عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 2   #7
عبير الصمت
متميزه بملتقى المواضيع العامة
 
الصورة الرمزية عبير الصمت
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 60743
تاريخ التسجيل: Tue Sep 2010
المشاركات: 8,460
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 5004
مؤشر المستوى: 145
عبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond reputeعبير الصمت has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كليه التربيه
الدراسة: انتساب
التخصص: تربيه خاصه / صعوبات تعلم ♥
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
عبير الصمت غير متواجد حالياً
رد: ممكن ملخصات خدمة الفردوالجماعة

المحاضرة الرابعة
خدمة الفرد والجماعة

البناء المعرفي لممارسة خدمة الفرد

1. مقدمة .
2. القاعدة المعرفية للممارسة .
أ‌) المعارف المتصلة بمناهج وطرق البحث .
ب‌) المعارف المتصلة بالمهن والعلوم الإنسانية .
1- خدمة الفرد وعلم النفس .
2- خدمة الفرد وعلم الاجتماع .
3- خدمة الفرد والديــن .
4- خدمة الفرد والتشريعات الاجتماعية .
5- خدمة الفرد والانثربولوجيا .
6- خدمة الفرد والعلوم البيولوجية .

سبق أن ذكرنا في المحاضرة السابقة من محاضرات خدمة الفرد إلى أن خدمة الفرد كطريقة من طرق الخدمة الاجتماعية تهتم بمشكلات الإنسان والتدخل لمساعدته على مواجهة هذه المشكلات بما يحقق توافقه النفسي ..
السؤال الذي نطرحه هنا .. هل تستطيع خدمة الفرد أن تمارس هذه المهام لتحقيق هذا الهدف دون أن تستند إلى قاعدة معرفية علمية في ممارستها المهنية ؟
بمعنى آخر .. كيف يتحقق ذلك دون أن تكون على معرفة بالطبيعة الإنسانية أو معرفة كيفية التدخل لمساعدة هذا الإنسان على مواجهة مشكلاته ؟
لو تأملنا تلك التساؤلات سنجد أنها مرتبطة مباشرة بمسألة البناء المعرفي لممارسة خدمة الفرد وهذا ما سنقوم بمناقشته الآن .

القاعدة المعرفية للممارسة :
مسألة القاعدة المعرفية أو العلمية لممارسة خدمة الفرد احتلت جانب كبير من الأهمية في التراث المهني .
القاعدة المعرفية هي الأساس الذي تستند عليه ممارسات خدمة الفرد في اكتساب صفة العلمية وإضفائها على الممارسة تميز لها عن أي نشاط يتصف بالعمومية وعدم التخصص .
بمعنى آخر .. بدون قاعدة معرفية تستند عليها خدمة الفرد في ممارساتها لا يمكن إطلاق لفظ علم على خدمة الفرد .

القاعدة المعرفية هي سلاح أخصائي خدمة الفرد في تصديه لمشكلات العملاء التي يتعامل معها والأساليب التي يستخدمها لمواجهتها .
ومن هنا نستطيع أن نقول المعرفة العلمية هي :
" الخاصية الدقيقة التي تضع حداً فاصلاً بين الممارس المهني وبين أي شخص مهتم قد يتصادف أن يمارس هذه المهنة أو يتعامل في هذا المجال"
من هنا نقول أن الاهتمام بالقاعدة المعرفية أصبح بمثابة شرط ضروري لازم لنجاح الممارسة في خدمة الفرد , لا سيما أن معظم الممارسات المهنية ترتبط بصورة مباشرة بـ العلوم النفسية والاجتماعية , حيث أصبح الاعتقاد في كفائه هذه العلوم أمر معترف به بين كتاب خدمة الفرد باعتبارها مصدر لفهم شخصية العملاء ومشكلاتهم والتعامل معهم .


