عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 12- 24   #8
أمل النور
أكـاديـمـي ذهـبـي
 
الصورة الرمزية أمل النور
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 40172
تاريخ التسجيل: Mon Nov 2009
المشاركات: 688
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 107
مؤشر المستوى: 65
أمل النور will become famous soon enoughأمل النور will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: انجليزي انتساب مطور
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة الانجليزية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أمل النور غير متواجد حالياً
رد: الاخلاق الاسلامية واداب المهنة

لمحاضرة السادسة
نماذج من أخلاق النبي الكريم
صلى الله عليه وسلم
الرسول ذو الخلق العظيم:
قال تعالى مادحاً نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم 4] وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في وصف أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن). أي أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام تجسيد عملي لما جاء به القرآن الكريم من أوامر أو نواهي أو مُثُلٍ عليا.
فهو الذي اختاره الله سبحانه ليكون أسوة ومثلاً أعلى للبشرية, فقال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوةَ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} {الأحزاب:21}.
وهو الذي وصفه الله بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم, وهو الذي قال الله فيه: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} {الأحزاب: 6} زكى الله لسانه فقال تعالى: [وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى] {النَّجم:3}, وزكى صدره, فقال: [أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ] {الانشراح:1}, وزكى هديه ومنهجه فقال: [وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] {الشُّورى:52}, وقال:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ] {آل عمران:31}, ومن ثَمَّ قال النبي صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن نعمة ربه عليه (أدبني ربي فأحسن تأديبي), وقال: (أما إني لأخشاكم وأتقاكم لله). ويقول أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا", وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم",.والمحاضرة وكذا عشرات المحاضرات من أمثالها لن تتمكن من إعطاء الموضوع حقه, ولكن ما لا يدرك كله, لا يترك كله. ومن ثم فإننا سنكتفي بعرض نماذج من أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

