عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 2- 2   #19
أمير القلب
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية أمير القلب
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 49792
تاريخ التسجيل: Mon Mar 2010
المشاركات: 2,563
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 13787
مؤشر المستوى: 101
أمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: إدارة أعمال/عضو مؤسس
الدراسة: انتساب
التخصص: السلك الدبلوماسي
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أمير القلب غير متواجد حالياً
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم

اقتباس:
اليوم كلمينا عن
الفطور في الدار .. ويش اكلتوووووووووو ... وكيف كان التنظيم ... ويين مكان السفره ؟ هل هو في غرفة كل وحده
او الكل يفطر ..؟؟
كم عدد اللي يفطرون هل هم اعداد كبيرة زي الحرم مثلاً او اكثررررر
الله يتقبل صيامنا وقيامنا
اللهم امين
كالعادة أول يوم الفطور يكون جماعي وفي إحدى الصالات الرئيسية ومنظم
واللي يصلح الفطور طباخات تحت إشراف أخصائية تغذية ...
والفطور منوع وشامل أشبه بالبوفيه يعني شوربات وسمبوسة وفطائر منوعة
وبيتزا وعصائر وسلطات وفواكه و قهوة وحلويات كنافة وبسبوسة والعشاء مشويات
وبطاطس مقلية وسلطة ....
الفطور جماعي فقط أول يوم أما باقي الأيام كل أسرة يفطرون لوحدهم
في أسرتهم على سفرة الطعام ....
أعداد اللي يفطرون كبيرة بالمئات يعني اممممممممممممم
طبعا فيه أيام يأتي فيها مسؤولات يفطرون معنا وفيه أيام نفطر فيها خارج الدار بمطاعم
واستراحات وأيام نتلقى دعوات العام أفطرنا مرة في المملكة ومرة في الفيصلية ....


اقتباس:
لفت نظري هالكلام واستوقفني شلون يوخذ اطفال من امهم لان ابوهم قطم مايبي يكفلهم ويؤخذون جبرا من امهم ليش انها ماتقدر تكفلهم ومايعطونها مساعدات وهي امه والاسر الصديقه يساعدونها في اكفال يتيم
عجبي لهالتصرف
والله مدري لكن اللي أنا متأكدة منه إن الأسر
البديلة تتلقى معونات من الوزارة بسبب الابن اللي تكفله غير إن كسوته وأدواته
المدرسية على حساب الوزارة أيضا لكن الأم إذا طالبت بحضانة أبنائها ما أدري
إذا لها معونة أو لا ولا أدري إذا يسمح لها حتى لو رفض طليقها أو إنه يجب موافقته ....
كان فيه واحد له أولاد وبنات كثيرين عندنا من كذا زوجة ويقال إن الوزاة عرضت عليه
إنها تعطيه بيت وتصرف على عياله بس بشرط انه يجمعهم ويعيش معهم ويربيهم ورفض ....
فيمكن الأم والأب يرفضون ويبغون يتخلون عن المسؤولية ....


