2011- 6- 1
|
#8
|
|
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: مراجعة تاريخ الجزيرة االعربية القديم من المحتوي
المحاضرة السابعة
اليمن في ظل الأحباش والفرس
; استيلاء الأحباش على اليمن 525م .
; أسباب غزو الأحباش لليمن .
; اليمن في العهد الحبشـي .
; تولية أبرهة على اليمن .
; حملة أبرهة على مكة .
; سياسة مسروق بن أبرهة الاستبدادية ونتائجها .
; اليمن في ظل الفرس .
استيلاء الأحباش على اليمن 525م
إن ظروف اليمن الداخلية كانت من أهم العوامل التي مهدت للفتح الأثيوبي لليمنذلك لأننا نقرأ في نقش (فلبي 228) عن حرب داخلية قامت قبيل الغزو الحبشي واشتركت فيها قبائل سبأ وحمير ورحبة وكندة ومضر وثعلبة ، ومن ثم فقد مهدت هذه الفتنة الطريق للأحباش بسبب الخصومات القبلية القديمة بين القبائل ، والتي أدت إلى ظهور الروح القبلية التي لا تعرف طريقا للتعاون القومي ، إلا إذا كان من أجل القبيلة وفي مصلحتها ، دونما أي اهتمام بما يجره ذلك على الكيان القومي للبلاد من نكبات ، قد تؤدي باستقلال البلاد وخضوعها للأجنبي .
أسباب غزو الأحباش لليمن
إن المؤرخين يقدمون عدة أسباب لغزو الحبشة لليمن منهـــــا :
1-الرغبة في السيطرة على اليمن لضمان توزيع البضائع الحبشية ، دون ان تتعرض لاعتداءات الحميريين
2- إن عداوة الحبش للعرب قديمة ، نشأت منذ ان كان عرب اليمن يخطفون الأحباش من سواحل الحبشة ويبيعونهم أرقاء في بلاد العرب ,حيث وجد الحبش في الحجاز.
3- إن بلاد العرب الجنوبية كان تقوم في ذلك الوقت بنفس الدور الذي تقوم به مصر الآن بعد حفر قناة السويس نظرا لمركزها الهام على البحرالأحمر والمحيط الهندي ، وحيث يوجد مضيق باب المندب وفي تلك الأيام كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية حريصة على انتزاع هذه المكانة وإعطائها لمصر ، ومختلف الولايات الرومانية الشرقية الأخرى التي تستطيع الإفادة من مركزها الجغرافي ، وبخاصة فان المسيحية كانت قد استقرت في كثير من الولايات الرومانية والشرقية ، حتى اضطر "قسطنطيين" في عام 311 م إلى السماح لانتشار المسيحية في بلاده .
اليمن في العهد الحبشـــي
نجح الأحباش في الاستيلاء على اليمن وضمها إلى الحبشة ولكنهم على ما يبدو لم يحكموها حكما مباشرا، وإنما اختاروا واحدا من الأقيال اللذين عاونوهم على احتلالها ، وكان هذا القيل هو "السميفع أشوع" ، والذي عينه الأحباش الآن ملكا على حمير على أن يدفع لهم جزية سنوية .
وما أن تمضي سنون ستة ، حتى تبدأ البقية الباقية من جنود الحبشة في اليمن الثورة (في عام 531م)على" السميفع أشوع" ثم محاصرته في احد القلاع وتعيين "أبرهام" وهو عبد نصراني كان مملوكا لتاجر يوناني في مدينة عدولي في مكانة ، وقد حاول النجاشي أن يقضي على هذه الثورة ، غير أن هزيمة قواته التي أرسلها مره بعد أخرى ، جعلته يتقبل الوضع على علاته ، وما ان تنتهي حياته في هذه الدنيا حتى يسرع "ابرهام" إلى عقد صلح مع خليفته ليدفع له بمقتضاه جزية سنوية ، في مقابل أن يعترف النجاشي الجديد به نائبا لملك اليمن.
وهكذا أصبح "أبرهة" حاكما على اليمن .
تولية أبرهة على اليمن
تذكر المصادر العربية أن ارياط لما دخل اليمن وضبطها ، درت عليه الأموال ، فجعل يؤثر بها من يحب ، فأثار بذلك ثائرة الأحباش ,فانضموا إلى أبرهة ، وبايعوه ، وأنقسم معسكر الأحباش إلى فريقين : فريق يؤيد ارياط ، والفريق الآخر يؤيد أبرهة ، وتبارز كل من ارياط و أبرهة ، فشرمته ولذلك سمي الأشرم ,وضرب أبرهة ارياط بالسيف على مفرق رأسه ، فقتل وانحازت الحبشة إليه فملكهم وأقر النجاشي على سلطان اليمن .
