عندما سارت جموع الثوار الفرنسيين إلى قصر فرساي وهي تسوق أمامها الغضب والنقمة والحقد والكراهية والبرد والجوع
كان الملك الفرنسي لويس السادس عشر لا يزال يظن الذي يجري إضطرابا عاديا كالذي سبقه من إضطرابات يكفي سماع فرقعة سوط جلاديه لتفريق الجموع الحاشدة..
لم يكن يعلم أنه لسوء حظه سيخرج من القصر محمولا تتناوله أيدي الثوار الجائعين كشوال قمح ليطير رأسه عن جسده بالمقصلة
ويبدو أنه لم ينتبه إلا متأخرا جدا حين أخبره أحد حاشيته وهو يرتجف : ((إنها الثورة يا مولاي))
التاريخ يعيد نفسه على خارطة بلاد بني يعرب في وقتنا المعاصر في مرتين متقاربتين
مرة أولى على الخارطة التونسية مع فارق أن رأس الدكتاتور لم تفصله المقصلة إذ هرب كفأر حقير في منتصف الليل يتجرع مرارة وذل عار تاريخي لن يمحى ما بقيت البشرية!!
والمرة الثانية لازالت خيوطها تجدل على ساحة مصر العظيمة
فمتى سيفهم حسني مبارك أن هذه ثورة وليست إضطرابا عابرا ؟
وهل تراها قالت سوزان انطوانيت للحاشية : ((إن لم يجد الشعب خبزا فليأكل كعكا)) كما قالتها ماري مبارك من قبل ؟
يا دناءة الخسيس حسني اللا مبارك
هذه ثورة
والثورة عندما تدور تروسها لا يمكن أن تقف
سوف تدوسك أقدام الجماهير الثائرة
ثم ستحملك مع عرشك الكرتوني إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم...
فاذهب غير مأسوف عليك
عاشت مصر
وعاش شعب مصر العربي المسلم الحر الأبي..
وليسقط الطغاة...