2007- 4- 3
|
 |
مؤسس الملتقى
|
|
|
|
العالم مهدد بظهور جراثيم لا علاج لها !
دعوات طبية لترشيد استعمال المضادات الحيوية في المملكة
العالم مهدد بظهور جراثيم لا علاج لها !
د.سامي حسين الحجار
لعل من أبرز الإنجازات الطبية التي شهدها العالم هي اكتشاف المضادات الحيوية للقضاء على الأمراض الخطيرة التي تسببها الجراثيم والتي كانت إلى عهد قريب تهدد حياة الملايين من الأطفال والبالغين. هذا وقد أدى الاستعمال المفرط للمضادات وسهولة الحصول عليها من غير وصفات طبية إلى فقد العديد منها لفعاليته، ومما زاد في تعقيد الأمور عزوف العديد من الشركات الدوائية عن إنتاج مضادات حيوية جديدة في السنوات الماضية فبات العالم مهدداً بظهور جراثيم لا علاج لها.
ولقد سارعت العديد من الدول إلى وضع سياسة صارمة للحد من استعمال ظاهرة الجراثيم المستعصية لتأثير المضادات تمثلت بسن العديد من القوانين لترشيد استعمال المضادات الحيوية من قبل الأطباء، وكذلك ضبط عملية صرفها من الصيدليات، والمملكة كغيرها من دول العالم اصبحت مهددة بهذه الجراثيم فلقد طالعتنا دراسات وطنية عديدة تشير إلى تنام في ظهور الجراثيم المستعصية، فجرثومة المكورات الرئوية (تسبب الحمى الشوكية ، التهابات الأذن الوسطى والجيوب الأنفية والتهابات الرئة) أصبحت مقاومة لمركبات البنسيلين بنسبة 64% وبنسبة 26% لمركبات الإيريثروميسين و 6% لمركبات السيفالوسبورين من الفئة الثالثة والتي تستعمل وريدياً وجرثومة المكورات العقدية (أ) أصبحت هي الأخرى مقاومة لمركبات الإيريثروميسين بنسبة 3% . كما أظهرت الدراسات التي قمنا بإجرائها أن ما يقرب من 66% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 86سنوات تم إعطاؤهم المضادات الحيوية لإصابتهم بالتهاب الحلق أو الزكام في حين تمكن الأهل من الحصول على المضادات الحيوية في 10% من الحالات بدون وصفة طبية.
وإذا نظرنا لأسباب المشكلة في المملكة العربية السعودية نجدها تتلخص بالآتي :
- التساهل المفرط في صرف المضادات الحيوية للأمراض التي تسببها الفيروسات كالزكام والانفلونزا.
- استعمال مضادات حيوية واسعة التغطية للجراثيم في حالات يتطلب الأمر فيها استعمال مضادات بسيطة.
- عدم معرفة غالبية الأطباء الممارسين بنتائج الدراسات الوطنية بتواجد الجراثيم المستعصية وعدم معرفتهم بالمضادات المناسبة لعلاجها وبالأخص جرعة المضاد وفترة العلاج.
- سهولة الحصول على المضادات الحيوية في غالبية الصيدليات من دون وصفة طبية.
وعلى الرغم من وجود ضوابط في وزارة الصحة وآليات لضبط هذه المشكلة فإن تطبيقها محدود ونظراً لما نعلمه من حرص الوزارة على صحة الطفل والمجتمع رأينا عرض هذا الموضوع وكلنا أمل أن يلقى ما طرحناه اهتمامكم.
د.سامي حسين الحجار
استشاري ورئيس قسم الأمراض المعدية للأطفال
|