9 خسائر كلفته أربعة ألقاب
الاتحاد يدمي قلوب جماهيره «ببطولتي الأهلي»
عبدالله الشمراني (جدة)
لم يتوقع أكثر المتشائمين ان يخرج فريق الاتحاد لكرة القدم خالي الوفاض من بطولتين محليتين هما كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد رغم وصوله لنهائي البطولتين. كما لم يتوقع ان يشاهد تذبذبا في مستوى الفريق الذي هز الارض وسحب البساط في الموسم الماضي امام اقوى الفرق العربية والعالمية وحاز على كأس الاندية الاسيوية مرتين متتاليتين.
الاتحاد الذي شارك هذا الموسم في اربع بطولات «ثلاث محلية» وبطولة خارجية قدم مستويات وأداء متذبذبا فاجأ جماهيره التي كانت تمني النفس بمواصلة قوة العروض التي بدأها الفريق قبل موسمين عندما حاز على كأس أندية اسيا بل واحتفظ بلقبه في العام الماضي.
ولكن هذا الانجاز تحول الى سراب بعد ان هبط الأداء رغم ان لاعبي الفريق هم انفسهم الذين حققوا الانجازات وان تشكيلته لم تتغير الا طفيفا.
خاصة في الهجوم. ولذا سنحاول من خلال هذا التقرير ان نقف على ابرز سلبيات الفريق في هذا الموسم وخروجه خالي الوفاض من بطولتين محليتين واخرى اقليمية هي دوري ابطال العرب، علما بأن الاتحاد هو حامل لقبها الثاني.
مشاركات الفريق
استهل الاتحاد موسمه في المسابقات المحلية هذا العام بالمشاركة في كأس الأمير فيصل بن فهد، وقبل ذلك كان الفريق قد أقام معسكرا اعداديا ناجحا في فرنسا. وفي هذه المسابقة اوقعته القرعة في مجموعة ضمت بجانبه فرق الفيصلي والوحدة والنصر.
حيث استهل مبارياته بالتعادل امام الفيصلي بهدفين لكل منهما ورغم ان الاتحاد شارك في هذه البطولة بمجموعة من لاعبي الفريق الاولمبي إلا ان تعادله في أول مباراة حير جماهير الفريق التي ابدت تخوفها من عدم استمرار الفريق في هذه المنافسة الى ادوارها النهائية، ولكن الاتحاد استطاع ان يهزم الوحدة في المباراة الثانية، وفي اللقاء التالي عاد لمسلسل التعادلات خرج بالتعادل امام النصر 2/2، وفي المباراة الثالثة تجاوز الفيصلي بـ 4/3 ثم واصل انتصاراته في المسابقة بثقة وفاز على النصر في لقاء الاياب بهدفين مقابل هدف. وتأهل للدور نصف النهائي بعد ان جمع 14 نقطة متصدرا المجموعة، فواجه نظيره الشباب واستطاع اقصاءه بثلاثية نظيفة في المباراة التي اقيمت بتاريخ 13/11/2007م وتأهل الى نهائي المسابقة امام نده التقليدي الأهلي.
حيث التقى الفريقان في التاسع من فبراير الماضي وحينها انهزم الاتحاد وتلقى اولى خسائر الموسم المحلي عندما خسر نتيجة المباراة بثلاثية نظيفة. واحتل المركز الثاني بعد الأهلي الذي ظفر بكأس البطولة بعد ان احرز لاعبوه 16 هدفا ودخل مرماه 12 هدفا اي بفارق 4 أهداف فقط.
دوري ابطال العرب
قاد الاتحاد في هذه البطولة المدرب خليلوفيتش حيث لعب في دور الـ 32 من هذه المسابقة أمام اولمبيك خريبكه المغربي وكانت مباراة الذهاب في استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة حيث فاز الاتحاد بـ 3/1 بعد ان قدم مستوى رائعا ابهر جماهيره التي أبدت تفاؤلها بأن يواصل تميزه في المسابقة وأحرز اهداف الاتحاد الحسن كيتا «هدفين» وهدف لأحمد الدوخي. ولكن الاتحاد سقط في لقاء الاياب بالمغرب بالخسارة بنفس النتيجة، ورغم ذلك خطف تأهلا صعبا بشق الأنفس وذلك عبر الركلات الترجيحية في دور الـ 16 اوقعته القرعة مع فريق آخر من فرق شمال افريقيا حيث لعب امام وفاق سطيف الجزائري، وفي هذه المباراة انكشف حال الفريق الاتحادي وكان لاعبوه على المحك وقبل ذلك كان للمدرب دوره في أن يخرج الاتحاد بالخسارة وبنتيجة كبيرة بلغت الاربعة اهداف مقابل هدف وحيد احرزه المكسيكي بورغيتي، وكانت هذه المباراة منعطفا خطيرا من مسيرة الاتحاد في المسابقة، حيث حملت جماهيره المدرب المسؤولية بسبب خطته الدفاعية العقيمة التي دخل بها المباراة والزج بلاعب الوسط النشط محمد نور في الشوط الثاني.
