|
رد: ملخص النحو التطبيقي2 جاهز .. منقول
المحاضرة السادسه
أولاً العطف
تعلّمتَ أنّ الحالات الإعرابية هي أربع حالات:
الرفع والنصب والجزم والجرّ، ولكل كلمة في اللغة حالة إعرابية من هذه الحالات بحسب الوظيفة التي تؤديها، فهنالك مرفوعات ومنصوبات ومجزومات ومجرورات.
لكنّ هناك طائفة من المواقع الإعرابية لا نستطيع القول إنها من المرفوعات أو المنصوبات أو.....لأنها تابعة لما قبلها في إعرابها، فإذا كان ما قبلها مرفوعاً كانت مرفوعة، وإذا كان ما قبلها منصوباً كانت منصوبة ...وهكذا، هذه الطائفة سمّاها النحاة التوابع وهي العطف والنعت والبدل والتوكيد
العطف
العطف في اللغة الثنيُ، تقول عطفتُ قضيب الحديد، أي ثنيتَ طرفاً على طرف، وفي الاصطلاح العطف نوعان:
أولاًـ عطف النسق:
وهو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد أحرف العطف التي سنذكرها، نحو: اشتريتُ لبناً وزيتاً ولحماً وخبزاً. فـ(زيتاً) معطوف على (لبنا) بوساطة الواو. والعطف يكون على أول مذكور، لذا فـ(خبزاً) معطوف على(لبناً) وليس على(لحماً)ولا يتبع المعطوف المعطوف عليه إلا في الإعراب، فلا يتبعه في التعريف والتنكير أو الإفراد والتثنية والجمع.
ومعنى ذلك أنه يجوز عطف نكرة على معرفة، نحو:جاء زيد ورجل ويجوز عطف مثنى على مفرد، نحو: حضر أبي وضيفان.
لكنّ المعطوف يجب أن يتبع المعطوف عليه في إعرابه رفعاً ونصباً وجزماً وجراً:
نجحَ خالدٌ وأخوه (معطوف على(خالد) مرفوع وعلامة رفعه الواو)
قابلتُ المعلمةَ والطالباتِ (اسم معطوف على المعلمة منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم)
إذا لم تدرسْ وتجتهدْ فلن تنجح (فعل مضارع مجزوم لأنه معطوف على مجزوم وعلامة جزمه السكون
حروف العطف تسعة هي:
الواو ، والفاء ، وثم ، وحتى ، وأمْ ، وأوْ ، ولا ، وبلْ ، ولكنْ .
معاني حروف العطف :
1 ـ الواو : تفيد مطلق الجمع والمشاركة بين المتعاطفين دون التقيد بترتيب،
فنقول: خلق الله آدم والناس أجمعين، ولنا أن نقول: خلق الله الناسَ وآدمَ، مما يدل على أنه لا يشترط فيها الترتيب، وعندما تقول: وصل عليٌّ ومحمدٌ، فقد يكون علي وصل أولاً وقد يكون محمد وصل أولاً وقد يكونان قد وصلا معاً. وقد تحتمل الترتيب كما في قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها }فهذه أحداث مرتبة على التوالي
2ـ الفاء : تفيد العطف مع الترتيب والتعقيب . أي العطف بلا مهلة أو تراخ .
نحو : دخل المعلم فالطالب.
أفادت الفاء أن دخول الطالب جاء بعد دخول المعلم(وهذا الترتيب) مباشرة وبلا مهلة (وهذا التعقيب) والمهلة تكون بحسب المقام، فإذا قلت: نزل المطر فنبت الزرع، صحّ ذلك على الرغم من وجود مهلة بين الحدثين، لكنهما متعاقبان في الواقع وليس بينهما حدث فاصل، لكن لا يصحّ أن تقول: نزل المطر فأحصد الزرعُ، لوجود أحداث بين الحدثين.
ـ ثم : تفيد العطف مع الترتيب والتراخي ، أي بمهلة .
نحو : درست النحوَ ثم الأدبَ، نلاحظ أن المعطوف وهو(الأدب) وقع بعد المعطوف عليه بترتيب وتراخ ، أو مهلة ، بمعنى أن الدراسة للنحو والأدب تمت في آن واحد ، ولكن أحدهما وهو المعطوف عليه قد تمت دراسته أولا ، ثم تلاه بعد فترة دراسة المعطوف .
ومنه قوله تعالى: { والله خلقكم من تراب ثم من نطفة } .
أي كان الخلق أولا لآدم من التراب ، وهو المعطوف عليه ، ثم لبني آدم من النطفة ، وهو المعطوف، وقد تأخر خلق بني آدم عن أبيهم.
- حتى : تفيد الغاية والتدريج، فإذا قلتَ: أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها، فإنك تدرجت في أكلها حتى وصلت إلى رأسها وهو أقل الأشياء منزلة فيها فأكلته.
وتقول:مات الناسُ حتى الأنبياءُ، أي إن الموت طال الناس جميعاً حتى وصل الأنبياء وهم أعلى الناس رتبةً.
