عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 2- 2   #7
أمير القلب
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية أمير القلب
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 49792
تاريخ التسجيل: Mon Mar 2010
المشاركات: 2,563
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 13787
مؤشر المستوى: 96
أمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: إدارة أعمال/عضو مؤسس
الدراسة: انتساب
التخصص: السلك الدبلوماسي
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أمير القلب غير متواجد حالياً
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم

أكمل لكم قصتي ,,,
أول يوم دراسي لنا في المرحلة الابتدائية كان له ذكرى خاصة
من بوابة المدرسة تعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها في الدار
وتعرفت قليلا إلى العالم الخارجي خارج أسوار الدار ,,,
خرجنا مجموعات كثيرة من الدار في جميع المراحل الدراسية تقريبا
وكل مجموعة ركبوا حافلة خاصة مع الحاضنة المرافقة طبعا قبل الخروج
للحافلة استيقظنا مبكرين وتناولنا وجبة الإفطار وارتدينا ملابس المدرسة
كنا ومازلنا نرتدي أفخم الملابس ونقتني حاجياتنا من أغلى الماركات وهذا الشيء قد يخفى
على البعض فيعتقدون أننا نفتقد للمادة أو نحرم من اقتناء مانريد بالعكس الدار توفر لنا كل احتياجتنا
لاينقصنا أي شيء حتى الكماليات متوفرة لدينا ,,,,
المهم أننا حين وصلنا للمدرسة نزلنا أنا وهناء لأننا كنا بنفس المدرسة وأيضا كانت معنا شجون وفاتن
وريم لكنهم كانوا بمراحل أخرى بينما أنا وهناء في الصف الأول الإبتدائي كانت معنا أمنا
لم نرتعب من جو المدرسة كنا نضحك ونلعب لم نبكٍ كالأخريات ربما لأننا سبق والتحقنا بالتمهيدي
وعشنا بالجو التعليمي أو ربما لأن الدار كانت شبيهة بالمدرسة فيها فناء وموظفات ومعلمات
ومديرة فلم تكن تختلف عن المدرسة كثيرا ,,,,
مرت أيام الدراسة سريعا وانتهى أسبوع اللعب لنبدأ بالجد والحصص الدراسية
كنت متفوقة دراسيا ولله الحمد خاصة في مادتي القراءة والكتابة ولم أكن أحب مادة الرياضيات
مع أني لم أخفق فيها إلا أن ميولي كانت أدبية ,,,
تعرفت إلى بنات الفصل كانت تجلس بجانبي أروى ابنة المعلمة جواهر كنت أغبطها كثيرا
فأمها معلمة في مدرستنا بينما كنت أنا بلا أم وكانت هند أيضا زميلتي في الفصل أمها تعمل
خالة في المدرسة كنت أرى ابنتها الكبرى التي في الصف السادس تتهرب منها وتتوارى خجلا حين
تراها تنظف فناء المدرسة وقت الفسحة بينما كنت أنا أتمنى لو أنها كانت أمي ,,,
لا أعرف إن كان تفكيري يسبقني عندما كنت في المرحلة الإبتدائية كنت أستوعب الكثير ممايحدث
حولي وربما كل زميلاتي كن يفهمن أشعر أننا نختلف عن الجيل الحالي الذي يدرس الابتدائية ولايفقهون
أي شيء ,,,,
لو أسهبت في الحديث عن المرحلة الإبتدائية مرحلة مرحلة فلن تكفيني الصفحات
لكني سأختصر الحديث عنها وسأتحدث بصفة عامة عنها ,,,
ففي المرحلة الإبتدائية أدركت أن البشر مختلفون وأنهم اشكال وألوان متعددة
في الدار لم نكن نعرف ذلك أو بمعنى أصح لم نكن نرى الناس مختلفون ولا ندقق في ذلك ولا نلقي له بالا
فاعتدنا على تعدد ألواننا وأشكالنا ولايشكل ذلك لدينا أي استغراب ,,,
لكن في المدرسة كنت أجد تساؤلات من زميلاتي فكن يسألنني :
ليش إنتم ماتتشابهون ؟؟؟
كيف أخوات وما إنتم زي بعض بس ملابسكم مثل بعض لكن ليش وحدة بيضاء
ووحدة سوداء وأمل ليش كأنها اندونيسية ؟؟ وليش هناء كأنها تكرونية ؟؟؟
وليش إنتي بيضاء وأختك سوداء ؟؟؟
وأمك ليش ماتشبهك ؟؟؟
لم أكن أملك إجابات على تساؤولاتهم ولكني كنت أحتفظ بأسئلتهم إلى حين عودتي للدار
لأوجهها إلى أمي سألتها ماما البنات يقولون ليش إنتي بيضاء وأمك سوداء ؟؟؟
قالت لي أمي : لأن أبوك كان أبيض وإنتي طالعة على أبوك ماطلعتي علي ؟؟؟
طيب هناء ليش سوداء وأنا بيضاء ؟؟؟
قالت : لأن هناء طالعة علي وإنتي طالعة على أبوك ؟؟؟
طيب أمل ليش شكلها اندونيسي ؟؟؟
قالت : خلاص مايجوز ياماما هذي خلقة ربي ,,,
طبعا كنت أعلم أن أمي وأبي متوفيان وأننا أيتام لكنني كنت اقتنع بما تقوله لي ,,,,
وفي اليوم التالي أصبح لدي إجابة وأي سؤال يوجه لي أخبرهم بأنها خلقة ربي ....
