المحاضرة الأولى
التقويم التربويتعريفه , أهميته
مقدمة :
من المسلمات التي تلازم البحث العلمي والباحثين أن تكون لديه أدوات مقننة ومنظمة وذات أسس علمية تتصف بالدقة والحيادية , تمكن هؤلاء من إصدار أحكام على صلاحية الظواهر التي يتم الاهتمام بها في سياق كل علم من العلوم التي ينتمي لها هؤلاء الباحثين. لذلك ازداد الاهتمام بدراسة العلم الذي يؤدي إلى تحقيق ذلك . ومن هنا ظهرت علوم خاصة بتقديم إجابات وافية عن طبيعة الظواهر والعوامل الني تؤثر( ويسمى هذا العلم هو علم القويم التربوي ).فيها
أولا – تعريف التقويم .
يحتاج الباحث في مجال العلوم , وخاصة العلوم التربوية والنفسية إلى أن يكون ملما بكيفية الحكم على صلاحية الموضوعات التي يهتم بها في تخصصه العلمي .ويعتبر علم التقويم في مجال علم النفس والعلوم التربوية من العلوم التي أحدثت تأثيرا كبيرا وقدمت خدمات جليلة لجميع الباحثين في المجالات النفسية والتربوية .
ما هو التقويم ؟
يحدد التقويم في الأصل اللغوي بأن من قوم شيئا يعني أنه وضعه بين ثلاثة أمور إما..
1- أن يقصد عدله وعالج اعوجاجه فجعله مستقيما الهيئة .
2- يقصد بذلك حدد له قيمة سواء كانت هذه القيمة مادية (كم ريال يساوي هذا الشيء ) , أو حدد قيمته المعنوية ( مقدار ما في هذا الشيء من جمال أو قبح ) .
3 – قوم الشيء بمعني إصدار عليه حكما ( مثل هذا الشيء مفيد أو غير مفيد ) .
ما بين التقويم والتقييم .. الاتفاق والاختلاف :
–يرى فؤاد أبو حطب وآخرون(1999) أن كلمة تقييم لا تتجاوز معنى تحديد القيمة , بينما كلمة تقويم تتجاوزه إلى التعديل والتحسين والتطوير.
والتقييم يعتمد في جوهره على تمركزه حول ذات المقيم فهو الذي يصدر أحكامه على الأشخاص والأشياء والموضوعات , وبالتالي هي في جوهره أحكام ذاتية تعتمد على التخمين.
التقويم في جوهره هو عملية إصدار الحكم علي :
1- الأداء بحيث يتم تحديد مستواه وفقا لمعايير الجودة .
2- الأفراد من حيث المفاضلة بينهم في ( خصائصهم , صفاتهم , قدراتهم ...)
3- الأشياء- من حيث صلاحيتها أو عدم صلاحيتها .
4- الموضوعات ( الأفكار, الانجازات ,المعالجات ).
اولا التقويم ثم القياس ثم الاختبار بالتدريج
أي ان التقويم يشمل القياس و القياس يشمل الاختبار و الاختبار عبارة عن عينه من الفقرات لنقيس سمة لذلك الفرد
التقويماما ان يكون كمي او نوعي. اما القياس فهو غالباً يكون عمليه كميه نقيس بها الصفه الموجوده للفرد.
- مثال يوضح عملية القياس : دافعية التعليم لدى الطلبة هي خاصية توجد عند جميع الافراد .. تكون متباينه بينهم بعض الافراد يكون دافعيتهم للتعلم مرتفع آخرون يكون دافعيتهم متوسطة وافراد يكون دافعيتهم متدنية ..
لابد من التركيز على انه لا يوجد عند الافراد صفة مقدارها ( صفر ) إي عدم القول بأن دافعية هذا الفرد ( صفر ) حتى اصحاب الدافعيه المتدنية لا يكون مقداره صفر ., إذا تم قياسة بإستبانه مثلاً سنجد إن لديهم مستوى من الدافعيه .
بالإضافة إلى ذلك لا يوجد افراد مستوى دافعيتهم 100% وهذا يعتبر نظرية ..
هل نستطيع ان نضع جميع الفقرات لقياس دافعية التعلم؟؟؟
ج / لا نستطيع .. ولاننا لا نستطيع لا يوجد لدينا مقاييس تعطينا الدرجه الكامله للصفر وكذلك لا يوجد صفه او خاصيه في الانسان نقيسها و نجدها صفر, حتى الذكاء سبق و تعرفنا عليه كان له نسبه معينه ولم يكن صفر حتى الأشخاص اللذين لديهم تخلف عقلي جداً لهم درجة ذكاء وجدت بحدود الـ 25.