كل هذه الامور جعلت مهمة الاتحاد في لقاء الاياب صعبا، كما جعل التعويض ومعادلة النتيجة اكثر صعوبة فاحراز اكثر من ثلاثة اهداف امام جماهيره جعل اللاعبين مشحونين بضغط نفسي رهيب فانتهت المباراة بفوز الاتحاد 3/1 احرزها الحسن كيتا «هدفين» وهدف لمناف ابوشقير، ليخرج من المسابقة التي كان احد ابطالها لتطيح برأس المدرب خليلوفيتش واستلم مهمة التدريب مدرب الفرق السنية في النادي أمين دابو فكانت التركة ثقيلة عليه حيث استلم فريقا متخما بالخسارة. ويفتقد الانسجام والتركيز رغم انه يضم لاعبين اصحاب امكانات ومهارات عالية.
كأس دوري خادم الحرمين الشريفين
اداء الاتحاد ونتائجه لم يكن مقنعا لجماهيره في هذه المسابقة الاغلى بسبب تذبذب المستوى رغم احتلاله لوصافة البطولة وتأهله للمربع الذهبي، فقد فاز على الطائي في أول مباراة له في المسابقة بنتيجة 3/2 بعد ان عانى في تجاوز صائد الكبار حيث رسم اهتزاز شباك الفريق بهدفين الفريق في أول مباراة بالمسابقة الكبرى اكثر من علامة استفهام لدى جماهير العميد التي وضعت يدها على قلبها وحثت اللاعبين على التركيز أكثر، فانتفض في المباراة الثانية وتجاوز النصر بثلاثية مقابل هدف واحد، ثم فاز في المباراة الثالثة على القادسية بهدفين مقابل هدف.
ولكن قبل ان تسعد جماهير الفريق بهذين الانتصارين كشف نظيره الهلال حال الاتحاد عندما فاز عليه في الرياض بهدفين مقابل هدف، ووضعت هذه الخسارة علامة استفهام كبيرة حول حقيقة مستوى لاعبيه المحليين والاجانب، ثم كانت قضية تزوير عقد اللاعب محمد نور فتم ايقاف اللاعب، وظهرت اصابات وسط بعض اللاعبين الاساسيين المؤثرين امثال محمد أمين والحارس مبروك زايد.
مما حدا بأن يتواصل تذبذب مستوى ونتائج الفريق ورغم فوزه على الخليج في مباراته الرابعة على الخليج بهدفين دون مقابل، تعادل مع الوحدة في مباراته الخامسة 2/2، ولكن الفريق تعاقد مع البرازيلي فاجنر واوليفيرا وأظهر الأول امكانات فنية عالية وانسجم مع اللاعبين، ثم حققت الادارة واحدة من اغلى الصفقات بالتعاقد مع البرتغالي الدولي لويس فيجو الذي سيلعب مع الفريق ابتداء من الموسم المقبل.
حقق الاتحاد في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أكبر انتصار له حين هزم الخليج بنتيجة 8/2.
