ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام - عرض مشاركة واحدة

هاوووي الجنون · 2011- 3- 31

لا وقت للتأمل ..ولا للقراءة

ست دقائق فقط «يهدرها» العربي من السنة في القراءة وفقا لنتائج مؤتمر دولي عقد في القاهرة قبل يومين , فيما يستهلك الدقائق الباقية من العام في البحث عما يفيد ويغني وعما يشبع ويستر العورة !!‏
قد تكون الإحصائية إياها مدسوسة وفقا لرأي البعض المتفائل دون سبب , أو قد تكون إحدى الصناعات الاستعمارية أو المخابراتية التي تبحث عما يحبط العربي ويدفعه إلى اليأس والقنوط , وقد تكون غير دقيقة وعشوائية أو صادرة عن مراكز إحصائية متخلفة وغير موضوعية أو علمية , لكن واقع الحال العربي يتفق معها ويؤكدها بفارق ارتياب ما , يجعلها قابلة للتصديق والتحقق , فالأمية منتشرة على نطاق واسع ودون إحصائيات أو أرقام , والوعي والثقافة العامان في الدرك الأسفل , والخبرات والعقول مغتربة ومهاجرة أو مغربة داخل وطنها وعلى أرضها , وإلا فكيف لأمة تعد مئات الملايين من البشر ولجغرافيا تمتد لملايين الكيلومترات أيضا ولثروات لا تعد ولا تحصى , أن تظل رهن من يورد لها الغذاء لتقتات والسلاح لتدافع عن نفسها ؟‏
أليست أزمة الغذاء الحادة والمتفاقمة في العالم العربي رغم اتساع الأراضي القابلة للزراعة ورغم وجود الأنهار الكبرى , هي واحدة من عقابيل الدقائق الست اليتيمة التي «يهدرها « العربي في القراءة , والذي لم يعلم يوما أن ثمة محراثا رومانيا قديما, سبق وأطعم الامبراطورية الرومانية كلها , يمكن أن ينجز الكفاية الزراعية إن لم يتوفر الجرار والحصادة .. والمثال الصيني لا يزال حاضرا في الذهن وفي الكتاب إن توفر من يقرأ ؟‏
أليس حال الفتنة والانقسام والتشرذم والشعوذة السائد في العالم العربي وفي أقطاره ومجتمعاته , رغم توفر الفضائيات والحجز الميسر على الأقمار الصناعية , هو واحد أيضا من عقابيل الدقائق الست المهدورة في القراءة عند العربي الذي لم يعلم ولم يقرأ يوما أن مجرد الاستحواذ على التقنية وامتلاكها لا يعني بالضرورة إجادة استخدامها ولا أخلاقية توظيفها ؟‏
بالطبع , ليست المسألة في مصادر الإحصائيات وموضوعيتها أو علميتها أو تسييسها وعدمه , ولا هي في المقارنة مع المجتمعات الأخرى غربية أو شرقية , بل هي في ما ينطبق من هذه الإحصائيات على الوقائع الجارية ويترجمها , ولن نختلف حينئذ حول معدل القراءة عند العربي سواء كان ست دقائق أو ستين دقيقة , وحتى لو تساوت نسب القراءة في العالم العربي مع مثيلاتها في الغرب وأميركا , فإن العربي , وبحكم الفارق بينه وبين الآخرين , أحوج لأن تكون نسبته عدة أضعاف ما لدى الآخرين من القراءة أو العمل أو غيره كي يتمكن من اللحاق وردم الفجوات !‏
أذكر قصيدة إنكليزية قديمة تشكو ضيق وقت التأمل والاستمتاع بالطبيعة والاسترخاء , لكنني لا أذكر قصيدة عربية تشكو ضيق الوقت المخصص للعمل أو القراءة !!‏