اقتباس:
وهذا آخرة الي يقدم على العلاقه وهو موب قدها ...
لا تحب إلا وانت عاقل وحده عاقله , حتى اذا لاسمح الله غلتطو , ماتكون اغلاطكم بنتائج كارثيه , ياكقرهم الي نسأل الله والسلامه وقعوا في الزنى ومستمرين عليه , لكنهم حريصين مثل الزوج والزوجه , بعد الأيام وحبوب منع وواقي ومتعه ..
وافضل شيء العد وهو اسلمه بكلام الأطباء ...
حمانا الله واياكم من الوقوع في الخطيئه , ولا تتهوروا ياشباب , تراكم اذا اجتمعتم بالبنات في مكان مغلق ماراح يخلونكم البنات في حالكم وبتلاقون انفسكم وقعتم بدون ماتدرون ...
اختي مفقودة الهويه , ماهو شعورك تجاه زميلاتك بنات الدار الي يخوضون علاقات مع شباب الآن ؟
ولا اريد ان اسألك عن نفسك لكن , هل الحب حرام ؟ اذا تجنبنا الخطيئه ...
هناك شاب لايريد ان يجاهر مارس الزنا مع فتاة مراراً وتكراراً وهما حريصين على تجنب الحمل , ماهي نصيحتك لهما ؟
المشكلة يا أخي الكريم ليست في الحب ولكن فيمن يمتهن الحب
وأغلب إن لم يكن الكل في مجتمعنا لا يعرف معنى الحب
ويعتقدون أن أي علاقة بين اثنين هي علاقة حب حتى وإن كانت علاقة شيطانية
هناك فرق بين الحب وهو المشاعر العاطفية النزيهة وبين الجنس ....
الكل يخلط بين الحب والجنس وبعضهم يعتقد أن الجنس مكمل للحب ...
أنا لا أرى أن الحب حرام خاصة إذا كان حبا بريئا عفويا وليس فيه لقاء ولا متعة شيطانية
والحب له نهاية واحدة وهي الزواج بينما بقية العلاقات ليست بحب وإنما بإشباع رغبات ...
الرسول صلى الله عليه وسلم قال [ لم ير للمتحابين مثل النكاح ] . ( حديث صحيح ) .
يعني الحب موجود وله نهاية واحدة فقط وبقية العلاقات التي نزعم أنها حب وتبدأ بلقاء
وتنتهي بفراق بالطبع ليست حب .....
كل البنات اللاتي أعرفهن وكان لهن علاقات حب ومع أبناء الدور
و كانت علاقتهم فقط عاطفية وبهدف الزواج الشرعي
ولا أعرف واحدة التقت بمن تحب أو اختلت به في أي مكان
أو أقامت معه علاقة محرمة ....

اقتباس:
رجعت وقريت كثير من الردود ...
وقريت ايش ينقال على امها , والله ان امها ضحيه , موب ضحيه حب لأننا كلنا نمارس الحب وانا اول واحد ما امسك نفسي عنه ...
لكننا ضحيه نظام وبلد يسجن البنت الي تحب , ويسجن الأب , ويرفض الإعتراف بالإبن الى الأبد او نسبته لأحد ...
والله شفت في الغرب اب وام يرفضون يتزوجون لأن الزواج مزاج خاص , بس يسكنون مع بعض ويربون اطفالهم ....
حتى لو ان النظام مايسمح , بس خلاص اذا فيه اطفال نسمح للأم والأب بالمساكنه والعيش مع بعض عشان الأطفال ...
حتى لو حرام , بس الي يصير للأطفال حرام اكثر !
لا تقارن بين المجتمع الغربي والمجتمع العربي
والحمدلله على نعمة الإسلام
الإسلام كفل لنا كافة الحقوق وهو صالح في كل مكان وزمان
ولكن المشكلة فينا نحن لأننا لانعرف من الإسلام سوى اسمه وحتى الذين
يعرفونه جيدا لا يطبقونه إلا من رحم ربي ....
والأم ليست ضحية ياخي ربي ميزنا عن الحيوان بعقل ليش مانحكم هالعقل
صحيح فيه عاطفة وغريزة لكننا لسنا كالحيوانات لأننا نستطيع تحكيمها بالعقل ....
يعني اللي يبغى الحرام لا يروح يسوي الحرام ويقعد يتبكبك ويقول ليش وليش ؟؟؟
اللي عنده خوف من الله أولا و إحساس بالمسؤولية ثانيا لن يسلك الحرام ومن البداية
إما سيختار الزواج أو يقطع العلاقة أما يستمر في علاقة محرمة ويجيب عيال وضحايا
ويقول ليش مانسبوهم لي ؟؟؟؟؟
طيب يبغى عياله ينسبون له المفروض من البداية يجيبهم بالحلال
وعموما اختلفوا العلماء وفيه مذاهب تجيز نسبهم لأبائهم ....


اقتباس:
طيب وسؤال آخر واعتذر عنه ...

هل صحيح ان اغلب من يأتيكم من اللقطاء من ( سود البشره ) ذكور واناث ؟
لا مو الأغلب بالعكس كل الأشكال تجينا فيه الشكل الآسيوي متوفر
وفيه كل الأشكال بعضهم مجهولين الهوية والجنسية و بعضهم سعوديين
يعني معروفين الأم والأب وبعضهم قبائل وتكون الأم في المؤسسة وفيه سود كثير .....
لكن عادة اللي بشراتهم بيضاء يجون أسر بديلة ويكفلونهم ويآخذونهم معاهم للأبد
بينما السود محد يتبناهم إلا فيما ندر فتلاقيهم صاروا هم النسبة الغالبة .....