كأس ولي العهد
تحسن أداء الاتحاد في مسابقة كأس ولي العهد لكرة القدم، بل وحقق الفريق انتصارات قوية وبنتائج كبيرة اذهلت جماهيره، حيث بدأ مشواره في هذه المسابقة بلقاء الطائي فامطر الاتحاد شباكه بستة اهداف مقابل هدف بعد ان قدم مباراة رفيعة المستوى، ولعل عودة كابتن الفريق محمد نور لقيادة الفريق كانت لها الدافع الكبير في الفوز الكبير، وفي دور الـ 8 لعب امام فريق نجران الذي صعد للاضواء، ولم تسلم شباك الاخير من اهداف لاعبي الاتحاد المنتشين بفوز كبير على الطائي فدكوا شباك نجران بعشرة اهداف نظيفة، فاستبشرت جماهير الفريق بالعودة القوية للاعبيه، فتأهل الاتحاد لدور الاربعة الذي لعب بطريقة الذهاب والاياب ولكن كانت المباراة امام فريق عنيد استضاف الاتحاد في الدمام فريق منتش حاز على بطولة الاندية الخليجية هو الاتفاق الذي فاز على الاتحاد بهدف المغنم، وفي لقاء الاياب رد الاتحاد الصاع صاعين على الاتفاق بـ 4/1 تبادل احرازها رضا تكر والبرازيلي رينالدو اوليفيرا بواقع هدفين لكل منهما.
ليتأهل الاتحاد الى نهائي البطولة امام غريمه التقليدي الأهلي، فكانت المباراة التي دخلها الاتحاديون من اجل التعويض خاصة بعد ان خطف الأهلي من امامه اولى بطولات الموسم ولكن الاخير لم يخيب ظن جماهيره وصدق تخوف جماهير الاتحاد، فلم يكن فريقها في كامل جاهزيته، ففقد الكأس بعد الخسارة 1/2 بعد مباراة دراماتيكية خسرها بعد اخطاء في التشكيلة وفي طريقة اللعب التي انتهجها المدرب ديمتري، وهذا الأمر شكل هاجسا لدى جماهير العميد في ان يخسر الفريق اخر بطولات الموسم كأس دوري خادم الحرمين الشريفين رغم تأهله للمربع الذهبي.
إحصائيات
لعب الاتحاد في كأس الأمير فيصل بن فهد 8 مباريات فاز في 5 وتعادل في اثنتين وخسر المباراة النهائية امام الأهلي بثلاثية نظيفة، احرز الاتحاد في هذه البطولة 16 هدفا ودخل مرماه 13 هدفا.
كما لعب الاتحاد في كأس ولي العهد 5 مباريات فاز في ثلاث وخسر اثنتين واحرز لاعبوه 21 هدفا ودخل مرماه 5 اهداف.
اما في كأس دوري ابطال العرب وهي البطولة الخارجية الوحيدة التي شارك فيها الاتحاد فقد لعب مباراتين امام اولمبيك خريبكة المغربي ثم وفاق سطيف الجزائري واحرز لاعبوه 7 أهداف بينما دخل مرماه 9 أهداف.
في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين يحتل الاتحاد حتى الان المركز الثاني حيث لعب في المسابقة التي تبقت منها جولة واحدة 21 مباراة فاز في 14 مواجهة وتعادل في 3 لقاءات وخسر اربعا، وجمع 45 نقطة.
قاد الاتحاد هذا الموسم حتى الان 3 مدربين حيث كان يتولى تدريب الفريق في بداية الموسم خليلوفيتش الذي استلم تدريب الفريق في بداية الموسم، فاستغنت الادارة عنه عندما تواضع اداء الفريق أثر خروجه من دوري ابطال العرب على يد وفاق سطيف الجزائري فاستلم التدريب مدرب الفرق السنية أمين دابو الذي قاد الفريق لفترة قصيرة، فتعاقدت الادارة مع البلجيكي ديمتري صاحب التاريخ الناصع مع الفريق واعتقد الاتحاديون انهم وجدوا ضالتهم في مدرب كفء يعيد للاتحاد هيبته خاصة وان الموسم مازال في أوله.
ولكن منذ ان استلم ديمتري تدريب الفريق لم يطرأ تغيير كبير على مستوى الفريق رغم تأهله لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد وقيادته للفريق الى المربع الذهبي ووصيفا في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.
تخمة النجوم
اختلفت اراء الفنيين حول اداء بعض اللاعبين فمنهم من نادى بغربلة كشف الفريق باعتبار ان بعض اللاعبين عفا عليهم الزمن والبحث عن نجوم شابه يستفيد منها الفريق واعتبار اللاعبين الحاليين لن يفيدوا الفريق مستقبلا، في حين ذهبت بعض الأراء الى تهيئتهم نفسيا والاستفادة من خبرتهم مع عدم تجاهل دعم الفريق بنجوم واعدة، وعزوا تذبذب اداء هؤلاء اللاعبين الكبار الى المباريات الماراثونية التي لعبها الاتحاد في الموسمين السابقين.
