
2011- 2- 4
|
 |
متميز في قسم المواضيع العامة
|
|
|
|
الحوار لغة الشعوب الواعية ..!
ببسيط العبارة وبعيدا عن المصطلحات الإنشائية والجمل المطاطة والفضفاضة.. ان امة او مجتمعا او عائلة تنتفي في أوساطها مفردة الحوار ..هي مجتمعات خرساء وبائسة تعيش على الزعيق وثقافة الضجيج. والنميمة والنفاق . تختنق في حنجرتها مساحة ألوان المتكلمين وبصماتهم المختلفة لتستحيل إلى لون واحد باهت متفرد وطارد.
الحوار الراقي قد أشبهه بحوض سمك الزينة الشفاف الذي يسمح بان تكون الرؤية واضحة للعيان لا غبش ولا غبار يعيق نفاذ الرؤية في قراءة التفاصيل، ولكنه مع كل ذلك الوضوح يسمح لكل كائن حقه في التعبير وحقه في الخصوصية وحقه في الحركة وحقه في إبداء طبيعة لونه التي تتشكل بالتالي مع الألوان الأخرى لصنع لون الحياة الذي يفضي بالتنوع دائماً..!
الحوار: ضرورة حتمية وملحة .. لتكوين مجتمع تتناغم أصوته خلف اركسترا الفطرة لتخلق سيمفونية تشارك فيها كل أدوات العزف من وترية ونحاسية وخشبية.. بنبرات حادة.. ولينة.. ومزيج بين هذه وتلك تطرب له النفوس وتنجذب له الألباب.. لان النغمة الواحدة المستمرة مملة (هكذا يقول أستاذ المنطق واللسانيات أحمد با محرز و ت ر ف !)
يقول الدرعمي ..
(عندما نفقد الجسر لا يمكننا العبور إلى الضفة الأخرى من أنهار الآخرين . وقد يكون سبب فقدان الجسر إما لأننا نجهل أهميته أو أننا لم ننشأ على استخدامه منذ التربية الأولى فى حياتنا والجسر هو الحوار بالطبع)
الحوار لا يجب ان نتنازل عنه تحت أي ظرف ولا نغفله او نجعله وكأنه حالة من الرفاه.. او كأنه زائدة دودية في جسم التواصل ليس له أهمية!! لأنه في آخر المطاف بصمة هويتنا تجاه الآخرين..
الحوار الصادق ان أقول ما اعتقد به وافهمه حتى أتعرى من أصباغي و أقنعتي وان تعطيني وقتي في ان ابسط وجهة نظري كاملة.. وتعطيني إلزاما حقي في الإصغاء.. لان منقبة الإصغاء فن متفرد بحد ذاته.. بل احسبه هو الركن المقدس الذي يطوف حوله حجيج المتحاورين..
قال تعالى:
﴿ وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ﴾ ( الكهف : 34)
وقال تعالى :
﴿ قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم سواك رجلا ﴾ (الكهف : 37)
عكسه الحوار والجسور والتواصل ..- بلدوزر - الاستبداد الذي يــفرض عليك قناعات معينة ..... ويبلعك كبسولة جاهـزة عنوة... أو يدخلك في دائرة التروس التي تسوقك بسلطان الترس الأكبر.. مما يفقد بقية التروس حرية التعبير وان أرادت ان تعبر او تعترض تكسرت تروسها!! (هكذا تقول عالمة التروس الفاتنة !!)
ما يفقد الحوار قيمته وطعمه وراحته عندما ادخل الحوار متحمس وكأنني ادخل ميدان القتال اما مهزوم بالحجة او منتصر بلجة ! وما يجرده - ذلك المخلوق المقدس - من معانيه عندما اعتقد أني بتنازلي عن رأيي الخاطئ افقد شي من كرامتي او مبادئي !! . مع ان جملة تلك المفردات تعد من مناقب الفرسان والنبلاء وتفصح عن الثقة بالنفس.. وما يفقده أكثر..عندما أتجاوز جزئية سمة الإصغاء.. الى خطة مداهمة المحاور وشن الهجوم المعاكس عليه لكي اعصف برأيه وأسفهه لأنه لا يعنيني بحال من الأحوال منطقة بقدر ما يعنيني ان لا ينتصر رأيه..!
على قولت الكاتبة الاستراتيجي العضو حياة - أربكه ولا تقنعه -
خاتمة:
الحوار هو جملة الحياة وتفاصيلها
 
|