حين كبرت قليلا أصبحت أفهم أننا مختلفون واسمع تعليقات بعض الموظفات والحاضنات
علينا فكنت أسمعهم وهم يتحدثون عن أصل كل واحد منا من خلال شكله ....
..............

كانوا ينسبون كل واحد وواحد منا إلى أصله الذي يتوقعونه
بناء على لونه وشكله وتصرفاته فمثلا أحدهم يقولون شكله مصري
من طريقة أكله لما يمسك الدجاة بيدينه الثنتين ويقولون عن هناء أكيد
أمها تكرونية وذلك لسوادها وملامحها الشبيه بهم وأمل كانوا يقولون إنها من أصل
اندونيسي وذلك ملامحها الشرق آسيوية وهيثم كانوا يقولون إنه من أم سورية لأن عينيه
كانت زرقاوتان بينما أنا كنت مجهولة الهوية حتى في شكلي ولربما كنت مزيج من جنسيتين
مختلفتين بيضاء البشرة وملامحي لاتوحي بأي شيء شعري متموج ويميل للون البني عيناي عسليتان
أو ربما كانوا يقولون تعليقاتهم إن لم أكن موجودة مراعاة لمشاعري ....
في أحد الأيام جاءت ضيفة جديدة للدار وأخبرتنا الأم أنها أخت جديدة لنا كان عمرها عشر سنوات
كل واحدة منا أنا وبقية أخواتي كانت تتمنى أن تكون الضيفة الجديدة في أسرتها
كي تتعرف عليها وتحظى بصداقتها وتكون المقربة منها ولسوء الحظ لم تكن الضيفة في أسرتنا بل
كانت في الأسرة المجاورة لنا وفي ذلك اليوم اجتمعنا حولها أنا وبقية أخواتي نستمع لقصتها
ومن أين جاءت وأين كانت ؟؟؟
أخبرتنا أنها كانت في أسرة بديلة لم نكن نعلم سبب تخلي أسرتها البديلة عنها لكن فيما بعد
وحين كبرت وسألت عرفت السبب كانت تحدثنا عن أشياء لا نعرفها فهي تعرف كل أنواع السيارات وركبت
أفخم السيارات بينما نحن لانعرف غير حافلة الدار ,,,
هي كانت تعرف أغلب دول العالم فمنها سمعنا لأول مرة عن ملبورن وعن فيينا وعن جزر القمر
وعن أمستردام وغيرها من الدول ,,,
هي كانت تعرف أنواع متعددة من الأطعمة لم نعرفها من قبل أكلات صينية وهندية وإيراينة
كانت تملك معلومات كنا نجهلها ,,,
مضت أيام عديدة وهي تحدثنا عن حياتها وعن القصر الذي كانت تسكن فيه وكانت تجيد اللغة الانجليزية
أكثر من العربية وتحفظ الأغاني الغربية تقضي وقتها على الألعاب الالكترونية ,,,
سألناها طيب ليش تخلين أهلك وتجين عندنا قالت مدري هم جابوني
الغريب أنها لم تبكِ كثيرا ولم تسأل عن أهلها كثيرا
من خلال حياتها أدركنا أنها كانت تعيش مع أسرة غنية جدا ولكنها كانت منعزلة عنهم
فكانت في غرفة مع المربية الفلبينية لا تخالط أبنائهم كثيرا ولا تخرج معهم كثيرا لذا لم تشعر بفقدانهم
حين جاءت للدار , لم تدخل المدرسة من قبل على الرغم من أن عمرها عشر سنوات وهذا هو السبب
الذي جعل الدار يسحبون حضانتها من أسرتها البديلة حيث حرموها من المدرسة رغم أن أبنائهم الحقيقيين
يدرسون في مدارس خاصة وأيضا كانت شبه منعزلة تقضي وقتها كله بصحبة المربية
لم تكن تلبس كما يلبسون ولا تعيش بنفس المستوى الذي يعيشونه بل فرقوا بينها وبين أبنائهم الحقيقيين
من حيث اللبس والأكل والمدرسة وحتى النزهات والألعاب والزيارات ومازلت أتساءل إن لم يكن بمقدورهم
رعايتها ما الذي دعاهم لتبينها ؟؟؟
الغريب أنهم طالبوا بإعادة الحضانة لهم لكنالدار رفضوا لأنهم لا يرديوا أن يضيعوا مستقبلها معهم
فلم يكن لدى الأسرة سبب مقنع لفعل كل هذا بها وعاشت تلك الأخت الجديدة معنا حتى كبرت
وانتقلت لدار أخرى ولم أعد أراها ,,,

لكن اللوم أولا وأخيرا يقع على عاتق الدار
وين دورهم في المتابعة ؟؟؟
طيب الأسرة أخذت الطفلة وهي رضيعة والمفروض يكون فيه متابعة من الدار
لكن الدار مقصرة في المتابعة وين كانوا لما كان عمر البنت والمفروض إنها تدرس