اقتباس:
والله مافي اعتراض على الدين ... بس هذا هو الدين؟؟
لاحظي انهم هم الي اعتدو عليهم وخربوا حياتهم ....
اثنين في خلوه غير شرعيه , مثل الصحابي والصحابيه الي زنوا لوحدهم ولا احد راح يقبض عليهم , بعدين ندموا واعترفوا من وحدهم ....
الله يهديك اختي , انتي باجابتك الأخيره تجبرين الشباب والبنات انهم يرمون اطفالهم بالطريقه الي قلتي عليها , ويمكن يصير لهم شي لاسمح الله قبل ما تدرون عنهم ...
صدقيني هم لو كان بيدهم شي , ماكان سووا كذا , بس عارفين ان مستقبل الطفل منتهي منتهي , وراح ينهي مستقبلهم كمان , فيضطرون انهم يحطون اطفالهم بالطريقه هذي ....
لازم يصير في طريقه للستر عليهم ...
في اثنين غلطوا ولا يقدرون يتزوجون , والمجتمع يبغا يعدمهم , ينتحرون ؟
لازم يلجأون لكذا او تتغير قوانين المجتمع والحكومه البدوية الي مالها علاقه بالدين ....
والله يا أخوي أنا ما أجبرت أحد على شيء واللي يرمون عيالهم موجودين
في كل زمان ومكان سواء تكلمنا عنهم أو لا وسواء صدقنا أو كذبنا وكوني تكلمت عنهم
لا يعني تأييدهم ولكن ليش نتستر عليهم وليش نكذب ونقول مافيه
أحد يرمي عياله ومجتمعنا نزيه ومحافظ ياخي ترى 60% سعوديين
والباقي احتمال أجانب .....
هذا أنا ضحية واحدة من بين ألوف الضحايا ولست الوحيدة
وللأسف لا أملك إحصائية دقيقة ولكن بصفة يومية يتم العثور على أكثر من لقيط
وقد تكون كل 12 سنة ......
كم دار للأيتام موجودة عندنا وكم يتيم فيها ونسبة اللقطاء تقريبا 80%
وإذا تتكلم عن القوانين والشرع فأنا لا علم لدي ولست مفتية كي أحلل وأحرم
ولست من وضع الأنظمة كي أدافع عنها وتأييدي أو رفضي لن يغير شيئا ....
واللي يبغى يتوب يتوب وباب التوبة مفتوح ويتزوج من اللي غلط معها ويربي عياله منها
هذا إذا كانت توبته صادقة لوجه الله أما الخوف من المجتمع لن يفيده أي شيء ....



اقتباس:
كلمينا عن وضعك الان ... بدون اولاد ..
الان الان وانتى كبيرة ..
هل في الدار بنات كبار مثلك ... من اخذت درجت الدكتواره .. او الطب .. هل تعود لنفس الدار ...؟؟ ام انها تنقل لدار اخرى
يعنى انها مثلاً تداوم في عملها وبعدين ترجع لنفس الدار ؟؟؟
هل انتى غرفتك مستقلة لكي وحدك .. ولا لزم يكون معك احد بالغرفة .. وكم عددهم ؟؟
كلمتنيا مره عن تلك اللي راحت للمديرة وقالت لها زوجيني
قلتي انو الان عمرها 15 سنه وساكنه معكم
هل يعنى ان الدار عباره عن خليط من كافة الاعمار 7 و 5 و 9 و 10 و20و 30 سنه
ام ان كل فئه لوحدهاااا؟؟
سؤال اخير
هل الاطفال الصغار العيال 4 و 5و و6و 7و و9 سنوات
يستطعون التنقل من قسم الاولاد للبنات .. ؟؟؟؟؟؟؟؟
أي كل وحدة مهما كانت درجتها العلمية ومهما كانت نوع وظيفتها تروح عملها وترجع للدار
إذا كانت غير متزوجة بمعنى إن مافيه دور خاصة للي شهاداتهم عالية تقسيمات الدور
حسب الأعمار فقط يعني فيه دور للصغار وأخرى للكبار وأخرى مختلطة صغار وكبار
دور للبنات وأخرى للأولاد وأخرى مختلطة أولاد وبنات لكن الأولاد أقل من 10 سنوات
فيه بعضنا لهم غرف مستقلة والبعض الآخر لا كل ثنتين أو ثلاث بغرفة الأساس إنه كل كذا وحدة
بغرفة بس اللي تكلب غرفة خاصة يعطونها غرفة لها ...
أما الأولاد فأصلا إذا كانوا أقل من 11 أو 10 سنوات يكونون تحت رعاية وإدارة موظفات يعني
بدور نسائية وفيه دور مختلطة أولاد وبنات وفيه دور أخرى خاصة للبنين بإدارة نسائية
أما الأولاد فوق الـ 12 سنة فهم في دار التربية للأولاد وتحت إدارة موظفين ورجال ....
__________________________________________________