إذن : ماهي القياس؟!
القياس هو كيف نحول صفه بالانسان إلى تصور كمي .
والدافعيه: هي القوه المفترضه التي تحرك سلوك الانسان وتوجهه وتحافظ على استمراريته إلى ان يصل إلى اهدافه ويكون عنده عبر.
دافعية التعلم: هي القوه التي تحرك الفرد وتوجهه وتحافظ على استمراريته نحو العمليه التعليميه .
فقرات للتوضيح : مثلاً:
· يأتي إلى المدرسه مبكراً
· يقوم بحل واجباته بالسرعه المطلوبه
· يقترح تقارير تتعلق بالماده الدراسيه
وهكذا ممكن إني احط فكرات بنفس الاسلوب 20 فقره او 40 او 50 لكننا لا نستطيع ان نضع جميع الفقرات
أي انه لو جاء كل العلماء وحاولو ان يضعو كل الفقرات عن دافعية التعلم لن يستطيعو لان حتى لو عطيناه لمجموعه اخرى من العلماء راح يضيف او يحذف بالفقرات فلذلك هذه المسأله مهمه جدا بالقياس
نأتي لكل فقره نعمل عليها قياسات ( يأتي إلى المدرسه مبكرا) وهي ( دائما) (نادراً) (احيانا)
من خلال الجواب عليه نعمل احصائيه لكل طالب على اجابته يعني عندما نأتي نفرغ الاجابات اذا اجاب على الفقره الاولى دائماً يحصل على (3) نادراً يحصل على (2) واحياناً يحصل على (1) وبالاخير نجمعهم ونرى كم نسبة دافعيته .
اذا من هنا يمكننا القول ان القياس يشير الى كمية الصفه.
القياس اقل عموميه من التقويم ... لماذا؟
لان التقويم يتضمن عملية التطوير و التحسين و الاستمرار.
اما القياس وهو ما يستخدم بالمدارس وتعريفه ببساطه (تحويل السمات والصفات والخصائص إلى كم)
يختلف معنى استخدام الأرقام وفقا لاختلاف نوع القياس :
اضرب مثلا لذلك ..( في تقسيم درجات الحرارة هناك ما هو فوق وتحت الصفر –تجمد عدم تجمد ) بينما في قياس الطول ليس هناك طول تحت الصفر .
بينما نستخدم في قياس الذكاء ما هو فوق المتوسط وما هو تحت المتوسط للتمييز بين من لديه ارتفاع في نسبة الذكاء ومن لديه انخفاض فيها .
أنواع المقاييس
1- المقاييس الاسمية :
تستخدم الأرقام دون أن تكون لها دلالة أو معنى مثل ( أن تكون المقررات ذات أرقام , أو أن يكون للشعب أرقام, وللهواتف أرقام , وللسيارات ولرحلات الطيران ...)
هذه المقاييس تستخدم للتصنيف لسهولة التعرف وضمان للحيادية , ويكون كل ما يحمل تلك الأرقام له خصائص مشابهة للحالات الأخرى , ويحكم هذا النوع علاقات التساوي ...
2- مقاييس الترتيب الجزئي
نجد هذا النوع في الفئة الواحدة من المقاييس الاسمية التي تقسم الأفراد في مجموعات..بينما داخل المجموعة الواحدة لا نجد الصفات بين الأفراد متساوية ( ليسوا جميعا من طول واحد, أو من وزن واحد , أو من مستوي اجتماعي وثقافي واقتصادي واحد .. و بالتالي يتم ترتيب أفراد المجموعة وفقا لمعايير مثل معيار الطول والوزن ..الخ ) ويكون الترتيب في صفة واحدة فقط وليس في جميع الصفات .
3- مقاييس الرتبة :
تعتمد هذه المقاييس علي تنظيم الوحدات المقاسة أو الأفراد الذين يتم قياس خصائصهم في ترتيب يبدأ من الأدنى إلي الأعلى في الخاصية أو السمة أو القدرة المقاسة . ولكن المشكلة أننا لا نستطيع أن نحدد بدقة الفرق بين رتبتين ( مثل الأول , الثاني , الثالث ..الخ ) وهذا الترتيب يصلح لترتيب مجموعة من المتقدمين لشغل وظيفة ما . ويعتبر معامل ارتباط الرتب هو أكثر المعادلات الإحصائية استخداما في هذا النوع من المقاييس .
