وهذي محاضرة
موقف القران الكريم من الادب والشعر والشعراء ..
قال تعالى"الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وقعها في السماء تؤتي اؤكلها كل حين يأذن بها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار"
وقد فسرها الامام البيضاوي "فسرت الكلمة الطيبة بكلمة التوحيد ودعوة الاسلام والقران وكلمة الخبيثة بالشرك بالله والدعاء بالكفر والتكذيب بالحق ولعل المراد بها مايعم ذلك كالكلمة الطيبه مااعرب من حق او دعا الى صلاح و الكلمة الخبيثه ما كان على خلاف ذلك .
وقد جاء ذكر الشعر والشعراء في كتاب الله في 6 مواضع وهي:
قوله تعالى"
-وما علمناه الشعر وما ينبغي له" رد الله ع المشركين
-بل قالوا اضغاث احلام بل افتراه بل هو شاعر
-ويقولون انا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون
-ام يقولون شاعر نتربص به ريب المنون
- وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون"رد الله على المشركين
-والشعراء يتبعهم الغاوون الم ترى انهم في كل واد يهيمون الا اللذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ليعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون "
-ع لسان المشركين حكاية عن المشركين وليس اقرار لهم "2-3-4-6"
القسم الاول الذي حكى يعكس نفسيتهم متزعزعه التي لا تثبت ع راي..اما قةله وعلمناه الشعر.."فمن اشمل التفاسير التي فسرت الاية تفسير القرطبي الذي رد فيه على شبهه من ظن ان هذه الاية من باب التنقص من شعر الفساق في ذلك عدة حجج قويه اولها/لا ان الله رد في هذه الاية على الكفار الذين قالوا ان القران شعر وارسول شاعر
فالرسول لم يتعلم الشعر بل ولم يكن يحسن انشاده الا قيما ندر فما كان يحرز منه الا معاني فقد انشد بيت طرفه قائلا
ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا ويأتيك لم تزوده بالاخبار
والفراءه خاطئه والشطر الثاني وياتيك بالاخبار من لم تزوده
ثاني/انه قد يجيء في كلامه المنثور مايدخل في الوزن الا انه ليس من شعر
اما قوله انا النبي لاكذب انا ابن عبد المطلب
فهو من منهوك الرجز ولا يكون الا اذا وقف على الباء من كذب – عبد المطلب
ولكن الاظهر كما ذكر ابن عربي انه قال لاكذب وعبدالمطلب وبالتالي خرج من وزن الشعر يل وعلى التسليم انه من الشعر فان قول بيتين عرض لمثل بالنزل من شعر قليل بالتفاق العلماء لا يجعل قائلها شاعرا
ثالثا/ان الله نفى عن نبيه الشعر ولا يهنى بذلك عيبه فالله نفى عن نبيه الكتابه لقوله" وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذن اغتاب المبطلون"ولا يعني ذلك عين الكتابه
رابعا/ وما ينبغي له ان الله جعل ذلك دليلا من ادلة نبوته فلو كان له قوة بالشعر لظن ان مامعه من القران بسبب قدرته على الشعر"
وقوله الشعراء يتبعهم الغاوون "لانه هؤلاء يكذبون الكذب الحقيقي ولا نقصد بالكذب التشبيهات والاستعارات فان هذه جاءت كثيره في القران والسنه فكذب هؤلاء كذب حقيقي ما بين تمزيق للاعراض او ترغيب في فعل المحرمات والمنكرات وفوق ذلك افتراء على ذات الاله كما هو في عصرنا الحاضر ويذمون الحق ويمجدون الباطل قوله "يقولون مالا يفعلون" تمجيدهم با نفسهم بدعاء الكرم والمروءة وهم ابعد الناس عنها لذلك جاء ذمهم وذم قبول قولهم .
اما شعراء الايمان الذين غرس الايمان في قلوبهم فقد استثناهم الله في قوله "الا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات "وروي انه لما نزلت "وشعراء يتبعهم الغاوون"جاء حسان وعبدالله بن رواحه وكعب بن مالك الا رسول وهم يبكون فقالوا قد علم الله حين انزل هذه الايه انا شعراء فتلى النبي"الا الذين امنوا وعملوا الصالحات"فاستثنوا من ذلك ..