في الدار الفتيات الكبيرات يتحملن المسؤولية من تلقاء أنفسهن طبعا
ويتولين مهمة تربية الأصغر سنا منهن وبعضهن يتولين مهمة الدفاع عن أمهاتهن
ففي إحدى الأسر كان هناك فتاة كبيرة وفتاة أخرى صغيرة وأم وثلاثة أولاد صغار طبعا
وغضبت الأم من الطفلة الصغيرة ووبختها وقامت الطفلة برفع صوتها على الأم هنا هبت
الفتاة الكبيرة للدفاع عن الأم وقامت بضرب الصغيرة وشدها من شعرها حتى إن يديها
امتلأت من شعرها ورفستها برجلها ولم تتوقف عن ضربها إلا بعد أن تدخلت الأم وأمرتها بالتوقف
وأيضا كان هنالك أختين شقييقتين في الدار إحداهما في عمر الـ 17 سنة والأخرى 13 سنة
وفي إحدى المرات حين تلفظت الشقيقة الصغرى على الأم قامت الكبيرة بضربها حتى تدخلن
الأمهات وأنقذنها من بين يديها .....
أيضا الأمهات كن يتخذن من أبناء وبنات الدار وسيلة للحصول على مايريدون ففي طفولتي
كنت أتذكر الأمهات يحرضننا على أن نطلب من الأخصائيات الذهاب إلى أماكن معينة
أو شراء طعام معين أو إحضار أشياء معينة لنا وكنانطلب من الأخصائيات ذلك وفعلا ينفذن لنا مانريد ....
و حين كنا صغارا كانوا هم من يختارون لنا الملابس
وأدوات المدرسة وكل حاجياتنا ولم نكن نختار ما نريد , في طفولتي كنت أرى
مع زميلاتي في المدرسة أشياء أخرى غير التي امتلكها وحينما
اسألهن من أين اشتروها يخبرنني بأنها من المكتبة وأحيانا يخبرنني
اسم المكتبة التي اشتروا منها وطبعا لا فائدة من معرفتي
لأنني لم أكن أذهب للمكتبة ولم أكن أختر ما أريد فكنا نستلم كل
شيء من الإدارة ومازال هكذا النظام رغم أن الذهاب للمكتبات وشراء
أدوات المدرسة له وقع خاص وكنا نمتلك نفس نوع الأقلام ونفس
الدفاتر ونفس الحقائب والكراسات والألوان وكل شيء وكان لذلك
ميزة واحدة وهي أن من يحضر من المدرسة شيئا مختلفا يتم كشفه
مباشرة والتحقيق معه ليعرف إن كان قد سرقها أو كيف حصل عليها
كان عاصم دائما يحضر لنا أقلاما بأشكال جميلة ومختلفة وحين
تكتشف ذلك الأم يحلف ويقسم أن زميلهأهداها عليه ,
وفي إحدى المرات رأيت مع زميلتي مقلمة جميلة وبقيت
لمدة أسبوع أجمع من مصروفي حتى جمعت عشرة ريالات وأعطيتها
زميلتي لتشتري لي مقلمة كمقلمتها ورجعت للدار وأنا مسرورة
كي أريها إخوتي لأنهم لا يمتلكون مثلها ولا يوجد في الدار
مثلها وحين رأوها ذهب أحد إخوتي
ليخبر أمي أنني أحضرت مقلمة من المدرسة وجاءت الأم
وبدأت مسلسل التحقيق معي وأخبرتها بأنني
جمعت المبلغ وأعطيته زميلتي لتشتريها لي وقامت الأم بمصادرة
المقلمة إلى حين التأكد من صدق ما أقول
وفي اليوم التالي أعادتها لي بعد أن سألت زميلتي وتأكدت منها , حين كبرنا أصبحنا نختار مانريد
كنا نلبس مايريدون وأصبحنا نلبس مانريد , كنا نأكل مايريدون أصبحنا نأكل مانريد
كانوا يشترون لنا مانريد فأصبحنا نشتري مانريد نحن .....

