2009- 2- 21
|
#24
|
|
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: لنكن متفائلات و إيجابيات :)

الكبار واليأس
اليأس لا يعرف إلى الكبار طريقًا، فهم مُحصَّنون منه بكتاب الله وكلمات الله.. إنها التربية العظيمة التي تمنحهم القوة على مجابهة الأمواج العاتية والظروف الحالكة، وكيف ييأس الكبار وربهم يناديهم ويدعوهم إلى عدم اليأس أو القنوط ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53).
وكيف ييأس الكبار وقد أخبرهم ربهم أن اليأس صفة الذين ضلوا الطريق وفقدوا الدليل ﴿قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ (الحجر: 56).
أهمية التفاؤل
التفاؤل لا غنى عنه لمن أراد أن يخطوَ للإمام ويصعد للقمم.. إنه السلاح الذي يقهر الخوف واليأس في نفس المؤمن.. إنه الصخرة التي يتحطَّم عليها كل صعب متشدِّد.. إنه الدابة التي يمتطيها الطالب نحو تحقيق هدفه والنبوغ في تخصصه.. إنه الوسيلة التي لا عوضَ عنها لمن أرد مصارعة المستحيل والتغلب عليه.
ومن فقد التفاؤل والأمل كان كمن دخل معركته بلا سلاحٍ يُقاتل به عدوَّه، لا.. بل قل إن شئت إنه فقد القدرة على القتال والحافز على الاستبسال؛ فقد دخل معركةً خاسرةً لا محالة.
حاجة الناس إلى التفاؤل
الكبار يوقنون أن الحياة بدون تفاؤل حياة لا روح فيها؛ فالتفاؤل يعني عندهم الأمل في مستقبل مشرق، واليأس في نظرهم سهمٌ مسمومٌ يصيب الإنسان في مقتل، فإذا به جثة هامدة لا حراك فيها، وإن نبضن عرقه وضخَّ القلب الدم في جسمه.
الكبار يستعينون بالتفاؤل والأمل في تجاوز محنهم، والقيام من عثراتهم، فلا غنى لأحد عن التفاؤل؛ فالطالب في حاجةٍ له كي يستسهل الصعاب في طريق تفوُّقه، والزارع حين يجدُّ ويجتهدُ يدفعه التفاؤل والأمل في حصاد يجمع فيه ثمرة تعبه ونصبه، والتاجر يغدو ويروح، يسافر ويرحل؛ يحمل البضائع ويتحمَّل مشاقَّ بيعها وتسويقها، يدفعه التفاؤل إلى الربح الحلال الوفير، والعالم يصبر ويُثابر في معمله، يُجري تجاربه فينجح مرةً ويخفق أخرى يدفعه التفاؤل إلى مواصلة العمل حتى يحقق النجاح ويصل إلى نتائجه.
والتفاؤل يحتاجه الجندي في ميادين المعارك؛ أملاً في تحقيق النصر، ويحتاجه المريض الملازم للفراش فيتحمَّل مرارة الدواء أملاً قي تحقق الشفاء وعودة الصحة والعافية، والتفاؤل يحتاجه الشعب المقهور المُحتل، فتهون عليه تضحياته وآلامه أملاً في الاستقلال والحصول على الحرية.
والتفاؤل يحتاجه المؤمن في سيره إلى الله؛ فهو يصبر على لأواء الطريق فليزم طاعة ربه، ويبتعد عن معصيته، فيتبع نبيه في كل ما أمر حتى وإن خالف هواه؛ أملاً في نيل جنته والفوز برضوانه.
اليأس وأثره
كما أن التفاؤل له أثره العظيم في نفوس الكبار في دفعهم للأمام، وتحقيق أهدافهم وتحديهم للصعاب والتغلب عليها؛ فإن اليأس والقنوط لهما أثرهما أيضًا السلبي على أصحاب الهمم الواهية والعزائم الفاترة والإرادة الضعيفة.
فاليأس متى تطرَّق إلى نفس الجندي والمقاتل قبل أن يدخل معركته، فإنه سيخسرها لا محالةَ وإن تزوَّد بأحدث الأسلحة وأشدّها فتكًا، واليأس إذا تمكَّن من نفس المريض فسيموت ويهلك وإن أخذ الدواء والتزم إرشادات الأطباء وتعليمات الحكماء.
واليأس سيقتل الطموح والرغبة في الارتقاء وإثبات الذات وإن سُخِّرت الإمكانات وزُلِّلت الصعاب ومُهِّدت الطرق، واليأس سيقطع الطريق على العبد متى أخطأ في حق مولاه، وسيمنعه من العودة إلى حظيرة الإيمان، وسيُغلق في وجهه الأبواب المفتَّحة له كي يعود.
واليأس سيجعل الطالب متى يئس من النجاح أن يستسلم للفشل، ويترك طريق الجِدِّ والاجتهاد، ويُرحِّب بالراحة والدعة، ولن يُجديَ معه نصحٌ ولن يشمَّ طريق التفوق وإن حصل على الدروس الخصوصية في جميع المواد.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أميرة التميز ; 2009- 2- 22 الساعة 03:07 PM
|
|
|
|