2011- 3- 31	#120
هاوووي الجنون متميز في الفنون الادبيه الملف الشخصي: رقم العضوية : 47768 تاريخ التسجيل: Mon Feb 2010 المشاركات: 2,505 الـجنــس : ذكــر عدد الـنقـاط : 8904 مؤشر المستوى: 96 بيانات الطالب: الكلية: التربيه الخاصه الدراسة: انتساب التخصص: خريج المستوى: ماجستير	رد: اللؤلؤ المنثور لا وقت للتأمل ..ولا للقراءة ست دقائق فقط «يهدرها» العربي من السنة في القراءة وفقا لنتائج مؤتمر دولي عقد في القاهرة قبل يومين , فيما يستهلك الدقائق الباقية من العام في البحث عما يفيد ويغني وعما يشبع ويستر العورة !!‏ قد تكون الإحصائية إياها مدسوسة وفقا لرأي البعض المتفائل دون سبب , أو قد تكون إحدى الصناعات الاستعمارية أو المخابراتية التي تبحث عما يحبط العربي ويدفعه إلى اليأس والقنوط , وقد تكون غير دقيقة وعشوائية أو صادرة عن مراكز إحصائية متخلفة وغير موضوعية أو علمية , لكن واقع الحال العربي يتفق معها ويؤكدها بفارق ارتياب ما , يجعلها قابلة للتصديق والتحقق , فالأمية منتشرة على نطاق واسع ودون إحصائيات أو أرقام , والوعي والثقافة العامان في الدرك الأسفل , والخبرات والعقول مغتربة ومهاجرة أو مغربة داخل وطنها وعلى أرضها , وإلا فكيف لأمة تعد مئات الملايين من البشر ولجغرافيا تمتد لملايين الكيلومترات أيضا ولثروات لا تعد ولا تحصى , أن تظل رهن من يورد لها الغذاء لتقتات والسلاح لتدافع عن نفسها ؟‏ أليست أزمة الغذاء الحادة والمتفاقمة في العالم العربي رغم اتساع الأراضي القابلة للزراعة ورغم وجود الأنهار الكبرى , هي واحدة من عقابيل الدقائق الست اليتيمة التي «يهدرها « العربي في القراءة , والذي لم يعلم يوما أن ثمة محراثا رومانيا قديما, سبق وأطعم الامبراطورية الرومانية كلها , يمكن أن ينجز الكفاية الزراعية إن لم يتوفر الجرار والحصادة .. والمثال الصيني لا يزال حاضرا في الذهن وفي الكتاب إن توفر من يقرأ ؟‏ أليس حال الفتنة والانقسام والتشرذم والشعوذة السائد في العالم العربي وفي أقطاره ومجتمعاته , رغم توفر الفضائيات والحجز الميسر على الأقمار الصناعية , هو واحد أيضا من عقابيل الدقائق الست المهدورة في القراءة عند العربي الذي لم يعلم ولم يقرأ يوما أن مجرد الاستحواذ على التقنية وامتلاكها لا يعني بالضرورة إجادة استخدامها ولا أخلاقية توظيفها ؟‏ بالطبع , ليست المسألة في مصادر الإحصائيات وموضوعيتها أو علميتها أو تسييسها وعدمه , ولا هي في المقارنة مع المجتمعات الأخرى غربية أو شرقية , بل هي في ما ينطبق من هذه الإحصائيات على الوقائع الجارية ويترجمها , ولن نختلف حينئذ حول معدل القراءة عند العربي سواء كان ست دقائق أو ستين دقيقة , وحتى لو تساوت نسب القراءة في العالم العربي مع مثيلاتها في الغرب وأميركا , فإن العربي , وبحكم الفارق بينه وبين الآخرين , أحوج لأن تكون نسبته عدة أضعاف ما لدى الآخرين من القراءة أو العمل أو غيره كي يتمكن من اللحاق وردم الفجوات !‏ أذكر قصيدة إنكليزية قديمة تشكو ضيق وقت التأمل والاستمتاع بالطبيعة والاسترخاء , لكنني لا أذكر قصيدة عربية تشكو ضيق الوقت المخصص للعمل أو القراءة !!‏