_________________________________
بس على طاري العقوق والبر كان عندنا أم في الدار قبل مدة قليلة
وكانت تداوم نهار فقط طوال أيام الأسبوع وإجازتها يوم واحد وهي يوم الجمعة
وتقول ماتبغى دوام ليل مع إنه المفروض أسبوع نهار وأسبوع ليل واللي عادة دوامه
أسهل لأن الكل نايم ومافيه شغل زي النهار , لكن عشان أمها كبيرة وماتقدر تتركها الليل
وكانت تعطيها العلاج وتنتبه لها وكل خمس دقايق تتصل عليها تتطمن فهي أصغر وحدة وهي
الوحيدة اللي مع أمها وباقي أخوانها متزوجين وعايشين بعيد عنهم ...
بعد مدة تعبت أمها وتضاعف مرضها ودخلت المستشفى فقامت بنتها اللي كانت تشتغل حاضنة
قدمت استقالتها واستقالت عشان أمها وكانوا فيه حاضنات ينصحونها إنها ماتستقيل واللي تقول
خذي إجازة مؤقتة وبعدين ارجعي لكن هي رفضت وقالت أمي محتاجتني الحين وما أقدر أتركها
وماينفع آخذ إجازة مؤقتة لأنها هي كبيرة وحتى لو خفت محتاجة أحد يقعدمعها على طول
المهم استقالت عشان أمها وماشاء الله عليها كانت بارة جدا بوالدتها الله يزيدها ....
________________________________

