كيف تبني صرح التفاؤل ؟؟
ما تراه أمام عينيك , وما يظهر لك كلما فتحت جفونك !! هو في الحقيقة ما تعمق في نفسك , وما استقر في مشاعرك , وما سكن في وجدانك .فإن كان خوفا طفت في الخوف , وإن كن جبنا سبحت في الجبن , وإن كان كرها غرقت في الكره , وإن كان حقدا سرحت في الحقد .
تبدأ أولاً : في خواطرك ثم في أوهامك ثم في خيالك ثم تصدق ذلك , فينقلب إلى خلق سرعان ما يتحول باعتياده وتكراره إلى طبع وسجية , فيصير بعد ذلك سلوكك في الحياة , وللأسف سلوك يقيدك ويسجنك في قفص لا فكاك منه من الحسد والخوف والغيرة والكره والجبن والغضب والانفعال, وكل هذا هم جنود التشاؤم وأبناء الإحباط يأخذونك إلى جو أسود ,وكأن الدهر قد انتهي أمره , وكأن الزمان قد ولي شأنه , وكأن المستقبل قد اختفي غيبه , فلا حاضر نعيشه , ولا ماضي يدفعنا , ولا مستقبل ينتظرنا !! .
وكما قيل : إن الصخرة التي يلقيها القوي ليحفر طريقه هي نفسها التي تعترض الضعيف ويحسبها جبلاً لا يستطيع تجاوزه !!! .
إذن البناء يحتاج إلى مراحل والتفاؤل ما هو إلا خطوات محددة , وهذه الخطوة الأخيرة هي خطوة القوي وتتمثل في أمرين : حسن الظن بالله مصرف الأيام والليالي , ثم حسن الظن بالناس جميعا , حيث لا مناص من معايشتهم .
فهو مع ربه آمن مطمئن قوي قادر قاهر مقتحم ناجح , بالحب لا بالكره , بالثقة لا بالحقد , بالود لا بالحسد , بالأمن لا بالخوف , بالشجاعة لا بالجبن .
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على شاب في مرضه فقال له : كيف تجد قلبك ؟ قال : أرجو رحمة الله وأخاف ذنوبي , فقال النبي الكريم : ما يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف .
فلماذا القلق وفي داخلك كنز عظيم , وهذه الخطوات واضحة وصريحة لمن أراد بناء صرح التفاؤل , فهو أعظم بناء في الوجود لا يفني , وهو منهج حياة من خطوات واثقة عميقة صادقة , في داخل كياننا , فماذا ينتظرنا ؟ ولماذا لا نبدأ على الفور ؟.