ليش كا اكتشفوا إنها مادرست إلا يوم صار عمرها 10 سنوات ثلاث سنوات ضاعت
من عمرها ع الفاضي بتتوقع إنهم وثقوا في الأسرة لأنها أسرة معروفة وأمراء
لكن مو هذا السبب أقصد مو الثقة السبب لأنه كان فيه وحدة ثانية يوم صار عمرها 11 سنة
اكتشفوا إنها ماتدرس مع إن الأسرة اللي تبنوها كانوا أسرة متوسطة الحال
وكانت الأم تشتغل طقاقة يعني ماكانوا لا أمراء ولا أغنياء
ومع هذا مازالت الدار مقصرة في متابعة الأبناء لدى الأسر البديلة حتى قبل عدة شهور اكتشفوا حالة جديدة
لطفل لم يدخل المدرسة وسحبوا حضانته ...
................................
زي قبل فترة كانت هناك امرأة كبيرة بالعمر وكانت لقيطة وفي محاضرة
كانت تتحدث عن اليتم وعن فئة اللقطاء وعن عدة أمور بعدين تفاجأوا الحضور
لما قالت بعد ما انتهت من كلامها إنها من هالفئة واستغربوا واللي جت بعد المحاضرة
تسألها وتتأكد واللي ماصدقت واللي تقول ياسبحان الله واللي تولول مع إن الحضور
كان أغلبهم إعلاميين وناس مثقفين لكن مدريليش استغربوا وللحين ودي ألقى لي تفسير منطقي
ومالقيت هل هو إنهم يعتقدون إن هالفئة محصورة
بعمر المراهقة والطفولة فقط أو إنهم يعتقدون أن هالفئة تجهل نفسها وحقيقتها
أو إنهم يستغربون إنه يكون فيه ناس فاهمين من هالفئة
مع إنه فيه طيار سعودي لقيط وأطباء وأساتذة جامعيين ومعلمين وجامعيين كلهم ينتمون
لهذه الفئة لكن ماعمرهم قالوا ....
على فكرة ترى أنا دخلت الجامعة وتخرجت ومحد يدري من زميلاتي إني
من بنات الدار طبعا في الجامعة ماكنا نروح بباص الدار كنا نروح بسيارات عادية مع سائقين
والمرافقة تكون فلبينية مو أم سعودية فمحد كان يدري إني من الدار ....
يعني احتمال إنكم قابلتوا ناس من الدار سواء في المدرسة أو الحياة وماقالوا لكم إنهم من هالفئة





كنت أرى أن العيد في الدار جميل ففي طفولتي كنت أعشق يوم العيد
نستعد للعيد مبكرين نتسوق ونبتاع الملابس والألعاب والحلوى وكل مانريد
ليس في العيد ممنوع فبإمكاننا أن نفرط في أكل الحلوى وشرب بالمشروبات الغازية
والمشاكسة والمشاغبة فنكون مطمئنين أننا لن نعاقب فالعيد تسامح والأمهات
يتسامحن كثيرا معنا ويطلقن سراحنا لنفعل مانريد ....
نصحو مع ساعات الفجر الأولى ونستعد ونلبس ملابس العيد الجديدة الدار تخصص ميزانية
كبيرة للعيد والأمهات يتنافسن في تجهيز أبنائهن وكل أم تريد أن يكون ابناءها الأفضل من ناحية
الترتيب والشكل وكل أم تبتكر تسريحات جديدة للبنات وتهتم بمظهر أبنائها وذلك لسببين
أولا كي تحظى بالمديح من الإدارة خاصة أنه يأتي زورا من مراكز الإشراف والوزارة وكل طفل واجهة لأمه
ثانيا كسبا للثواب والأجر والبعض من الأمهات يحببن أبناء الدار ويعاملنهن كأبنائهن لكن قلة
منهن يأتين فقط للعمل وكل همهن الراتب يعاملن الأبناء بجفاء وحرمان ويعاقبونهم على أتفه الأسباب
أذكر أن هنالك أما كانت تعاملنا بقسوة ولا أدري لم لا أنكر أننا كنا نخطيء ونتخاصم وقد نزعجها لكن كانت
تبالغ في عقابنا كنا أطفال بحاجة للركض واللعب واللهو وكانت تجمعنا أمامها في الغرفة وتشغل التلفزيون
وتقول ياويل اللي يتحرك من مكانه ما أبغى أسمع نفس ولا صوت تفرجوا وإنتم ساكتين وتشغل لنا فيديو
أو فيلم كرتوني ونظل ساعات طوال على هذا الحال ومن يرد منا أن يشرب ماء أو يذهب للحمام
أكرم الله القراء عليه أن يستأذن منها تخيلوا كيف سيكون الوضع ؟؟؟؟
هل يتخيل أحدكم لو أن كان يعيش في بيته كأنه في مدرسة لا يفعل مايحلو له لايتكلم بصوت عالٍ
لا نام متى مايشاء كل شيء له وقت محدد ونظام ...