بالنسبة لكيفية تبني طفل من الدار فأعتقد الإجراءات سهلة جدا
لا أعرفها بالضبط لكنها ميسرة بل والدار تصرف مبلغ شهري لكل أسرة تكفل طفلا
وذلك تحفيزا على كفالتهم كما تتكفل بكسوته وأدوات مدرسته ....
وايضا بالإمكان الكفالة غير الدائمة وهي الأسر الصديقة التي تاخذ الطفل لبعض الأيام
فقط كنهاية الأسبوع أو الإجازات وغيره ....
___________________________________
كانت وجدان تحب ناصر منذ الطفولة
برغم أننا كنا في عمر طفولي ولا نعرف معنى الحب أو الاعجاب
إلا أن وجدان وناصر كانا منجذبين لبعضهما وبينهما ارتباط عاطفي
وبرغم أننا كنا نتعامل مع بعضن البعض كإخوة وننظر لبعضنا على أننا
إخوة إلا أن وجدان لم تكن ترى ناصر كما نراه ولم يكن هو أيضا
يراها كما يرانا ...
ربما كانت تحبه وتشعر أنه ليس بأخيها لأنه جاء للدار وهو في عمر الخمس
سنوات فأصبحت تشعر بأنه غريب عنها فقد جاء للدار من دار أخرى
في مدينة أخرى فجاء لدارنا لأنه كان لديه بعض المراجعات في أحد المستشفيات
ونظرا لكثرة مواعيده في تلك الفترة قرروا إبقاءه في الدار معنا كي يسهل عليه
الذهاب للمستشفى وظل معنا حتى انتقل لدار البنين ...
كنا في فترة العصر وبعد الانتهاء من استذكار دروسنا نتجه للحديقة كي نلعب فيها
حتى غروب الشمس وطبعا كنا ننتظر وقت اللعب في الحديقة بفارغ الصبر
وما إن يأتي الوقت حتى ننطلق مسرعين للحديقة عدا وجدان التي كانت
تقف أمام المرآة طويلا وأحيانا أمام الدولاب لتختار ملابس جديدة
وأحيانا تتوسل للأم أن تضع لها أحمر الشفاه أو أن تعيد لها تسريح شعرها
بطريقة مبتكرة وتخترع لها تسريحة مختلفة عنا لتبدو مميزة ....
وما أن تصل لبوابة الحديقة إلا وتجد ناصر ينتظرها أمام الباب فهو دائما
يسبقها ويستقبلها ولا يلعب أو يدخل الحديقة حتى تأتي معه ...
وكنا نلعب في الحديقة ألعابا جماعية وأحيانا كرة قدم وأي لعبة نلعبها يصران
فيها ناصر ووجدان على أن يكونا في فريق واحد أو مجموعة واحدة ....
وحين يختلف أحد مع وجدان فيضربها أو يشتمها يهرع ناصر للدفاع عنها
سواء كانت هي على حق أو حتى مخطئة فهو لا يسمح لأحد مهما كان
أن يعتدي عليها بالكلام أو الضرب ....
مرت الأيام وحان وقت الفراق , الفراق ذلك الكابوس الذي يداهمنا في أي
وقت والذي تجرعنا جميعا مرارته وتألمنا منه ...
كان الكل في الدار يعرف مدى ارتباط وجدان وناصر ببعضمها ومدى حبهما
البريء والعفوي والذي كان تحت رقابة وأعين الأمهات ....
فحين أصبح ناصر في الـ 11 أو 12 من عمره بدأ يستعد للانتقال لدار
البنين , كانت وجدان تبكي في كل وقت وكل لحظة عليه , تبكي حين
تراه يرتب حقائبه وتبكي حين ترى الحزن يكسو ملامحه لأنه سيغادرنا
وتبكي حين يعاهدها بأنه لن ينساها ولن يتخلى عنها فقال لها في يوم رحيله
سأعود حين أكبر واصطحبك معي لنعيش في بيت لوحدنا ....
مايقارب الست سنوات قضتها وجدان بقرب ناصر تلعب معه , تختلف معه
تضحك معه وتبكي معه , ست سنوات وهي تراه كل يوم بل كل وقت
وفجأة يختفي من حياتها وللأبد وقد لا تراه لآخر يوم في حياتها ....
رحل ناصر وهو متألم وبقيت وجدان وهي أيضا تتألم وأعتقد أن لسان
حالهما كان يقول كما يقول فاروق جويدة واعذروني إن كنت دوما أستشهد
بقصائد فاروق جويدة لكنني من المعجبين بقصائده والتي أشعر أنها
غالبا تعبر عما بداخلنا بصدق ....
لو أننا لم نفترق
لو أننا ...لم نفترق
لبقيت نجما في سمائك ساريا
وتركت عمرى في لهيبك يحترق
لو أننى سافرت في قمم السحاب
وعدت نهرا في ربوعك ينطلق
لكنها الأحلام تنثرنا سرابا في المدى
وتظل سرا.. في الجوانح يختنق
.................................................. .
لو أننا .. لم نفترق
كانت خطانا في ذهول تبتعد
وتشدنا أشواقنا
فنعود نمسك بالطريق المرتعد
تلقي بنا اللحظات
في صخب الزحام كأننا
جسد تناثر في جسد
جسدان في جسد نسير .. وحولنا
كانت وجوه الناس تجرى كالرياح
فلا نرى منهم احد
............................................
مازلت اذكر عندما جاء الرحيل
وصاح في عينى الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمرى في يديك
رياح صيف عابث
ورماد أحلام .. وشيئا من ورق
هذا أنا...
عمرى ورق
حلمى ورق
طفل صغير في جحيم الموج
حاصره الغرق
ضوء طريد في عيون الأفق
يطويه الشفق
نجم أضاء الكون يوما ... واحترق
.................................................. ........
لا تسألي العين الحزينة
كيف أدمتها المقل؟!
لا تسألي النجم البعيد
بأي سر قد أفل؟!
مهما توارى الحلم في عيني
وأرقني الأجل
مازلت ألمح في رماد العمر
شيئا من أمل
فغدا ستنبت في جبين الأفق
نجمات جديدة
وغدا ستورق في ليالي الحزن
أيام سعيدة
وغدا أراك على المدى
شمسا تضئ ظلام أيامي
وان كانت بعيده
لو أننا لم نفترق
حملتك في ضجر الشوارع فرحتي
والخوف يلقيني على الطرقات
تتمايل الأحلام بين عيوننا
وتغيب في صمت اللقا نبضاتي
والليل سكير يعانق كأسه
ويطوف منتشيا على الحانات
والضوء يسكب في العيون بريقه
ويهيم في خجل على الشرفات

