عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 26   #4
دمعة المآس
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 65129
تاريخ التسجيل: Wed Nov 2010
العمر: 32
المشاركات: 36
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 50
مؤشر المستوى: 0
دمعة المآس will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية العلوم
الدراسة: انتظام
التخصص: فيزياء
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
دمعة المآس غير متواجد حالياً
رد: محاضرات الأخلاق الإسلامية وآداب المهنة

رابعاً: تعريف أخلاق المهنة:
أخلاق المهنة هي تلك التوجيهات النابعة من القيم والمبادئ التييؤمن بها أفراد المجتمع، والتي ينبغي للشخص أن يتحلى بها أثناء ممارسته للمهنة.
أو هي: عبارة عن توجيهات منشأها القيم والمبادئ، تعنى بالتصرف اللائق أثناء ممارسة الأنشطة المهنية.
كما تعرف أخلاقيات المهنة بأنها " نظام المبادئ الأخلاقية وقواعد الممارسة التي أصبحت معياراً للسلوك المهني القويم".
فلكل مهنة أخلاقياتها التي تشكلت وتنامت تدريجيا مع الزمن إلى أن تم الاعتراف بها وأصبحت معتمدة أدبياً وقانونياً. وتتضمن هذه الأنظمة الأسس والواجبات والحقوق والمحظورات التي يجب التقييد بها عند ممارسة عمل مهني محدد.

الفرق بين أخلاق المهنةوأنظمتها:
عرفنا آنفاً أخلاق المهنة، وأما أنظمتها فهي تلك القوانين والتشريعات التي تحدد وتنظم عمل الممارسينللمهنة.
أي أن أخلاق المهنة تهتم بما ينبغي فعله،وأما أنظمة المهنة فتهتم بما يجب فعله.
وعليهفإن من يخالف الأخلاق يستحق اللوم والعتاب، وأما من يخالف الأنظمة فإنه يستحقالعقوبة أيضاً مضافاً إلى اللوم والعتاب.
أي أن أنظمة المهنة هي مجموعة من القوانين والتشريعات التي تنظم عمل الممارسين للمهنة وغالباً ما يترتب على انتهاكها عقوبات.
ومن هنا فأخلاقيات المهنة تشير إلى ما ينبغي للطبيب فعله، بينما أنظمة المهنة تشير إلى ما يجب عليه فعله.
ومن الواضح أن أنظمة المهنة تحتاج ابتداء إلى تقعيد وتأسيس من خلال أخلاقيات المهنة.
خامساً: مصادر أخلاق المهنة:
1- أول وأهم مصدر تنبع منه الأخلاق والآداب المهنية هو الإسلام الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق، وإتقان العمل ومراقبة الله عز وجل في كل عمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وإنمصدر أخلاق المهنة عندنا نحن المسلمين إنما هو ديننا الحنيف. فالدين بما يدعو إليهمن مكارم الأخلاق، وإتقان العمل، ومراقبة الله عز وجل في كل شأن، هو مصدر الأحكاموالأخلاق. وهو المصدر لكل شيء مستحسن في الحياة، وهو المرشد والموجه. قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِوَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُبَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" (الأنفال:24). وقال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةًوَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل:97). وقال تعالى: "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِنُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ, يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَالسَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِوَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (المائدة:15-16). فهذه الآيات وغيرها كثير، تؤكد أن الحياةالسعيدة الهانئة الطيبة إنما هي في اتباع شرع الله، وليس غيره.
2- ومن مصادر أخلاقيات المهنة ما تعارف عليه الناس من مكارم الأخلاق والأعراف والعادات السائدة في الموروث المحلي أو المكتسب من الحضارات الأخرى شريطة ألا تتعارض مع الشريعة الإسلامية،
3- كما قد تستقى الآداب المهنية من نتائج البحث العلمي أيضاً،
4- وكذلك من أصول المهنة التي تبنى عليها الممارسة.
ولقد اهتم العلماء المسلمون بأخلاقيات المهنة وآدابها وكتبوا عنها، فمنهم من أفرد لذلك كتاباً مثل (أخلاق الطبيب) لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي (ت 313 هـ)، ومنهم من ضمّنها كتبه الطبية، ومنهم من نقلت عنه نصوصاً مأثورة دونت في ترجمته كما في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) لأحمد بن القاسم بن خليفة المعروف بابن أبي أصيبعة (ت 668هـ). بل حتى بعض الفقهاء أولى هذا الجانب أهمية، فهذا أبو عبدالله محمد بن محمد المالكي المعروف بابن الحاج (ت 737هـ) ألّف كتابه (المدخل) ضمّنه آداب الطبيب والتي تكاد تكون صورة مختصرة لما هو متفق عليه في عصرنا. هذا فضلاً عما ألّفه علماء المسلمين في الأخلاق، وهو تراث ضخم قد لا يوجد مثله في أي حضارة أخرى.

سادساً: مدى الحاجة إلى دراسة أخلاق المهنة:
لكل مهنة أخلاق وآداب عامة تحددهاالقوانين واللوائح الخاصة بها، ومن خلال مراعاتها تتم المحافظة على المهنةومكانتها. وكثيراً ما تجمع هذه الآداب والأخلاق في وثيقة واحدة، يطلق عليها ميثاقالشرف المهني.
ومن المعلوم أن مجموع المهن فيالمجتمع هي الأداة المنفذة لأهداف وتطلعات أبنائه، فإذا فقد العاملون فيها الآدابوالأخلاق، كان ذلك نذير شؤم عليهم، ودليلاً على قرب نهايتهم، إذ كما قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهمذهبوا.
وتزداد أهمية أخلاق المهنة في عصرناالحالي نظراً لاتساع سلطان العلم وما رافقه من تقنيات معاصرة بشكل مذهل، ولتضاعفمجالات العمل أضعافاً كثيرة عن العصور السابقة، وقد رأينا كيف أن العلم استغلاستغلالاً سيئاً من قبل بعض المجتمعات، فأصبح وسيلة للإفساد والتدمير والعبث بمصيرالبشرية والبشر، فمن القنابل النووية إلى الهيدروجينية، إلى الصواريخ العابرةللقارات، إلى غزو الفضاء من خلال الأقمار التجسسية، إلى التلاعب بالجينات الوراثيةوالاستنساخ ... وهكذا.
وقد شعر كثيرون من رجالالعلم والفكر في العالم بخطورة الأمر، فدعوا إلى وضع ميثاق شرف أخلاقي لكل مهنة، منشأنه أن يحمي سمعتها، ويحافظ عليها من الانحراف والاستغلال.


  رد مع اقتباس