واذا نظرنا لحظوظ الفريق نجد انه يضم لاعبين كبارا ابتداء من حراسة المرمى التي لعب فيه هذا الموسم 4 حراس تفاوتت مستوياتهم من مباراة لأخرى فكان فيصل المرقب الذي ظهر في بداية الموسم كأحد حراس المرمى الواعدين خاصة بعد تألقه امام وفاق سطيف الجزائري في دور الـ 16 في الجزائر رغم تلقي شباكه اربعة اهداف.
ولكن اداءه تراجع قليلا وهذا ربما يعود لقلة خبرته ولكنه رغم ذلك سيكون احد حراس المرمى اذا صبر عليه الاتحاديون، اما تيسير آل نتيف فقد اثبت علو كعبه وقدم مستويات رائعة ولكن ابعدته الاصابة مؤخرا فجاء الغائب العائد مبروك زايد الذي غاب عن المشاركة مع الفريق منذ بداية الموسم ولعل مشاركات مبروك في المباريات التي اقيمت اثبتت ان الاخير لم يكن جاهزا ودفع لحراسة مرمى الفريق لحاجة الفريق اليه بعد الاصابة التي لحقت بآل نتيف، الى جانب عدم ثقة الاتحاديين بامكانات المرقب وملائكة.
خط دفاع الاتحاد الذي يضم افضل اللاعبين حيرت المستويات التي قدمها لاعبوه جماهير الفريق، فعلى الرغم من المستوى الثابت للاعب رضا تكر وعلى الرغم من ان جل اهداف الفريق في هذا الموسم احرزه لاعبو الدفاع.
فمثلا لم يكن المستوى الذي قدمه حمد المنتشري مقنعا نظرا للامكانات الفنية العالية التي يتمتع بها، كذلك اسامة المولد وان غاب عن جل مباريات الفريق هذا الموسم بسبب الاصابة، كما ان غياب اللاعب مناف ابو شقير اثر على اداء خط دفاع الفريق الى جانب المستوى الغير ثابت لعدنان فلاته، في حين لم يكن اداء صالح الصقري مقنعا رغم اجتهاده. اما احمد الدوخي وعلى الرغم من انه لعب دورا كبيرا في المباريات التي فاز بها الاتحاد إلا انه لم يكن الدوخي الذي عرفته جماهير الاتحاد فقد قلت طلعاته الهجومية.
اما في خط الوسط فقد تأثر اداء الاتحاد بغياب محمد نور في كثير من المباريات بفضل الامكانات العالية التي يتمتع بها نور والدور الكبير الذي يقوم به في بناء الهجمات وكان غيابه بسبب الايقاف أثر على اداء الفريق عامة وعندما عاد شهد مستوى الاتحاد تطورا فشكل ثنائيا خطيرا مع البرازيلي فاجنر بتموين المهاجم السريع الحسن كيتا بالكرات الخطيرة.
اما سعود كريري فقد كان افضل اداء من بعض اللاعبين رغم ان مستواه لم يرتق بالاداء الذي قدمه في الموسمين الماضيين، اما ابراهيم السويد فقد تأثر اداؤه بتقيده من المدربين بتنفيذ بعض الخطط مما احجم عنه مهارة التسديد التي يتمتع بها فتارة كان يعود لمساندة الدفاع وتارة يقوم ببناء الهجمات ولكن بتمريرات قصيرة للمهاجمين خاصة الحسن كيتا الذي تألق في خط هجوم الفريق بعد ان اصبح المهاجم الاول ويكفي الغيني انه هداف الفريق في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بتسجيله «15 هدفا» ويتميز كيتا بالسرعة واستطاع ارهاق مدافعي الفرق المنافسة بانطلاقاته الا ان خطط المدربين باصرارهم ببقائه وحيدا في المقدمة وابقاء حمزة ادريس على دكة الاحتياط، حيث ظهر جليا ان قوة كيتا عندما يلعب بجانب حمزة ادريس خاصة وان المهاجمين يتمتعان بحاسة التهديف رغم ان الاخير يشارك في الاشواط الثانية من المباريات، اما مرزوق العتيبي فقد كاد أن يختفي مما جعل جماهير الفريق في حيرة من امرها ونادرا ما كان يشارك في المباريات، اما البرازيلي اوليفيرا فقد اثبت انه لاعب ذو امكانات كبيرة الا انه يفتقد للتركيز والانسجام مع زملائه.