4- مقياس الرتب المتري :
المقاييس السابقة تمثل فئات أشخاص أو أشياء والعلاقات بينها أو الفروق متساوية ( مثلا الفرق بين الأول والثاني هو الفرق بين الثاني والثالث والفرق بين الثالث والرابع هو نفس إذا جميع العلاقات متساوية ) .ولا نستطيع أن نقول إي من هذه الفروق الأكبر أو الأصغر .
و لكن عندما نجعل هذه الفروق ذات قيمة قياسية لنميز بين من هو أكبر ومن هو أقل فيكون الأول هنا هو الأعلى لأنه صاحب التقدير الأعلى , بينما يكون الرابع أو الخامس هو الأدنى في الترتيب لأنه الأخير بين المجموعة .
ونضرب مثل أخر مدير المدرسة من حيث السلطات المتوفرة لديه هو الأعلى في السلطة داخل المدرسة من المدرس الأول , والمدرس الأول أعلى سلطة من المعلم الجديد والقديم وتصبح الفروق بينهم لها قيمة وهذه الفروق ليست مجرد ترتيب بل هو ترتيب له قيمة مثل أن نقول الرجل الذي طوله 190سم الأطول عن الرجل الذي طوله 170 سم .
نشاط عصف ذهني:
إذا أردنا أن نرتب مجموعة من الأفراد وفقا للمقاييس التالية:
1- الترتيب الجزئي.
2- الاسمية .
3- الرتبة المتري.
4- الرتبة.
س) ما هي الصورة المتخيلة التي سوف يصبح عليها ترتيب هؤلاء الأفراد , و ما هي الفروق بينهم في معني ترتيبهم ؛ وخاصة لو كانت هذه المجموعة من خمسة أفراد.
5- مقاييس المسافة :
تتميز مقاييس المسافة عن مقاييس الرتبة المختلفة ؛ بأنها تسمح بتحديد مدي بعد شيئين , أو شخصين بعضهما عن بعض في السمة المقاسة . كما تسمح بجعل هذه المسافات متساوية وفقا لقواعد معينة يتم الاتفاق عليها لاستخدام الأعداد حتى يمكن تحديد كم الصفة أو الخاصية التي يتم قياسها. فعندما نقول أن طول فلان (أ) 165سم وطول فلان (ب)189سم ندرك أن (أ) أٌقصر من (ب), إذا البعد بين الطوليين هي المسافة بين القصير والطويل.
مثال :
نحصل علي مقياس لأطوال مجموعة من الأفراد بحيث يصبح الفرد الأقل طولا هو بداية قياس المجموعة ويحصل علي الدرجة صفر و الأطول منه بخمسة سنتيمترات يحصل علي الدرجة 1, وهكذا والذي يزيد عنه ب 10 سم يحصل علي الدرجة 2 ..إلخ . وقد نلجأ إلي حساب متوسط أطوال المجموعة و درجة انحرافها المعيارية . فإذا كان المتوسط 100سم والانحراف عنه 5سم يصبح الفرد الذي طوله 105سم يحصل علي +1 , والفرد الذي طوله 90سم يحصل -2 . وهذا النوع من المقاييس هو الأكثر انتشارا في المقاييس النفسية و التحصيلية المقننة و المقاييس العقلية .
6- مقاييس النسبة :
في هذه المقاييس يتم قياس الصفة بوحدات أو مقادير معيارية تقبل استخدام جميع العمليات الحسابية , ويصلح لجميع الأبعاد الفيزيائية المعروفة كالطول والوزن والحجم. والقليل من المقاييس النفسية التي تستخدم هذه المقاييس في قياس الخصائص النفسية.
( مثال أن نقول أن أحمد وزنه100كجم فهو ضعف وزن علي الذي وزنه 50كجم , وهذه العلبة حجمها 100سم مكعب فهي ضعف العلية التي حجمها 50سم مكعب , و محمود طوله 80سم فهو نصف طول إبراهيم الذي طوله 160سم ). وهذا النوع من المقاييس قليل الاستخدام في قياس الظواهر النفسية. مثل المقاييس الخاصة بزمن رد الفعل , و قياس التعلم , وقياس العمليات المعرفية التي تستخدم في قياسها الثانية والميل لثانية ).