أصبحت أكره النظام وعندما كبرت صارت عندي ردة فعل عكسية وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي
أصبحت أسهر لوقت متأخر من الليل كانت أمنية الطفولة سهر الليل وكان السهر ممنوع إلا أوقات الإجازة
يسمح لنا بالسهر ولكن بحدود وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي بلا وجه حق ...
لكن الحمدلله قليلة تلك الفئة من الأمهات اللاتي يسيئن التعامل معنا أذكر أنني مرة كسرت دولاب الملابس
بدون قصد مني وعندما علمت الأم ذلك وبختني كثيرا وطلبت مني أن ألزم السرير كي أشعر بخطئي
لكني لم أشعر بالخطأ ولم أخطيء فأنا لم أتعمد كسره المهم جلست على السرير ساعات طويلة لوحدي
وباب الغرفة مقفل أسمع أصواتهم وهم يلعبون ويضحكون ومر الوقت طويلا ولم يأت أحد ليسأل عني
وأصبحت لا أسمع لهم صوت حينها قررت أن أناديهم فناديت وناديت ولم يجبني أحد صرخت مع الشباك
أكتشفت أنهم ذهبوا للعب في الحديقة ونسوا أني معاقبة في الغرفة الحديقة ليست بعيدة بل في نفس الدار
وجاءت الأم وأخرجتني بعد أن سألتها المراقبة عني أثناء تفقدها لهم في الحديقة فتذكرتني الأم وجاءت
واصطحبتني معها للحديقة طلبت مني أن لا أخبر أحدا عن ذلك كي لا تتعرض للمساءلة
فقوانين الدار تمعنع الأم من معاقبة الأبناء دون الرجوع للأخصائية لكن لا أحد يتقيد بتلك القوانين فهي حبر على
ورق ولا يطبقها أحد لم أخبر احدا فكنا نخاف منهم ونخاف عليهم أيضا لأنه أي أم تثبت إساءتها للأبناء تعاقب
من قبل الإدارة إما بتعهد أو لفت نظر أو فصل إن استدعى الأمر ذلك كثيرات الأمهات اللاتي فصلن من أعمالهن
بسبب شكوى أبناء وبنات الدار عليهم ...
...................

أكمل لكم عن العيد في طفولتي كنت أشعر أن للعيد
فرحة كبيرة ونكهة مميزة فكل شيء في العيد يبدو جميلا حتى الدار
تبدو جميلة و مختلفة ففي ليلة العيد تزين الدار بالورود والألوان المختلفة
في فجر العيد بعد أن نستيقظ ونتجهز نذهب لصلاة العيد في المسجد نذهب بجماعات متفرقة
وكل جماعة يذهبون بحافلة مع مرافقة سعودية لمسجد ونتفرق على عدد من المساجد لأن عددنا
كبير ومن الصعب أن نتكدس فس مسجد واحد طبعا من سن سبع سنوات ومافوق هم من يذهبون
لأداء الصلاة في المسجد ...
في المسجد كنا نجلس في صف واحد بجانب الأم المرافقة وحسب شخصية الأم نتصرف فإن كانت قديمة
وقوية فإننا نخاف منها ونجلس هادئين وإن كانت جديدة أو ضعيفة شخصية فإننا نفعل مايحلو لنا ونلعب
ونسبب الفوضى والإزعاج بعد الصلاة أخرجت بعض السيدات حلويات ونقود من حقائبهن وبدأن بتوزيعها
على الأطفال في المسجد وكعادتنا نحن أطفال الدار ذهبنا مسرعين إليها نتسابق على الحلوى والريالات
الدار عودونا أن نأخذ ولا نعطي حتى أن أغلبنا أصبحت الأنانية صفة ملازمه له فمنذ صغرنا وهم يعطوننا
وفاعلي الخير يأتون ليعطوننا والزوار يعطوننا والموظفات يعطوننا وفي المدرسة المدرسات والمدرسين
يشفقون علينا ويعطوننا فاعتدنا على أن نأخذ ممن نعرف وممن لا نعرف بل لا مانع أن نطلب ولا نعرف
القناعة أبدا وحين كبرت أدركت أن الدار هم السبب في ذلك فهم من عودونا على العطاء لم يعلمونا
كيف نعطي لم نذهب يوما لزيارة المرضى في المستشفيات لنواسيهم ونشاركهم لم نتعود على المشاركة ...