حملة أبرهة على مكة في عام الفيل (570م):
أهم أعمال أبرهة :
كان من أهم أعمال أبرهة نشر الدين المسيحي في اليمن ، وبناء كنيسة في صنعاء سماها القليس (من لفظةEKKLessia اليونانية ) وذكر ياقوت أن أبرهة استذل أهل اليمن في بنيان هذه الكنيسة ,وكان ينقل إليها ألآت البناء كالرخام والحجارة المنقوشة بالذهب من قصر بلقيس صاحبة سليمان -عليه السلام- وكان فيه بقايا من آثار ملكهم فاستعان بما أراد من بناء هذه الكنيسة ، ونصب فيها سلطانا من الذهب والفضة والزجاج والفسيفساء وألوانالأصباغ فلما انتهى من بنيانها كتب إلى النجاشي "إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبنى مثلها لملك كان قبلك ، ولست بمنتهى حتى اصرف إليها حج العرب ".وتحدث العرب بذلك ، فغضب رجل من النسأة من بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة ، وعزم على تدنيس القليس ، فخرج الفقيمي إلى القليس ودنس لبعض القاذورات ، ووصل خبر ذلك لأبرهة فغضب غضبا شديد وساءه أن يفعل ذلك رجل من أهل البيت الذي يحج أهل البيت الذي يحج إليه العرب بمكة ،وأقسم ليسيرن إلى الكعبة ويهدمها حجراً حجراً ، ثم انه أمر بإعداد جيش كبير، وتقدم جيشه فيل ضخم مغطى بالشعر الكثيف ، ومر أبرهة على الطائف في طريقه إلى مكة ، فبعثت معه رجلا ً يدله على الطريف وتقدم أبرهة حتى اقترب من مكة ، وأتى أنصاب الحرم فنزل بالموضع المعروف بحب المحصب ,وعندئذ آتاه عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد قريش فأٌدخل في حضرة أبرهة وكان عبد المطلب وسيما فعظمه أبرهة وهابه وأجله ، ثم قال له " سلني يا عبد المطلب فأبى أن يسأله إلا إبلا له فأمر بردها عليه ، وقال :ألا تسألني الرجوع ؟ فقال: أنا رب هذه الإبل ، وللبيت رب سيمنعه منك ثم أنصرف عبد المطلب إلى قومه وهو يقول :
يا أهل مكة قد وافاكم ملـك مع الفيول على أنيابها الزرد
هذا النجاشي قد سارت كتائبه مع الليوث عليها البيض تتقد
يريد كعبتكم ، والله مانـعه كمنع تبع لما جاءها حــرد
ثم أنه أمر قريش بأن تلحق ببطون الأودية ورؤوس الجبال من معرة الحبشة . وعندما عزم أبرهة على هدم الكعبة برك الفيل بالمغمس " فلم يحرك ، ونخس بالرماح ، فلم ينهض ، ثم بعث الله على الجيش طيرا ، ومع كل طير ثلاثة أحجار ، فألقتها عليهم ، فلم ينجى منهم شفره " وقد ذكر الله في كتابه قصة أبرهة و أصحابه .
سياسة مسروق بن أبرهة الاستبدادية ونتائجها:
ظل يكسوم بن أبرهة يحكم اليمن بعد وفاة أبيه نحوا من عشرين سنة أذل خلالها أهل اليمن ، فلما توفي خلفه أخوه مسروق الذي كان يتولى إمارة مخلاف شناتر في عهد أبيه.ولم يكن مسروق أرحم من أخيه يسكوم بل كان أكثر تعسفا منه في معاملة الحميريين فكان "شرا ًمن أخيه وأخبث سيرة".
وقد كانت هذه المعاملة السيئة سببا في نفور أهل اليمن من حكم الأحباش ، ورغبتهم في التخلص من استبدادهم ، فلما طال البلاء على أهل اليمن من الأحباش ظهر زعيم وطني من حمير يقال له سيف بن ذي يزن.
