والعجب من الفارسي يقول في قوله تعالى: {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} إنها بدل من الأخدود: بدل اشتمال!
والنار جوهر قائم بنفسه، ثم ليست مضافة إلى ضمير الأخدود، وليس فيها شرط من شرائط الاشتمال، وذهل أبو علي عن هذا، وترك ما هو أصح في المعنى وأليق بصناعة النحو، وهو: حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه؛ فكأنه قيل: "أصحاب الأخدود أخدود النار ذات الوقود"؛ فيكون من بدل الشيء من الشيء، وهما لعين واحدة، كما قال الشاعر:
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا
على رواية الجر في "ثدي أم" أراد "لبان ثدي"، فحذف المضاف.
ونقله مستحسنا ابن القيم في بدائع الفوائد.