المهم بعد أن ركبنا الحافلة وبينما كنا بانتظار السائق جاءت سيدة ودخلت الباص وسلمت علينا ثم قالت
أنتم عيال الدار ؟؟؟ طبعا الحافلة كان مكتوب عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعنوان بالتحديد فعرفت أننا
أيتام وأخذت تسألنا واحد واحد كيف حالكم ؟؟؟ هاعساكم مرتاحين في الدار ؟؟؟ طيب وش تآكلون
ووش تشربن عسى يعطونكم أكل زين ؟؟؟ لبسكم حلو دايما يلبسونكم وإلا بس عشانه عيد ؟؟؟
هنا طفح كيل الأم المرافقة فقالت لها ياخالة الله يهديك هذولا عايشين أحسن عيشة ويمكن أحسن
مني ومنك والحكومة ماتقصر معهم أبد فقالت لها السيدة : الله يجزاهم ويجزاكم خير هذولا أيتام مساكين
وإنتم مأجورين بعملكم عليهم وانصرفت بعد أن أعطت كل واحد منا مبلغ مالي بسيط ....
لم تكن تلك أول ولا آخر مرة نتعرض لمثل هذه المواقف فكل من يعلم أننا من الدار يسألنا نفس الأسئلة
ماذا نأكل وماذا نلبس وكيف نعيش وكأننا من كوكب آخر ؟؟؟؟؟
عدنا للدار وكانت الدار أيضا تحتفل بالعيد معنا فالبالونات والزين معلقة في كل مكان والبوفيه مفتوح
والحلويات والعصائر متوفرة والاستريو يصدح بالأغاني وبدأ عيدنا بدأنا بالرقص واللعب والأكل والشرب
وكالعادة جاء الزوار يعيدون علينا استقبلنا الكثير منهم سواء موظفي وموظفات الوزارة والإشراف أو حتى
الزوار الآخرين وما إن انقضى ذلك اليوم حتى انتهى العيد معه وباقي أيام العيد كنا نقضيها في الرحلات
والنزهات وأحيانا في الشاليهات والمخيمات والاستراحات كان العيد جميلا ومميزا أيام طفولتي
بعكس العيد الحالي رغم أنه لم يتغير لكن لم أعد اشعر بتلك الفرحة التي كنت اشعر بها وأنا صغيرة
ربما الأطفال فقط هم من يفرحون بالعيد ....
" يتبع "
..............
اقتباس:
الله يزيدك خير ..وهذا من حقك طبعا لأنك مواطنة

لكن سؤال اذا مافيه تطفل
هل تعملين ؟
هل هم (دار الرعاية) حاليا يعطونك مصروف معين
حاليا لا أعمل عرض علي العمل في قطاع الشؤون الاجتماعية
لكني رفضت لا أريد أن أعمل في نفس البيئة التي تربيت فيها
وإن قررت العمل يوما سأعمل خارج نطاق الشؤون الاجتماعية
كي أرى جوانب أخرى من الحياة وأناس آخرين ...
بالنسبة للمصروف فنعم لي مصروف شهري استلمه عن طريق الدار
ولي أيضا حساب يودع فيه مبلغ شهري منذ أول يوم دخلت فيه الدار
وحتى يومنا الحالي والمبلغ يودع بصفة آلية نهاية كل شهر
وهذا حال كل أبناء الدار والآن أنا في عمر يسمح لي بالتصرف فيه بحسابي
الخاص ...
...........................................
