شاهد بستاني – وهو يدخل البستان- لصا مشغول بأكل الفاكهة وقد ملأ وعائه منها, غضب البستاني لأنه رأى ثمار أتعابه و جهوده التي بذلها طيلة عدة أشهر, يسرقها هذا اللص الوقح! فصاح به:
ماذا تفعل يا عبد الله؟
أجابه اللص: الأرض أرض الله و الأشجار من مخلوقات الله و الثمار التي فيها هي الأخرى رزق من الله و أنا عبد الله و أسناني هي الأخرى مخلوقة من قبل الله فما شأنك بي ماذا أفعل؟
تعجب البستاني من أقوال اللص و تحير بماذا يجيبه و ماذا يصنع به؟
فهو يسرق أموال الناس وثمار أتعابهم و يلقي بالتقصير على الله!
لكنه فكر لبرهة من الوقت و اختبأ من اللص وعندما هم اللص بالخروج قفز البستاني و أمسك به من ورائه و أوثقه كتافا بالحبل, ثم رفع عصا غليظة و طفق يضرب بها اللص ضربا مبرحا, فصاح اللص بأعلى صوته:
ماذا تفعل؟ لم تضربني بالعصا؟!
أجابه البستاني: لم تصرخ؟ ان العصا من خلق الله, و يدي هي الأخرى خلقها لي الله, و أنا أيضا عبد الله, و بدنك مما خلق الله فلم تعترض علي؟ ها؟!!
غادة الكاميليا