وأساليبها بالانسان وحياته وتوافقه النفسي , لكي نقف على طبيعة هذه القيم
ونفهم أهميتها في عملية المساعده لخدمة الفرد علينا أن ندرك ان مساعدة العميل على التصدي لمشكلاته وتنمية
شخصيته يمر من خلال وسيط معين هذا الوسيط هو التفاعل الذي يتم بين الاخصائي وبين العملاء , ومن ثم ف
على الاخصائي في ممارساته المهنيه الايمان والالتزام بهذه القيم الانسانيه الاخلاقيه كمعتقدات لديه عن العملاء
وعن الاساليب المناسبه للتعامل معهم.
ماهي إذاً القيم الرئيسيه التي يجب على الاخصائي الاجتماعي أو أخصائي خدمة الفرد الالتزام بها في عملية
المساعده ؟؟
هناك العديد من القيم التي سنشير اليها فيما يلي :
1) الإيمان باحترام كرامة الفرد وقيمته كإنسان:
الدستور الاخلاقي للمهنه يشير الى ان لكل فرد الحق بأن يعامل بإحترام وكرامه في المواقف المختلفه
لتعامل الاخصائي معه بصرف النظر عن حالته الاقتصاديه إذا كان غني او فقير, أو الحاله الصحيه
إذا كان ضعيف أو مريض أو قوي , وبغض النظر عن الحاله النفسيه او العقليه أو سنه أو جنسه ..وما
الى ذلك.
2) الإيمان بالخصوصية الفردية:
هذه النقطه نقصد بها إذا كانت هناك احتياجات انسانيه عامه ومشتركه لدى كل البشر إلا ان لكل فرد
ذآتيته المستقله والفريده التي تميزه عن الآخرين , بمعنى آخر : ضرورة ان نأخذ في الاعتبار عند التعامل مع العملاء الايمان بخصوصيتهم الفرديه في ضوء ظروفهم وقدراتهم الخاصه بما فيها من
امكانيات , هذا المبدأ يؤكد على الخصوصيه التامه لكل فرد وضرورة وجود اختلافات فرديه بين
الناس على الرغم من وجود صفات عامه أو احتياجات عامه مشتركه بين كل الناس إلا ان كل حاله من الحالات تعتبر حاله فرديه خاصه بذاتها لها احتياجات خاصه قد تختلف تمام الاختلاف عن حاجات الافراد الآخرين .
3) الإيمان بحق الفرد فى تقرير مصيره بنفسه:
نقصد بحق تقرير المصير أن يتجنب الاخصائي الاجتماعي فرض آراء او حلول خاصه على العميل بشكل يؤدي الى سلبه هذا الحق , المقصود بذلك : انه كلما كانت القرارات والخطط الخاصه بمواجهة المشكلات والمواقف التي يعاني منها العملاء نابعه عن إدراك وإقتناع تام من جانبهم كلما حرصوا على الالتزام بها.
4) الإيمان بالتسامح والحب لا بالإدانة والعقاب:
خدمة الفرد تُشجب تلك الافكار العدائيه مثل الساديه او الضارونيه الاجتماعيه وغيرها من الافكار التي
تنادي بتعذيب الفرد وإيذائه أو تحميله وحده مسؤلية الموقف الذي يواجهه .
الخدمه الاجتماعيه بما فيها خدمة الفرد تدين تلك النظريات ولاتؤمن بمثل تلك الممارسات ,فهي ترى
ان سلوك الانسان ومواقفه هي استجابات حتميه لضغوط واقعيه فرضت عليه سواءً في داخله أو
خارجه , وتؤمن كذلك ان الظروف او المعطيات الوراثيه او العوامل الوراثيه نفسها عباره عن قيود
أبديه فرضت على الانسان منذ ولادته ليس له حيله فيها وليس له قدره على تغييرها , بمعنى: الايمان بالحتميه الوراثيه .
5) الإيمان بمسئولية المجتمع كاملة فى إزالة المعوقات التى تحد من تأكيد الذات:
من المعروف ان وجود معوقات تواجه الانسان في آدائه الاجتماعي أو أثناء ممارساته اليوميه يعني في النهايه عدم قدرة هذا الانسان على ممارسة وظائفه الاجتماعيه , ومن هنا هناك مسؤؤليه مجتمعيه هذه المسؤؤليه المجتمعيه تدور حول محور هام وهو ضرورة سعي المتجمع بأجهزته وهيئاته المتعدده لإزالة أي صعوبات او معوقات تقف في طريق تأكيد الفرد لذاته وتحد من تكيّفه مع المجتمع وتساعده على التغلب عليها بما يؤدي في النهايه الى إطلاق قدرات الافراد لتحسين آدائهم الإجتماعي .
تحليل هذه القيم يؤدي الى استنتاج محدد :
فهي عباره عن قيم تشير الى اتجاهات نحو اهداف مرغوب فيها أو غايات مثاليه لإشباع الحاجات
الانسانيه الأساسيه , فالانسان عامة ً في أي مكان وزمان ومهما كانت قدرات او امكانيات هذا الانسان
فهو في حاجه دائمه الى الامن والى الشعور بالانتماء والى الحب والى احترام الذات والى تقدير الذات
الى ادراك الذات الى تأكيد الذات الى الانجاز .
فالقيمه الخاصه بجدارة الانسان وكرامته ترتبط تمام الارتباط بالحاجه الى تقدير الذات , كذلك القيمه
الخاصه بفردية الانسان ترتبط بالحاجه الى تأكيد الذات , والقيمه الخاصه بالتسامح لا بالإدانه ترتبط بالحاجه الى الانتماء والحب ...وهكذا