"يتبع"
كان والد هيفاء يأتي لزيارتها هي وشقيتها بصفة دائمة
وفي كل مرة يأتي للدار كان يحضر لهم الألعاب والحلويات
كنا نسترق النظر له وهو يحضنهم ويلعب معهم وفي كل مرة
يأخذ موعد من الدار لزيارتهم ويعلمون بمجيئه كانوا يشعرون بالغرور
يلبسون ويخرجون لاستقباله وهم في أبهى حلة بينما نكتفي نحن بمراقبتهم من بعيد
كن أحسدهم كثيرا على والدهم كان يبدو عليه طيبا وحنونا في ذلك العمر كنت أتمنى
أن يكون لي أب لم أعرف معنى أب في يوم من الأيام لكن ترسخت في ذهني صورة
عن الأب وهي أنه يأخذ أبناءه للملاهي ويحضر لهم الألعاب يعطيهم أشياء تختلف عن التي
معنا فحلوياتهم وألعابهم تختلف عما لدينا رغم أننا نملك الكثير إلا أننا كنا نحب مايملكه الآخرون
ويذهب بهم لأماكن أخرى لم نذهب إليها لم أكن أيضا أعرف معنى جد ولا جدة مازال هناك
موقف لا أحب أن أتذكره وهو أنني حينما كنت بالصف الثاني الإبتدائي كانت هناك معلمة جديدة
ويبدو أنها لم تكن تعرف أني من الدار فكانت هناك أنشودة عن الأسرة والأسرة بالنسبة لي الأم
والأبناء فقط فلم يكن لدينا لا أب ولا من يمثل دور الأب فأخذت تسألنا عن معنى الجد والجدة
وكل واحدة تجيبها وعندما جاء الدور عندي لم أعرف بم أجيب قالت لي هل عندك جدة ؟؟؟
قلت لا بس ماما قالت : طيب من تكون الجدة ؟؟؟ قلت مدري قالت والجد ؟؟؟ فسكت
قالت أم الأم وش نسميها ؟؟؟ أيضا لم أعرف تعجبت أكثر وأعتقد أنها شكت في قواي العقلية
فقالت : وأخت الأب ماذا نسميها ؟؟؟ أيضا لم أعرف , قالت والخالة من تكون ؟؟؟
قلت ماما هنا ضحكن جميع الطالبات علي كن كلهن يتسابقن للإجابة عن الأسئلة وكنت
أنا الوحيدة التي لاتعرف بعد الفسحة جاءت تلم المعلمة وهي من أروع المعلمات اللاتي عرفتهن
وقالت لي تعالي حبيبتي وعطتني شوكولاته وعصير وأخذت تتحدث معي عن الدار فيبدو أنها
شعرت بتأنيب الضمير على إحراجي ويبدو أنها عرفت من بقية المعلمات أنني من الدار ...
حينما عدت للدار كان الموقف راسخا في ذهني كنت متفوقة ولا أحب أن أخفق في الإجابات
أصبحت أشعر بالإهانة حتى الفتيات الكسولات سخرن مني وكعادتي حين أحتاج لأحد اتجه
إلى أمي ذهبت إليها وأخبرتها بماحدث تعاطفت معي كثيرا أخذت تعلمني ماذا تعني الجدة
والخالة والعمة والجد والأب عرفت كل الأقارب وحتى يومنا هذا لم أنسَ ماقالته لي أمي آنذاك ...
لم أسألها عن جدي وجدتي وعمي وعمتي وخالي وخالتي لأني كنت أعرف أنهم غير
موجودين فمنذ أن نشأت وأنا أعرف أنهم ميتون لكني سألتها إن كان لها كل هؤلاء
أخبرتني أنهم كلهم موجودين باسثناء جدتها التي توفاها الله غبطتها كثيرا في نفسي
قضيت كل يومي وأنا أفكر لو كان كل هؤلاء بجواري كيف ستكون حياتي .....
" يتبع "
.......................................
اقتباس:
ها طيب كويس
بس ورا رفضتي الوظيفه؟
بالعكس دامتس وصلتي لسن اللي تكونين مسؤله فيه عن عمرتس
انطلقي للحياة
ليش للحين جالسه عندهم؟
في الدار يوفرون لنا كل شيء رعاية صحية ونفسية
لاينقصنا شيء لكن فقط نفتقد لجو أسري ...
بعض الموظفات يسيئن التعامل معنا ولكنهن ولله الحمد فئة قليلة
وأي موظفة يكتشفون أنها اساءت التعامل يتم عقابها وأحيانا فصلها مباشرة
يقال إنه قبل سنوات عديدة " لا أتذكر هذه الحادثة لكني سمعت عنها في الدار "
المهم يقال إن إحدى حاضنات الرضع توفي في يدها طفل رضيع وحينتم التحقيق قالوا إنه مات
وهو يرضع يعني مات قضاء وقدر وأثناء شربه الحليب شرق بالحليب فجأة وقعد يكح وجاه ضيق
تنفس ومات قبل ماتنقذه لكن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام فأدخلت الفلبينية السجن خوفا
من أن تكون متعمدة ونالت عقابها كي لا تتجرأ الباقيات ويفعلن فعلها ومنذ ذلك اليوم أصبحن أكثر
حرصا واهتماما بالرضع ...