عقد سيف بن ذي يزن عزمه على تخليص قومه من بطش مسروق وتحرير بلاده من احتلال الأحباش ، فركب سفينة في البحر إلى القسطنطينية ، وقيل إلى أنطاكية ، وقدم على الإمبراطور البيزنطي (جستين الثاني ) ملتمسا منه العون على تحقيق أمنيته ولكن طلب قوبل بالرفض ، وأبى الإمبراطور أن ينجده ، وهو أمر طبيعي لما كان يربطه بحلفائه الأحباش من علاقات دينيه وسياسية واقتصاديا ، ثم إن مناصرة قيصر للعناصر الوطنية في اليمن لن تزيده شيئا على ما كان يلقاه من امتيازات في اليمن ، فرد سيف قائلا :"أنتم يهود والحبشة نصارى ، وليس في الديانة أن ننصر المخالف على الموافق " .
ولما يئس ابن ذي يزن من استجابة البيزنطيين لمطالب أهل اليمن حول بطلبه إلى زعيم الكتلة الشرقية ويمثلها كسرى أنو شيروان على أمل أن يقوم هذا بنجدته تحقيقا لحلم فارسفي السيطرة على الطريق التجارة عبر البحر الأحمر ولكي يضمن استجابة كسرى له رأى أن يعرض الأمر على النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي يرتبط برابطة الولاء والتبعية مع كسرى فارس ,حتى يقدمه بنفسه أمام كسرى فمضى إلى الحيرة ، وشكي إلى النعمان ما يلقاه العرب في اليمن من استبداد الأحباش فاستضافه ووعد بأن يقدمه إلى كسرى ثم خرج معه فأدخله عليه فلما دخل سيف ديوان كسرى وشاهد مابين يديه من مظاهر الأبهة والعظمة لم يبهره شيئا مما رآه ، بل تقدم في جرأة إلى كسرى وطلب منه أن يساعد قومه على طرد الأحباش وتحرير اليمن ، فاستهان كسرى لأمره ثم صرفه بعد أن أعطاه عشرة آلاف درهم وخلع عليه فغضب ابن ذي يزن من ذلك ونثر دراهم كسرى بعد خروجه من حضرته على الناس ولما علم كسرى بذلك أمر بإحضاره فقال له " عمدت إلى حباء الملك تنثره للناس ، فقال : ما اصنع به ، ما جبال أرضي كلها إلا ذهب وفضة "وعندئذ طمع كسرى في بلاد اليمن لوفرة معادنها وكثرة ثروتها فبعث كسرى لمن كان فيه سجونه معه ، وكانوا ثمانمائة رجل ، استعمل عليهم رجلا يدعى وهرز بن الكامجار كان متقدما في السن ذا تجربة وخبره وأبحروا في ثمان سفن ،غرقت منها اثنتان ونجت ست ،أرست إلى ساحل عدن. ويذكر المسعودي أن وهرز أمر جيشه بحرق السفن ليعلموا انه الموت ، ولا وجه يأملون المفر إليه فيجهدون أنفسهم .
نجحت حملة وهرز نجاحا تجاوز كل تقدير في الحسبان،وانهزم مسروق بن أبرهة وقتل في المعركة ، ودخل وهرز صنعاء وضبط اليمن وكتب إلى كسر بالفتح وكتب إليه كسرى يأمره بقتل كل اسود باليمن وبتمليك سيف عليها وان يعود بعد ذلك إلى فارس .
اليمن في ظل الفرس :
يبدو أن الفرس طمعوا في ملك اليمن لأهميته الاقتصادية ولعل سيف بن ذي يزن أحس بتدخلهم في شؤون البلاد فعمدوا إلى التخلص منهم ،وفطن الفرس إلى ما ينتويه ، وليس ببعيد أنهم هم الذين تآمروا على قتله حتى يخلو لهم الجو من بعده وتصبح اليمن أرضا تابعه للإمبراطورية الساسانية .
وتتابع على اليمن ولاه من قبل الأكاسرة وكسب الفرس كثيرا من ضم اليمن إلى حوزتهم فقد أصبحوا يسيطرون سيطرة فعليه على الطريق البحري التجاري إلى الهند عبر البحر الأحمر ،كما سيطروا كذلك على الطريق البري أو طريق الحجاز.وبعد ذلك تمكن هرقل من استرداد سلطانه على الشام بفضل حملة بحريه واحده ، أما اليمن فقد دخلت في فلك دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة
|
|
|
|
|
|