من هنا أصبح بإمكاننا أن نطرح عدد من التساؤلات عندما يتعلق الأمر بمناقشة القاعدة المعرفية للممارس .
نستطيع أن نقول ما الذي نحتاج إليه من معارف كممارسين في خدمة الفرد ؟
تساؤل آخر .. هل لخدمة الفرد قاعدة معرفية خاصة بها من الناحية الواقعية ؟
تساؤل ثالث .. كيف يمكن تنظيم القاعدة المعرفية بطريقة ترفع من كفائه توظيفها ؟
لو قمنا بتحليل هذه التساؤلات سنصل إلى حقيقة هامة وهي :
" أن هناك فرق بين ما يمكن اعتباره معرفة خاصة بالفرد ومعرفة عامه ترتبط بها "
سنقوم بالاهتمام بالنوع الأول بالمعرفة بمعنى تلك المعارف المتصلة والناتجة عن ممارسة خدمة الفرد .
ونقول هنا .. أن تلك المعارف تتكون من :
× معارف مستمدة من الممارسة الميدانية ..
" من نظريات ونماذج للتدخل المهني , هذه النظريات والمناهج طورها أخصائيون اجتماعيون وأخصائيو خدمة الفرد من خلال الممارسة الميدانية وقاموا بتطويعها لتتناسب مع متطلبات الممارسة في خدمة الفرد "
× معارف مستمدة من علوم أخرى ذات صلة بخدمة الفرد .. كعلم النفس وعلم الاجتماع على سبيل المثال ..
وهذه المعارف تم صياغتها في سياق الممارسة المهنية ومن أجل ذلك نشير إلية هنا .. بإعتبارها معارف خاصة بخدمة الفرد وهي المعارف المتعلقة بالشخصية والسلوك الإنساني ودينامية السلوك الإنساني ودوافعة والمعارف المتصلة بالبيئة الاجتماعية وكذالك المتصلة بالقيم والاخلاقيات والأسس والمفاهيم المهنية والمهارات ونظريات ونماذج وعمليات التدخل المهني وتكنيكاته .. إلى غير ذلك .

يمكن تصنيف القاعدة المعرفية لخدمة الفرد المستمدة من العلوم الأخرى إلى .. مجموعة معارف يتصل بعضها بمناهج وطرائق البحث التي تستند إليها خدمة الفرد أثناء تقويمها لنتائج التدخل العلاجي مع العملاء وتقويم ما تعتمد عليه من نظريات ونماذج في عملية الممارسة وبعضها يتصل بمهن وعلوم إنسانية أخرى ذات علاقة مباشرة بخدمة الفرد .
وأخيراً مجموعة من المعارف قد تفيد الممارسة ولكنها لا تتصل بها بشكل مباشر .. أمثلة على ذلك :
المعارف المستمدة من العلوم البيولوجية .

أولاً : المعارف المتصلة بمناهج وطرق البحث :
من الضروري أن تستمد الممارسة في خدمة الفرد إلى مناهج وطرق علمية تتعامل بها مع العملاء ومشكلاتهم كذلك لابد من أساليب منهجية لتنظيم المعلومات وكيفية الحصول عليها حتى يتمكن الأخصائي من فهم الظروف والمشكلات التي يعاني منها العملاء .
طبيعي أن الأخصائي هنا عندما يستند إلى هذه المناهج لابد أن يهتم بإخضاع مداخله العلمية ونماذجه في ممارساته مع العملاء ولتجريب والإختبار والتقويم للتأكد من صحتها وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات عملية الممارسة في خدمة الفرد .
وعلى ذالك نقول أنه من الضروري توفر مجموعة من المعارف المتصلة بطرق ومناهج البحث الاجتماعي وأساليب جمع البيانات والمعلومات وتصنيفها وتحليلها وتفسيرها وإلمام أخصائي الفرد بها .
من الممكن أن نذكر هنا أن تلك المناهج وطرق البحث قد تكون مستمدة من علوم إنسانية و اجتماعية أخرى وليست بالضرورة طرق خاصة بخدمة الفرد .
بمعنى آخر .. إن هذه المناهج وهذه الطرق للبحث هي طرق شائعة في كل العلوم والمعارف الإنسانية والاجتماعية وهي ليست حكراً على علم اجتماعي دون العلوم الأخرى .

ثانيـاً: المعارف المتصلة بالمهن والعلوم الإنسانية :
طبعاً ممارسة خدمة الفرد لا تدور في فراغ .. الهدف الذي تسعى إلية خدمة الفرد وهو " تحسين وتدعيم أداء الفرد لوظائفه الاجتماعية وتحقيقه لتوافقه النفسي " , هو هدف مشترك بين كل المهن الانسانية الأخرى التي تتعامل مع الإنسان وإن إتخذ ذلك مسميات مختلفة ... مثل :
الإرشاد النفسي , العلاج النفسي , الطب النفسي , خدمة الفرد .
كل هذه المهن تشترك مع بعض في نفس الهدف وهو تحسين وتدعيم أداء الفرد لوظائفه الاجتماعية وتحقيق تكيفه وتوافقه النفسي .
من أجل ذلك كان لابد للقاعدة المعرفية لعملية المساعدة في خدمة الفرد أن تتضمن مجموعة من المعارف ذات الصلة بالمهن والعلوم الانسانية التي تشاركها في فهم الإنسان وحل مشكلاته .
ضلت خدمة الفرد في جميع مراحلها التاريخية تستقي معارفها من هذه العلوم وتطور من أساليب الممارسة في ضوء الإكتشافات العلمية لهذه العلوم .
نظراً للإتصال الوثيق بين خدمة الفرد من جهة وبين هذه العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة أخرى كالطب النفسي , وعلم النفس , والعلوم الاجتماعية .
سنفرد لكل من تلك العلوم مناقشة خاصة بها لكي نفهم العلاقة بين خدمة الفرد وبين تلك العلوم .. نبدأ بـ :