ماكنت اعرف والرحيل يشدنا
أنى اودع مهجتي وحياتي
ماكان خوفي من وداع قد مضى
بل كان خوفي من فراق آت
لم يبقى شئ منذ كان وداعنا
غير الجراح تئن في كلماتي
لو أننا ..لم نفترق

" يتبع "

أعود لأكمل لكم قصة وجدان وناصر

انتقل ناصر لدار البنين وكان عمره 11 أو 12 سنة وكانت وجدان بنفس عمره
تقريبا , وبعد انتقاله للدار الأخرى بقيت وجدان حزينة عليه لعدة أيام
وأضربت عن الأكل واللعب وكل شيء تقريبا ....
وانقطعت أخبار ناصر لعدة أشهر تقريبا وبعد عدة أشهر كان هنالك
حفلة لليوم العربي لليتيم في إحدى الدور وكان هنالك العديد من أبناء
وبنات الدور الأخرى ومن ضمن الحضور كان هنالك أولاد في دار أخرى
لكنهم يرون ناصرا في بعض الحفلات وكان قد حمل أحدهم رسالة لوجدان
وكانت تلك أول رسالة تصل وجدان منه منذ خروجه من الدار ...
كانت فرحة وجدان لا توصف بتلك الرسالة فلم تترك أحدا وإلا وأطلعته عليها
وبشرت الجميع عنه ....
في الرسالة كتب لها أنه لم ينساها ولن ينساها وأنه باق على العهد وأنه
بخير ولم يتأقلم بعد مع الدار الجديدة وأن مايصبره عليها هو وجود أحد إخوته
السابقين والأكبر سنا منه وكان صديقا مقربا له ....
ومنذ ذلك اليوم اصبح بينهما تواصلا عن طريق الرسائل وكانت من فترة إلى فترة
يعني أحيانا تمر عدة أشهر دون تواصل .....
بعد عدة سنوات وبعد أنأصبح لديهما جوالات أصبحت واصلهما عن طريق الجوال
وطبعا بدون علم الإدارة لكن بعلم أغلب أخواتها وبعض الأمهات ....
مستوى ناصر الدراسي كان ضعيفا وكان يعيد أغلب سنوات الدراسة ولم يستطع
إكمال دراسته وتوقف عند المرحلة المتوسطة بينما كان مستوى وجدان من جيد
إلى جيد جدا فكانت تنجح دون تفوق ولكن ايضا لم تتأخر دراسيا مرت السنوات
وتخرجت وجدان من الثانوي بتقدير جيد ولم تلتحق بالجامعة لأنها أصلا لم تكن
راغبة في إكمال دراستها ولأن نسبتها أيضا لم تكن تؤهلها لدخول الجامعة
بينما ناصر اكتفى بشهادة الكفاءة التي لم يستطع بها أن يجد وظيفة دخلها جيد
فعمل سيكورتي على أحد مباني الدور الاجتماعية براتب زهيد جدا لأن الدار
توفر وظائف حسب المؤهلات العلمية ومؤهله لم يجد به وظيفة سوى سيكورتي
في تلك الفترة بحيث لم يستطع أن يحصل على أفضل منها ...
كان يفكر بالارتباط الجدي والزواج من وجدان ولكن كيف سيرتبط بها بهذا الراتب
الزهيد وكيف سيستطيع تحمل المسؤولية عن بيت وحياة مستقلة خاصة أن من يبدأ
حياته خارج الدار تتخلى الدار عن رعايته وعليه أن يتحمل المسؤولية لوحده
قد يجد مساعدة للمهر والزواج وتكاليف الحفلة وبعض أثاث المنزل لكن لا تتحمل الدار
دفع الإيجار أو المصروف الشهري وكان يحدث وجدان أوقاتا كثيرة ويخبرها بأنه يتمنى
أن يرتبط بها ويعيش معها كل حياته وعمره المتبقي وكانت هي تبادله نفس الشعور
وتخبره بأنها راضية به كما هو بشهادته وبمستواه ووضعه الاجتماعي ووظيفته ....