فلكي تكون (حتى) حرف عطف لا بد أن يكون ما بعدها غاية في الزيادة أو النقصان بالنسبة لما قبلها، مثل: وصل الحجاجُ حتى المشاةُ، ولا يجوز أن تقول: يموت الناسُ حتى الرجال، لأن الرجال ليسوا أحط من الناس ولا أعلى منهم.
لذلك يجب أن يكون المعطوف جزاء من المعطوف عليه .
أما إذا كان ليس جزءا منه أو لم يشمله الحكم فهي عندئذ حرف جر ليس غير . نحو : قرأت الصحيفةَ حتى الصفحةِ الأخيرة(إذا لم تقرأ الصفحة الأخيرة)أي : قرأت الصحيفة إلى الصفحة الأخيرة .
وقد تأتي(حتى) حرف ابتداء، وما بعدها جملة مستأنفة .
كقول الشاعر :
فما زالت القتلى تمجُّ دماؤها بدجلةَ حتى ماءُ دجلة أشكلُ
فحتى في البيت السابق حرف ابتداء ، وماء مبتدأ ، ودجلة مضاف إليه ، وأشكل خبر ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
وبناء على ذلك جاز في قول الشاعر:
ألقى الصحيفةَ كي يخفّفَ رحلَه والزادَ حتى نعلَه ألقاها
نصب (نعل) ورفعه وجره، فالنصب على أنه معطوف على الصحيفة، والجر على أن حتى حرف جر، والرفع على أن حتى حرف استئناف، ونعل مبتدأ وجملة(ألقاها) خبر.
5 ـ أو : وتفيد مع العطف عدة معاني، فإذا جاءت بعد طلب أفادت التخيير أو الإباحة والفرق بينهما أنه في التخيير لا يجوز لك الجمع بين المتعاطفين، فإذا قيل لك: تزوّج فاطمة أو أختها، كانت للتخيير فقط، لأنه لا يجوز أن تتزوج الأختين معاً، وإذا قيل لك: خذ قلما أو مسطرة، فقد يكون المقصود التخيير أو الإباحة.
أما إذا جاءت بعد جملة خبرية فإنها تفيد الشك، نحو: علامتك سبعون أو ثمانون.
ومنه قوله تعالى : { لبثنا يوما أو بعض يوم }.
ومن معانيها كذلك التقسيم . نحو : الكلمة اسم أو فعل أو حرف
6ـ أم : وتكون متصلة إذا كانت بعد همزة استفهام ، أو بعد همزة التسوية .
فمثال مجيئها بعد همزة الاستفهام : أقرأت القصة أم القصيدة ؟
ومنه قوله تعالى : { أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون }.
ومثال مجيئها بعد همزة التسوية قوله تعالى : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا }.
وإذا وقعت أم بعد هل الاستفهامية سميت بالمنقطعة لأنها تفيد الإضراب، ومنه قوله تعالى:{هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} أي بل هل تستوي...
ـ بل: تفيد الإضراب، وإذا جاءت بعد كلام مثبت فمعناها سَلْبُ الحكم عما قبلها وجَعْلُه لما بعدها مثل(قَامَ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو) ف(بل) نفت حكم القيام عما قبلها وأثبتَّه لما بعدها، وإذا جاءت بعد نفي أو نهي أفادت تَقْريِرُ حكم ما قبلها وَجَعْلُ ضِدَّهِ لما بعدها كقولك(لاَ يَقُمْ زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو ).
8 ـ لا : تفيد العطف مع نفي الحكم الثابت لما قبلها عما بعدها، لذلك لا يجوز العطف بها إلا بعد الإثبات.نحو : اشتريت لحما لا سمكا.
9 ـ لكن : تفيد العطف مع الإضراب ، مثل بل تماما، ولا يجوز العطف بها إلا بعد النفي، أو النهي.نحو : ما قرأت التاريخ لكن العلوم.
ثانياًـ عطف البيان.
تعريفه : هو تابعٌ جامدٌ(ليس وصفاً مشتقاً) أشهر من متبوعه ، ويأتي لتوضيحه .
نحو : رحم الله أبا حفص عمر . وكرّم الله أبا تراب عليا .
لا حظ أنه يجوز الاستغناء عن عطف البيان فإن قلت : رحم الله أبا حفص . اكتمل المعنى ، وتمت الجملة .
وإن قلت : رحم الله عمر . كذلك جائز . ومن هنا يمكننا أن نقول : إن عطف البيان هو البدل، وكل ما جاز إعرابه عطف بيان جاز إعرابه بدلاً إلا في مسألتين:
الأولى: إذا امتنع الاستغناء عنه نحو (هِنْدٌ قَامَ زَيْدٌ أَخُوهَا ) فلا يجوز الاستغناء عن (أخوها لذا وجب اعتباره عطف بيان وامتنع اعتباره بدلاً.
الثانية: إذا امتنع إحْلاَلُه محلّ الأول نحو( يَا زَيْدُ اَلحْارِثُ ) فلا يجوز أن تقول: يا الحارث، لأنه لا يجوز نداء المعرف بأل مباشرة.
ومن مميزات عطف البيان عن البدل، أن المقصود بالحديث في عطف البيان هو الأول ، والثاني بيان له،أما المقصود بالحديث في البدل فهو الثاني، والأول توطئة له.
|