أولاً : خدمة الفرد وعلم النفس :
خدمة الفرد ترتبط بعلم النفس بشكل قوي حيث تستمد من علم النفس كثيراً من المعارف النظرية , المداخل , المناهج , النظريات العلمية التي توجه الممارسة وترشدها .
من علم نفس النمو على سبيل المثال : إستمدت خدمة الفرد المفاهيم الخاصة بالتعرف على مراحل النمو النفسي لدى الإنسان وخصائص ومشكلات كل مرحلة من مراحل النمو .
كذلك من خلال علم نفس النمو نتعرف على مطالب النمو ومعاييره التي قد نرجع لها في تقييم نمو الفرد , هل هذا الفرد عادي أو غير عادي , هل هو سوي أو غير سوي , ونركز على نمو الذات وتحقيق الذات .
تؤكد خدمة الفرد أهمية مساعدة الفرد في تحقيق النضج النفسي وهذا هدف مشترك مع علم نفس النمو .
كذلك علم نفس الشواذ تستمد خدمة الفرد من هذا الفرع من فروع علم النفس معلومات هامة عن السلوك الشاذ للشخص غير العادي .
كذلك تستمد خدمة الفرد أو تستفيد من علم النفس التربوي الذي يهتم بالتعلم وإكتساب السلوك والعادات وأهمية التعزيز والتعميم وغير ذلك من قوانين التعلم .
علم النفس التربوي يهتم كذالك بالدافعية والذكاء والقدرات وغير ذلك ولا بد أن نشير في هذا المجال إلى أن عملية المساعدة في خدمة الفرد هي في جوهرها هي عملية تعلم وتعليم .
من علم النفس الصناعي تستفيد خدمة الفرد هذا العلم الذي يطبق المبادئ العامة في علم النفس على المشكلات العملية في الصناعة والإنتاج والتدريب وبذلك من الممكن أن يستفيد أخصائي خدمة الفرد الذي يعمل في المجال المهني العمالي .
كذلك فيما يتعلق بعلم النفس الجنائي تستفيد خدمة الفرد من هذا الفرع الذي يهتم بدوافع السلوك المنحرف المضاد للمجتمع والذي يعاقب علية القانون مثل جناح الأحداث , إنحراف الكبار .. وكثير من الأخصائيين يعملون في مؤسسات رعاية الأحداث وميدان السجون والرعاية اللاحقة .
علم النفس العام يفيد خدمة الفرد في دراسة الشخصية وديناميتها والفروق الفردية والأسس السيكولوجية العامة للسلوك الإنساني ودوافعه .. الخ.
كذلك تستفيد خدمة الفرد من علم النفس الاجتماعي وتستقي منه معلومات هامة عن التنشئة الاجتماعية للفرد , كيفية تأثير المجال الاجتماعي والثقافة التي ينشأ فيها الفرد فيه ,وكيف يؤثر ذلك في تكوين الاتجاهات والقيم لدى الفرد .
تستفيد كذلك من علم النفس العلاجي ألا وهو الإرشاد النفسي .. والعلاج النفسي يعين ذلك على التعرف على الشخص السوي واللا سوي , معرفة الإضطرابات النفسية كالعصاب والذهان ومعرفة أسبابها وأفضل الوسائل والأساليب الفنية لعلاجها , تستقي منها النظريات والأسس الفنية والنفسية التي يجب أن يعمل أخصائي الفرد على ضوئها .
مجآل آخر من المجالآت ..
مجآل الإرشاد النفسي .. نعرف بأنه عملية بناءه تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته وينمي إمكانياته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه لكي يصل إلى تحديد وتحقيق أهدافه وتحقيق الصحة النفسية والتوافق الشخصي والتربوي والمهني والأسري والزواج .
خدمة الفرد سبق أن عرفناها ولو إستعرضنا التعريفات السابقة نستطيع أن ندرك أو نلمس من ذلك العلاقة الوثيقه بين خدمة الفرد وبين الإرشاد النفسي .
فيما يتعلق بالعلاج النفسي والذي نعرفه بأنه نوع من العلاج تستخدم فيه الطرق النفسية لعلاج مشكلات أو إضطرابات أو أمراض ذات صبغه إنفعالية يعاني منها المريض وتؤثر في سلوكه وفيه يقوم المعالج بالعمل على إزالة الأعراض المرضية الموجودة أو تعديلها أو تعطيل أثرها مع مساعدة المريض على حل مشكلاته الخاصه والتوافق مع بيئته وإستغلال إمكانياته على خير وجه ومساعدته على تنمية شخصيته ودفعها في طريق النمو النفسي الصحي , بحيث يصبح المريض أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التوافق النفسي في المستقبل .
ولو إستعرضنا تعريفات خدمة الفرد لأدركنا العلاقة الوثيقة بين خدمة الفرد وبين العلاج النفسي إلى حد كبير وكيفية التقارب بينهما .
هذا فيما يتعلق بالعلاقه بين خدمة الفرد وبين علم النفس .