1- عبادة النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي عليه الصلاة والسلام كما وصف نفسه, أتقى الناس وأخشاهم لله, وأكثرهم عبادة وتألهاً، فمن كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه كان شاكراً. تقول عائشة رضي الله عنها: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (أفلا أكون عبداً شكوراً), وعن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَعَبَّدَ بِعِبَادَتِكَ فَذَهَبَ وَذَهَبْتُ مَعَهُ ... ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمُ وَيُرَدِّدُ فِيهِ شَفَتَيْهِ حَتَّى أَظُنَّ أَنَّهُ يَقُولُ وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَيُرَدِّدُ شَفَتَيْهِ فَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ نَهَضَ حِينَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ لاَ يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ سَأَلَ، وَلاَ آيَةِ خَوْفٍ إِلاَّ اسْتَعَاذَ، وَلاَ مَثَلٍ إِلاَّ فَكَّرَ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ فَعَلَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ كَفِعْلِهِ الأَوَّلِ ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا) وكان يدعو ويسبح ويثني على الله تبارك وتعالى ويخشع, يقول عبد الله بن الشخير رضي الله عنه: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء). وكان يقول: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً) وكان يكثر من الصيام. تقول عائشة رضي الله عنها: (كان يصوم حتى نقول لا يفطر, ويفطر حتى نقول لا يصوم, ولم أره صائماً في شهرٍ قط أكثر منه في شعبان, كان يصوم شعبان كله, كان يصوم شعبان إلا قليلاً) وكان ينظر إلى نفسه وعبادته فيرى نفسه مقصراً في جنب الله فيقول: إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله مائة مرة)
2- دعوته صلى الله عليه وسلم:
كانت دعوته عليه الصلاة والسلام لجميع الخلق، وكان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً في سبيلها، ومن ذلك شفقته بمن يخطئ أو من يخالف الحق وكان يُحسن إليه ويعلمه بأحسن أسلوب، بألطف عبارة وأحسن إشارة، من ذلك ما رواه أبو أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن فتىً شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه. فقال له: (ادنه)، فدنا منه قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم) قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم ) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. قال بينما نحن في المسجد مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إذ جاء أعرابيٌّ فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله {صلى الله عليه وسلم} مه مه فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لا تزرموه دعوه فتركوه حتى بال ثم إن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} دعاه فقال له إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال وأمر رجلاً من القوم فجاء بدلوٍ من ماء فشنه عليه)وقد انتهج النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في دعوته ولطيف أسلوبه للناس كلهم حتى شملت الكافرين ، فكان من سبب ذلك أن أسلم ودخل في دين الله تعالى أفواجٌ من الناس بالمعاملة الحسنة والأسلوب الأمثل، وكان يتمثل في ذلك صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: { ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [ النحل:12]
3- رحمته صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى في شأن نبيه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107), فهو صلى الله عليه وسلم إذاً رحمة للعالمين وليس للمؤمنين فقط, ورسالته رحمة للجميع , ومن ثمَّ كان يقول: (إنما أنا رحمة مهداة). وعندما طلب منه أن يدع على المشركين قال: (إني لم أبعث لعانًا) ودعا لهم بالهداية. وقال عليه الصلاة والسلام : (اللهم إنما أنا بشر، فأيُّ المسلمين سببته أو لعنته، فاجعلها له زكاة و أجراً ". وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من وليَ من أمرِ أمتي شيئاً ، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم، فارفق به) قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) (آل عمران:159), وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) ومن مظاهر رحمته بالمؤمنين أنه أمر من أمهم في الصلاة بأن يخفف فقد جاء رجلٌ إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا, فقال أبو مسعود الأنصاري: فما رأيت النبي {صلى الله عليه وسلم} غضب في موعظة ٍ قط أشد مما غضب يومئذٍ فقال يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) وفي حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ، بَعْدَ ذلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرضى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ، يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)
4- صدقه صلى الله عليه وسلم:
فمن صور صدقه واعتراف أعدائه به حتى قبل إعلانه لدعوته, ما جرى معه صلى الله عليه وسلم حين دعا الناس إلى رسالته. فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت الآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) صعد النبي {صلى الله عليه وسلم} على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم كنتم مصدقي؟ قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً. قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت (تبت يداً أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب)
ومن صوره ما أخبر به عبد الله بن سلام الحبر اليهودي وبسببه أسلم, قال: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَثْبَتُّ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ"؛ هكذا لم يحتج الأمر منه أن يعلم أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى أن ينظر إلى وجهه ليعرف أنه ليس بوجه كذاب.
5- شجاعته صلى الله عليه وسلم:
فقد كان الأشجع والأجود بنفسه، ومن قصص شجاعته ما رواه مسلم عن أنس بنِ مالك رضى الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا قَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ) أي أن الفرس كان سريعاً فسبقتكم إلى الصوت وليس هناك ما يخيف فارجعوا. وروي عن عليٍّ رضى الله عنه قال: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَومُ الْقَومَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم, فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ. وقال علي رضى الله عنه أيضًا: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْساً
وعن العباس رضي الله عنه قال شهدت مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم حنين, فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يُرْكض بغلته قِبَل الكفار قال العباس وأنا آخذٌ بلجام بغلة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أكفها إرادة ألا تسرع فقال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أي عباس ناد أصحاب السمرة. قال عباس - وكان رجلاً صيتاً فقلت: أين المهاجرون الأولون أين أصحاب سورة البقرة والنبي صلى الله عليه و سلم يقول قدما: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب. قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار حتى انهزم الكفار. قال وكأني أنظر إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} يركض خلفهم على بغلته.
6- عفو النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هَلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: ( لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ، وَكَانَ أشَدُّ مَا لَقيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيْلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْني إِلَى مَا أرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأنا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إِلاَّ وأنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، وَإِذَا أنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإذَا فِيهَا جِبريلُ عليه السلام، فَنَادَاني، فَقَالَ: إنَّ الله تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَد بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بمَا شِئْتَ فِيهِمْ . فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إنَّ اللهَ قَدْ سَمِع قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأنا مَلَكُ الجِبال، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبِّي إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إنْ شئْتَ أطْبَقْتُ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ). فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: (بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً).
وعن أنس قال كنت أمشي مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابيٌّ فجبذه بردائه جبذةً شديدة. قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي {صلى الله عليه وسلم} وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته. ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه, فضحك ثم أمر له بعطاء). وعن عائشة قالت : مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأةً وَلاَ خَادِماً، إِلاَّ أنْ يُجَاهِدَ فِي سَبيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلاَّ أن يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى ، فَيَنْتَقِمُ للهِ تَعَالَى.