" يتبع "
المهم أن ناصر قرر التقدم لوجدان بطريقة رسمية وتقدم لها
وطبعا تم رفضه لأن وظيفته لا تكفي لفتح بيت و......الخ
وهنا ازدادت المسألأة تعقيدا حتى إنه تم رفضه دون أخذ
رأي صاحبة الشأن أو حتى سؤالها عن رأيها ...
ربما كانوا لا يعلمون بالعلاقة العاطفية التي تربط بين ناصر ووجدان
ولكن تم رفضه لأسباب مادية طبعا ....
اتصل ناصر بوجدان وأخبرها بأنهم رفضوا زواجه منها لأن راتبه قليل
ولايؤهله لفتح بيت وبدء حياة جديدة مستقلة ...
تأثرت وجدان كثيرا ولم تكن مقتنعة بسبب الرفض خاصة أنها لم تكن
تفكر في الجانب المادي ولأنها كانت تعرف مسبقا راتبه ووضعه
وكل تلك الأمور لم تكن مهمة بالنسبة لها ....
أخبرها ناصر بأنه لن يتخلى عنها وبأنه سيتقدم مرة أخرى لها
ولكن عليها هي أيضا أن تفعل شيئا لأجله وأن لا تقف مكتوفة الأيدي
خاصة أن الحياة حياتها وليس من حق أحد أن يتخذ القرارات عنها ...
تقدم لها مرة أخرى وأيضا تم رفضه مرة أخرى وقالوا له طالما أنت سيكورتي
فمن المستحيل أن تتزوجها وكيف ستسطيع أن توفر لها نفس المستوى
الذي تعيشه في الدار وكيف تستطيع أن توفر لها الكماليات بل حتى الأساسيات و......الخ
وازدادت الأمور تعقيدا ولكنه ظل مصرا على الزواج منها
بعد مدة تقدم خاطب آخر لوجدان وكان وضعه المادي أفضل بكثير من ناصر
وقد أتى من مدينة أخرى المهم أن الإدارة وافقوا عليه ...
لكن وجدان رفضت وكانت قد قررت أن ترفض كل الخاطبين وأن لاتتزوج إلا بناصر
كان ناصر على علم بالخاطب الجديد وهنا طلب من وجدان أن تتخذ موقفا حاسما
إما أن تفعل شيئا أوأنهما فعلا يرضخا للأمر الواقع و يفترقا ....
فطلب منها أن تذهب للمديرة وتصارحها برغبتها بالزواج منه وتخبرها بأنها
تريده وراضية به وبظروفه ....
ترددت وجدان كثيرا خاصة أن الموقف محرج وأنها لا تدري كيف ستكون ردة فعل الإدارة
ولكن تحت إصرار ناصر والضغوط قررت الذهاب للمديرة ومصارحتها بالموضوع خاصة أنه ذلك
هو الحل الوحيد والأمل المتبقي لهما ....
فعلا اتجهت للمديرة في صباح أحد الأيام وقالت لها ليش ترفضون ناصر وأنا أبغاه وأنا
موافقة على ظروفه ...........الخ
فقالت لها المديرة للأسف الموضوع ليس بيدي وقرار الرفض لم يكن قراري وإنما كان
من مصادر عليا وأنا لا أملك القرار والموافقة إلا بعد موافقتهم وقرارهم ....
هنا ازدادت حيرة وجدان وناصر ولم تعد تدري ماذا تفعل ومرت أيام وأسابيع وأشهر
وهما يفكران في حل وأخيرا طلبت وجدان من المديرة أن توضح الصورة للمسؤولين
وأن تخبرهم بموافقتها ورغبتها في الزواج منه بعد أن تقدم لها طبعا للمرة الخامسة
ربما وفعلا تم نقل الموضوع وتمت الموافقة بعد تغيير وظيفته وإيجاد وظيفة أخرى حكومية
وأيضا في إحدى الدور لكن كانت وظيفته الجديدة مراقب براتب أكثر من قبل وبأمان
وظيفي .....
تزوجت وجدان من ناصر قبل عدة أشهر فقط وبعد قصة حب بدأت من الطفولة وبعد رفض لزواجهما
استمر ثلاث سنوات أو أربع سنوات متتالية , تزوجت بعد معاناة ...
وبعد أن أصيبت بمرض مزمن وبعد أن عانت الكثير ............
تزوجت قبل عدة أشهر فقط وهاهي الآن عروسة في منزلها هنا في نفس المدينة وقد
زارتنا مرتين بعد زواجها وكانت سعيدة جدا وأسأل الله أن يديم السعادة عليها ....
  رد مع اقتباس