الفلبيينيات يحرصن على الدقة والنظام بحيث لكل شيء وقت فالأكل بساعات محددة وكميات محددة
والنوم أيضا وكذلك اللعب يعني يريدون كل شيء نزامي ويتناسون أن النظام قاتل وممل فكنا نريد أن نتصرف
بحرية أكثر وأيضا غير المسلمات منهن كن أحيانا يحملن قسوة وحقد فأتذكر أن أحد إخوتي
اشتكى على إحدى الفلبينيات وقال لإحدى الموظفات : يا أبلة ترى ماما ريميلي تضربني
وكانت هي موجودة وتغير وجهها وغضبت انتهت الحادثة والمراقبة لم توبخها ولم تقول لها أي
شيء طبعا من كثر شكوانا صاروا مايصدقون وأحيانا يتغاضون ومايتخذون إجراء إلا إذا كان
فيه آثار ضرب أو شهود المهم في منتصف الليل وبينما كنا نائمين جاءت تلك الفلبينية وسحبت
أخي سعد إلى خارج الغرفة وهو نائم وقامت بخنقه وضربه والترفس في بطنه ولحسن الحظ
أن الأم كانت مستيقظة في غرفة أخرى وسمعت صوت وحينما جاءت ووجدت الفلبينية تضربه
بعنف حاولت إبعادها إلا أن الفلبينية لم تكترث لها وأبعدتها عنها وأخذت تخنق سعد صارخت الأم
وجاءت أم ثانية وتم إنقاذ الطفل من يديها وفي اليوم التالي ذهبوا به للمستشفى ليجدوا
نزيف داخلي في الحلق وآثار ضرب وجروح سطحية وتم فصل تلك الفلبينية وترحيلها
طبعا هناك فلبينات غضبن لأجلها وحقدن عليه وعلينا وهناك من استنكرن فعلتها وحاولن تبرير
تصرفها بأنها تعاني من ضغوط وأخرى تقول مريضة نفسيا ...
وبعضهن حين تعطى لفت نظر أو تعهد من المديرة تغضب وتصب جام غضبها علينا
فتدعو علينا وتضربنا خاصة إذا كنا السبب ففي مرة أثناء تفتيش المراقبات وجدوا أن
إحدى الأمهات مقصرة من حيث ترتيب الأطفال وتنظيفهم فقاموا بإعطائها لفت نظر
حينها جن جنونها وجاءت وهي تسب وتلعن فينا وتقول : أنا مخلية عيالي وقاعدة أربي
وألبس وأأكل فيكم وكل هذا ومو عاجبهم قوموا غيروا ملابسكم وياويل اللي أشوفه منكم
بعد اليوم مو مرتب نفسه ويايول اللي يلبس شي مو متناسق وإلا حلو وشنت حملة نظافة
علينا وكانت طوال اليوم متوترة واي تصرق نتصرفه توبخنا عليه واي خطأ تعاقبنا وكأنها تنتظر
منا أن نخطيء لتعاقبنا بشدة ....
" يتبع "




أبكي وأضحك والحالات واحدة ****أطوي عليها فؤادا شفه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة***فالقلب من زحمة الآلآم يبتسم
في ذلك اليوم كنا نستعد للخروج لحضور حفلة تقيمها لنا إحدى الأسر المعروفة
طبعا اعتدنا على تلقي الدعوات وحضور الحفلات التي بمناسبة أو حتى من غير مناسبة
لم نكن نفكر لم يدعوننا ولم يحتفلون بنا فقط كنا نسعد ونفرح بتلك الدعوات
في طفولتي كانوا حين يريدون معاقبة أحدنا عندما يخطيء
يحرمونه من حضور أي حفلة نكون مدعوين لها وكان هذا العقاب عقاب نفسي مؤلم بالنسبة لنا
أذكر أنني في مرة حرمت من حضور حفلة وبعد أن كنت مستعدة ومتهيأة لها حرمت من حضورها
في آخر لحظة حين اشتكت الأم عند الأخصائية وأخبرتها أنني مزقت المجلات وطبعا المجلات كانت
عبارة عن مجلات الشبل وماجد للأطفال كنت أحرص على أقتنائها في طفولتي ومتابعة أعدادها
وفي يوم من الأيام تخاصمت مع إحدى أخواتي وجاءت الأم ووبختني كثيرا وقالت إنني مخطئة وأجبرتني
أن أعتذر لها لم أكن أشعر بأني مخطئة فاتجهت للغرفة وأخرجت المجلات كي أقرأها لكني مازلت أشعر
أني مظلومة وأني لم أخطيء ولا أستحق التوبيخ فأمسكت بالمجلات ومزقتها وكانت ثلاث مجلات جاءت
الأم وضاعفت العقاب علي ضربتني ووبختني أكثر لكني هذه المرة لم أغضب رغم ضربها لي لأنني شعرت
أنني فعلت شيئا يستحق العقاب والأهم أنني تسببت في غيظها وانتقمت لنفسي منها ...
