عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 26   #3
دمعة المآس
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 65129
تاريخ التسجيل: Wed Nov 2010
العمر: 33
المشاركات: 36
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 0
دمعة المآس will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية العلوم
الدراسة: انتظام
التخصص: فيزياء
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
دمعة المآس غير متواجد حالياً
رد: محاضرات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

ثانياً: المهنة والعمل في الإسلام:
إن من يقرأ في كتاب الله تعالى،أو في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يجد أن الإسلام يحث على العمل، ويرفع منشأنه. كما أن من يقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، أو غيره من الأنبياء، أو يقرأ في سير الخلفاء الراشدين، أو الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، أو في سيرسلف الأمة وأئمتها، يجد أنهم جميعاً قد مارسوا مختلف المهن من تجارة ورعي وزراعةوخياطة وحدادة وغيرها.
وإن العامل المسلم يتفرد بأن العمل عنده له طابع تعبدي، فقد تضمن الإسلام تعليمات وإرشادات تختص بالكسب والعمل المشروع، وتحذر من العمل والكسب غير المشروع. قال تعالي "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" ( الملك آية 15 )
كما أن الإسلام لم يأمر الناس بالعبادة فقط، بل طلب إلى جانبها السعي في طلب الرزق الحلال قال تعالي: "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون" ( الجمعة آية10).
وحث المصطفى على الاكتساب بقوله:" ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" رواه البخاري.

ويقول: "ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاًفيأكل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"
وعن ابن عباس رضي اللهعنهما قال: "كان آدم عليه السلام حراثاً (زراعاً)، وكان إدريسخياطاً، وكان نوح نجاراً، وكان هود تاجراً، وكان إبراهيم راعياً (وورد بزازاً أيتاجراً يبيع الملابس)، وكان داود زراداً (أي حداداً)، وكان سليمان خواصاً، وكانموسى (راعياً) أجيراً، وكان عيسى سياحا، وعمل محمد صلى الله عليه وسلم في التجارةوالرعي كما أخبر عن نفسه صلى الله عليه وسلم".
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأرىالرجل فيعجبني، فأقول: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا؛ سقط من عيني".
هذه النصوص تدل على عناية الاسلام بالعمل والمهن والحرف، والحث عليها، وإعلاء مكانتها ومكانة العاملين والباذلين جهدهم.

ثالثاً: مبادئ وقيم العمل والمهنة في الإسلام
يمكن حصر بعض المبادئ والقيم ذات العلاقة بالعمل ومن أبرزها:-
1. الإتقان:
الإتقان هو إنجاز العمل على الوجه الأكمل والنحو الأتم حتى يكتب له النجاح والاستمرار قال النبي (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) رواه البيهقي في شعب الإيمان. وعنه أيضاً قال: "إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يُحْسِنَ" ‏
2. التعاون مع الزملاء والرؤساء:
قال تعالى: "(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)" ( المائدة، آية 2). وقال صلى "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " .
3. المسؤولية:
‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏‏عن النبي‏ ‏قال ‏ ) كلكمراعوكلكممسئولعنرعيتهوالأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأةراعية على بيت زوجها وولدهفكلكمراعوكلكممسئولعنرعيته) صحيح البخاري.
ومن المسئولية مكان العمل فعامله معاملتك لبيتك، فحافظ على الأثاث والمعدات والأدوات، واقتصد في استهلاكها، ولا تستخدمها إلا للعمل وليس للمصلحة الشخصية.4. حسن الخلق والتعامل:
إن حسن الخلق والتعامل في العمل له أهمية كبرى حيث يجعل بيئة العمل مريحة ويعمل الجميع بروح الفريق، ولذلك نجد أن الرسول يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ويشرح الخلق في حديث آخر بأنه (كلمة طيبة ووجه طلق)، وفي حديثاً آخر (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون، ويألفون).
5.الأمانة:
قال رسول : "إن الله يحب المحترف الأمين المغبون"، وكما في قوله تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ، ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين"(هود، 84-85)
حدثنا ‏ ‏حميد ‏‏عن ‏ ‏يوسف بن مالك المكي ‏ ‏قال ‏ ‏كنت أكتب ‏ ‏لفلان ‏ ‏نفقة أيتام كان وليهم ‏‏فغالطوه ‏ ‏بألف درهمفأداهاإليهم فأدركت لهم من مالهممثليها قال قلت أقبض الألف الذي ذهبوا به منك قال لا ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏‏أنه سمع رسول الله ‏ ‏‏ ‏يقول (‏أدالأمانةإلى منائتمنكولاتخنمنخانك) رواه أبو داود.
ومن الأمانة أوقات العمل فهو مال عام، أمانة في عنقك، إن أنتأنفقتها فيغير العمل،فقد تصرفت فيم اؤتمنت عليه .
6. العلم:
‏وعن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال:‏قال رسول )طلبالعلمفريضةعلى كلمسلم...) رواه ابن ماجه. وقال (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم
والعلم المقصود به في الحديث كل علم شرعيا كان أو غيره، فتعلم اللغات الأخرى من سنن الإسلام، فرسول الله أمر (زيد بن ثابت ) بإجادة السريانية، ثم أمره بتعلم لغة اليهود حيث قال له لا آمن يهود على كتابي .
7. الصبر و المثابرة:
حدثنا ‏ ‏سعد بن سعيد ‏ ‏عن ‏‏القاسم بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏‏عن النبي ‏ ‏‏‏قال:) أحبالأعمالإلى الله عز وجلأدومهاوإنقَلَّ) رواه الإمام أحمد.


__________________

  رد مع اقتباس