ثانيــاً : خدمة الفرد وعلم الإجتماع :
علم الاجتماع هو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد والجماعة ويعتبر هذا العلم أساسياً في تزويد الأخصائي الاجتماعي وفي إعداه , والصلة وثيقة بين خدمة الفرد وعلم الاجتماع , نظراً لأن كل منهما يهتم بالسلوك الاجتماعي والقيم والتقاليد والعادات والثقافه والمعايير الاجتماعية والنمو الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية ... الخ هذه الموضوعات .
أخصائي خدمة الفرد في عملية المساعدة وفي محيط عمله يهتم بالمجال الأسري , يهتم بدراسة الأسرة بإعتبارها من أقوى الوسائط الاجتماعية تأثيراً في الفرد وفي تنشئته الاجتماعية .
كذلك يهتم بمعرفة الطبقات الاجتماعية أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي اليها الفرد وأسلوب حياته الاجتماعية , كذلك يهتم بدراسة نظام الحياة في الريف والحضر والبدو على أساس أن هناك فروق بين الشخص الريفي والحضري والبدوي ولذلك نجد أن أخصائي خدمة الفرد يهتم بدراسة علم الاجتماع الريفي , وعلم الاجتماع الحضري , وعلم الاجتماع البدوي .
تعتمد عملية المساعدة في خدمة الفرد أيضاً على مفاهيم ونظريات أساسية في علم الاجتماع كنظرية الدور , ونظرية الأنسـاق , والنظرية الوظيفيه , وهي نظريات صاغها بعض علماء الاجتماع لتحديد مشكلات الفرد وأسلوب مساعدته .

ثـالثـاً : خدمة الفرد والديــــن :
من أهم مفاهيم عملية المساعدة في خدمة الفرد مفهوم الإلتزام الدينـي وهو مفهوم فوقي يمثل محور عملية التوازن وصمام الأمن الذي يحكم إتجاه المساعدة وعوامل الجذب والشد فيها .
لذلك هنا الديـن يدخل في ديناميات عملية المساعدة لأن التديـن والعقيدة الدينيـة السليمة تعتبر أساساً متيناً للسلوك السوي والتوافق والصحة النفسية.
من أجل ذلك إستقت خدمة الفرد نماذج للعلاج النفسي الاجتماعي يعتمد على الديـن والعقيدة وهو ما يعرف بالعلاج الدينـي كنمط من العلاج لبعض المرضى النفسيين واليائسين ومن ألمت بهم نكبات وأزمات مباغته وغير ذلك .
بعد ذلك ننتقل إلى مناقشة علاقة خدمة الفرد بعدد من المعارف العامة ذات الصلة غير المباشرة بالممارسة في خدمة الفرد مثال ذلك :
خدمة الفرد والتشريعات الاجتماعية , خدمة الفرد والأنثروبولوجيا , خدمةالفرد والعلوم البيولوجية .
عندما نتحدث عن مجموعة المعارف العامة ذات الصلة غير المباشرة بالممارسة في خدمة الفرد نقصد بها مجموعة متناثره من المعارف التي تتصل بمهن أو علوم بعيـداً عن عملية الممارسة مباشرة إلا أنها تفيد أخصائي خدمة الفرد في فهم بعض مشكلات العملاء .. من هذه العلوم .. التشريعات الاجتماعية , الانثروبولوجيا , العلوم البيولوجية .
أولاً : خدمة الفرد والتشريعات الاجتماعية :
التشريعات الاجتماعية تشمل التشريعات الخاصة بالاحوال الشخصية في نطاق الأسرة والتشريعات التي تتناول أمور النفقه , الحضانة , حقوق الزوجة في حالات الطلاق ... الخ .
كذلك التشريعات العمالية التي تتناول قواعد التأمينات الاجتماعية وأنواعها كذلك القوانين الخاصة بالضمان الاجتماعي وغيرها .
أخصائي خدمة الفرد كثيراً ما يتعرض لمشكلات مرتبطه بهذه الامور ولذلك نقول أن دراسته لهذه التشريعات وفهمه لها تعينه كثيرا على علاج مثل هذا النوع من المشكلات وفقاً لما تقتضيه من نصوص وقواعد .
فمن هنا نقول أن دراسة التشريعات الاجتماعية ضرورية لأخصائي خدمة الفرد لأنه كثيراً ما تواجهه مشكلات مرتبطه بأمور كالأحوال الشخصية , كأمور خاصة بالزواج , امور خاصة بالطلاق , كتشريعات عمالية , كقواعد تأمينات إجتماعية .. وغيرها .
عندما يصبح اخصائي خدمة الفرد على إلمام تام بالتشريعات الاجتماعية ستكون لدية القدرة على حل بعض المشكلات التي يواجهها وذات الصلة الوثيقه بهذه التشريعات .