فخافت من المساءلة لأن تلك المجلات تعتبر عهدة لديها فهي ملك لمكتبة الدار وبعد الانتهاء منها تعاد
للمكتبة فخافت من أنتخصم من مرتبها أوتتهم بالإهمال فبادرت بالشكوى علي لم تذكر لها السبب الذي
دعاني لتمزيقها فقط قالت إنها دخلت لتجدني أمزق المجلات ولاتعرف السبب سألتني الأخصائية لم فعلتِ
ذلك ؟؟؟ لم أعرف بم أجبها فالتزمت الصمت لتقول بصوت عالٍ عقاب لك لن تذهبي معنا وكررت جملتها المعهودة
من يخطيء يعاقب بحرمانه من الرحلات والحفلات سامعين ياحلوين كي يأخذوا العظة والعبرة مني
في ذلك اليوم شعرت بحزن فظيع كنت أراهم وهم يتأهبون للخروج والفرحة تعلوهم وأشعر بالحسرة على نفسي
لكني كنت أكابر وأخبرهم أنني لا يهمني إن بقيت أو ذهبت وأخبرتهم أنني سأكون سعيدة وأن الفلبينية
شيري وعدتني بأن تعطيني بيبسي وهو المشروب المفضل لدينا لأنه ممنوع وكل ممنوع مرغوب ....
وبمجرد خروجهم وركوبهم الحافلة بكيت وبكيت كثيرا وكانت شيري تحاول أن تهدئني أخبرتني أنها
ستريني فيلم كرتوني جديد أحضرته للتو ولم يره أحد وأنني سأكون أول واحدة تراه كي أحرقه عليهم
فيما بعد عندما يشاهدوه ويعلموا أنني رأيته قبلهم وأيضا أحضرت لي البطاطس والبيبسي ولكني كنت
أفكر طوال اليوم بهم وبحفلتهم وكيف سيقضون وقتهم فأنا أعلم أن تلك الحفلات تكون جميلة
وأننا نحظى فيها بالرعاية والاهتمام وغالبا مايتم تصويرنا فيها ونتلقى الهدايا ونلعب ونفعل كل مايحلو
لنا ...
" يتبع "

اقتباس:
لدي سؤال حساس
هل راح تسامحي امك اللي انجبتك
وتخلت عنك بصراحة هل راح تسامحينها
وشكرا لك لكي حرية الاجابة على السؤال وتركة
واتمنى لك التوفيق وانا سعيدة جدا بطموحك لانك تملكين طموح رائع قد لا يملكة البعض
اتمنى تحققي طموحك ونشوفك دكتورة
تحياتي لك
أمي !!!
لم أعرف المعنى الحقيقي لتلك الكلمة فحين كنت صغيرة كنت سعيدة جدا
لأن لي أمهات كثر وكنت في المدرسة أفخر أمام صديقاتي لأن عندي أمهات كثر
بينما هن لا يملكن سوى أم واحدة ولكن عندما عرفت المعنى الحقيقي للأم
أدركت أن كل أمهاتي لم يمثلن لي الأم التي كنت ومازلت افتقدها ولم أشعر يوما بوجودها الحقيقي
أكره أمي لأنها تخلت عني ولأنها حرمتني من أن يكون لي أسرة
بل حتى من حنانها وعطفها ...
أكره أمي كلما رأيت اما تحضن ابنها وأكرهها أكثر كلما رأيت في المستشفى أما تحمل ابنها
بين يديها وتسرع به للطبيب كي يعالجه خوفا عليه ويزيد كرهي لأمي حينما تقسو علي أي
أم في الدار ...
أكره أمي لأنها تسببت لي بالكثير من الألم النفسي والحرمان ...
أكره أمي كلما سمعت صديقاتي في المدرسة يتحدثن عن أمهاتهن ويفخرن بهن
وكرهت أمي اكثر في حفل تخرجي من الجامعة حين رأيت أمهات صديقاتي
يفرحن بتخرجهن بينما لم يفرح أحد معي ...
أكره أمي حين لا أجد من يشاركني مرضي ولا فرحي ولاحزني ولا يتفهم مشاعري
ويزيد كرهي لها حين أرى أمهات يناضلن ويضحين من أجل أبنائهن ...
أكره أمي لأني أخشى أن أكون يوما مثلها ...
فكرهت أمي كثيرا حين صارحتني صديقتي في المرحلة الثانوية أن أمها لا تريدها أن ترافقني
بعد أن علمت أني من بنات الدار ...
أكرهها أكثر حين أرى البعض يشفق علي وحين تقسو الموظفات علينا
وحين يسخرن مني زميلاتي ....
وحين نعاقب بلا ذنب وحين نحرم من العطف والحنان وحين نفتقد لكل شيء ...
أكره أمي ربما لأني مثلها بلاقلب فهي بلا قلب حين تخلت عني وأنا بلا قلب حين كرهتها ...
لكن لا شيء يجعلني أحبها وكل شيء يجعلني أكرهها ...
فللأسف نعم أنا أكره أمي وفي هذه اللحظة أكرهها أكثر من كل شيء ....

  رد مع اقتباس