ثانيـاً : خدمة الفرد والأنثروبولوجيا :
الأنثروبولوجيا هي علم الانسان وهو العلم الذي يدرس الجوانب الاجتماعية والثقافية والبيولوجية للإنسان .
خدمة الفرد تشترك مع علم الإنسان أو " الانثروبولوجيا " في الإهتمام بدراسة العديد من الجوانب المتعلقة بشخصية الفرد , البيئة الاجتماعية وكذلك البيئة الثقافية التي يعيش فيها الإنسان , وكلنا يعلم أن هناك فروق بين الثقافات وهناك فروق ثقافية بين المجتمعات لابد أن يحيط بها أخصائي خدمة الفرد لأنه قد يتعرض لمشكلات تنتمي إلى ثقافات مختلفة عن الثقافه التي يعيش فيها أخصائي خدمة الفرد ولذلك لابد أن يكون على إلمام تام بمختلف الثقافات ومختلف البيئات الاجتماعية حتى يستطيع أن يكون قادر على مواجهة مختلف المشكلات حتى يسهم في حلها بطريقة علمية .

ثـالثـاً : خدمة الفرد والعلوم البيولوجية :
العلوم البيولوجية أو "علوم الحيـاة"هذه العلوم تضيف إطار عريض لفهم الإنسان ككائن حي له خصائص وله سمات تميزه عن الكائنات الحية الاخرى .
علوم الصحة , وعلوم الطب , وعلوم الوراثه .. كلها تزودنا بمعلومات عن كيفية أداء الجسم الإنساني لوظائفة والأمراض التي تؤثر على سلامة الصحة وكذلك تزودنا بالمعارف حول مراحل النمو الجسمي وتطورة ومشكلاته وعلاقة ذلك بتوافق الفرد في بيئته وغير ذلك من معارف لا بد أن يحيط بها أخصائي خدمة الفرد .
لو نظرنا إلى مجموعة العلوم البيولوجية سنجد أنها تختلف في مدى أهميتها بالنسبة للممارسة المهنية لخدمة الفرد , لابد أن يلم أخصائي خدمة الفرد بعدد من العلوم البيولوجية التي تمكنه من فهم كيفية أداء الفرد لوظائفه بشكل طبيعي كإنسان .
علوم الوراثة مهمة جداً لأخصائي خدمة الفرد لكي يعرف كيفية إنتقال السمات الوراثية من جيل إلى جيل آخر , لأنه كثيراً ما تعرض عليه حالات قد تكون مصابة بأمراض وراثية .. على سبيل المثال .. ويطلب منه في مثل تلك الحالات إعطاء النصح أو الرأي فيما يتعلق في إنجاب بعض الأسر أطفال مشوهين وراثياً أو غيره .
فالقاعدة المعرفية الخاصة بالعلوم البيولوجية تزود أخصائي خدمة الفرد بخلفية عريضة لفهم الكثير من الحالات التي يتعامل معها .

بالنظر إلى مجموعة المعارف التي عرضنا اليها سنلاحظ بأنها تختلف في مدى أهميتها بالنسبة للممارسة المهنية لخدمة الفرد , والمجموعتين الأولى والثانيه أي " علم النفس , علم الاجتماع " تكاد تكون بمثابة الأسس التي لا غنى عنها كقاعدة معرفية موجهه لإعداد أخصائي خدمة الفرد .. لأنها تزودة بمعارف حول شخصية العملاء العامة والمرتبطة بمواقفهم الاشكالية .
ومعارف أخرى متعلقة بمداخل ونظريات عملية المساعدة وأسسها وعملياتها المهنية ومن ثم تحتاج هذه المجموعات من المعارف لمزيد من التعمق الدراسي حيث لا يستطيع أن يعمل بدونها أي ممارس في خدمة الفرد .
من هنا سؤال يواجهنا :
هل يوجد ما يمكن أن نطلق عليه أسم معارف خدمة الفرد ؟
بمعنى آخر ..
هل إستطاعت خدمة الفرد أن تكون لنفسها معارف خاصة بعيداً عن هذه المعارف التي عرضنا لها فيما سبق ؟

من الواضح أننا كما سبق أن رأينا أن خدمة الفرد تستند لمعارف تنتمي لفروع معرفية أخرى في معارف الاجتماع , الصحة , الفسيولوجيا , علم النفس , الصحة النفسية ...كل ذلك
كل ما من شأنه أن يوصلنا الى فهم صحيح للإنسان وبيئته الاجتماعية ومشكلات حياته .
هل إستطاعت خدمة الفرد من خلال الممارسة تنمية معارف ذاتية خاصة بها مستقلة ؟

لو نظرنا إلى خدمة الفرد بإعتبارها طريقة نفسية اجتماعية في العلاج تهتم بمشكلات الإنسان لمساعدته على التصدي لها لتحسين أو تدعيم الأداء الاجتماعي سيصبح من الطبيعي أن تستند وتعتمد على معارف العلوم الانسانية الاخرى .
وهذا بالطبع يمكن القول بأنه لا يشكل عيب أو نقص يقلل من القيمة الاكاديمية لخدمة الفرد وأهميتها كضرورة حتمية في المجتمع .
المشكلة لا تتمثل في أن خدمة الفرد تعتمد على هذه المعارف لكن ستتضح فيما لو أنها إعتمدت على هذه المعارف دون تمييز .
من أجل ذلك نقول أن خدمة الفرد آثرت تشكيل بنائها المعرفي على أسس من أهمها :
1. إنتقائية مختاره للمعارف بكل دقة لتناسب فردية كل موقف إشكالي . بمعنى " أن خدمت الفرد تنتقي معارفها حسب الموقف الاشكالي الذي يتطلب حل " .
2. الإعتماد الحذر على النظريات الأكثر رسوخاً واستقراراً حفاظاً على مصائر العملاء .
3. إعتبار معارفنا حول ماهية الإنسان معارف غير قاطعة ولكنها عبارة عن فروض تتطلع إلى التأكيد أو التصحيح .
4. إعتبارها دائماً معارف غير ثابته طبعاً بسبب إيقاع الحياة ونسبية الزمان والمكان .
5. القابلية للتغيير الجذري في حالة إكتشاف معطيات جديدة تكون أقرب إلى الحقيقة .
وبصفة عامة إذا كانت خدمة الفرد تعتمد على الإسهامات النظرية لغيرها من العلوم في ميادين المعرفة نلاحظ أنها لاتعتمد على مجرد الاقتباس الحرفي لمعارف ونظريات هذه العلوم بل إنها تقوم بتعديلها وتطويعها لتناسب أهدافها وقيمها .
وهذا ماقدر تم بالفعل من خلال مبادرات إبداعية قام بها بعض الرواد في خدمة الفرد وبالتالي ظهرت نظريات مطوعة ونماذج علمية مستحدثة في خدمة الفرد كمحاولة لتكوين قاعدة معرفية خاصة بخدمة الفرد بجانب القاعدة المعرفية المستحدثه من العلوم الاخرى أو التي تعتمد عليها من العلوم الاخرى ومازالت خدمة الفرد تسعى عن طريق البحوث والدراسات والمؤتمرات العلمية من أجل الوصول إلى بناء قاعدة معرفية خاصة بها وتنميتها وتطويرها بما يناسب متطلبات عملية الممارسة ذاتها


هنا انتهت المحاضرة

منقول