كنا هذه الليلة عند احد الأقرباء ..
وقد اعد وليمة لضيف حل عليه ..
ودار الحديث عن الناس والتغيير الذي حل بهم ..
وكعادة هذا النوع من الأحاديث لاتقف عند حد معين بل تذهب بها الاستطرادات كل مذهب ..
وتخرج عن السياق ليعود بها آخر في قالب إنشائي ..
لم اشترك في الحديث .. اكتفيت بالمراقبة .. وأثرت السلامة ..
ولعلمي المسبق أن حديثي قد لا يروق للبعض ..
وكانت الأفكار الأساسية حول التغيير تنطلق على حسب نظرة المتحدث للعالم ..
فمن قائل انها مؤامرة ..
ومن قائل انها الدنيا وزينتها .
ومن قال البعد عن الله ..
..........الخ
وبعد عودتي لمنزلي استحضرت المشهد .. ورتبت السيناريو ..
وحاولت أن أتشجع في الموقف الذي جبنت فيه ..
الإنسان لا يتغير هكذا .. لسبب مجهول
وفي نفس الوقت لا يتغير بسرعة ..
ولا يمكن أن يلحظ التغيير ..
ولا يحدث التغيير إلا عبر أجيال وأجيال ..
واكبر مغير ومحدث للتغيير هو حاجات الناس التي تلح عليهم ..
والظروف المحيطة الجالبة للتغيير ..
ولو أخذنا مثال بسيط جداً من عشرات الأمثلة الجالبة للتغيير " السيارة "
كيف جلب هذا المنتج التغيير في حياة الناس ..!!؟؟
لتحليل المشكل .. ؟؟!!
إنها بحاجة لطرق معبدة ..
وأرصفة وإينارة ..
وهذا التعبيد والرصف يتطلب شركات تحضر معها العمال والمهندسين وتطلب التوظيف ..
ليخرج إلينا ثقافة العمل .. وما يكون خلف هذا المسمى من هيكلة ضخمة تغيير في بنية المجتمع ..
وسيكون هناك الوكيل لها وما يصحب معه من تجارة وتنظيم ..
وهي بحاجة لتنظيم السير .. قواعد السلامة ..
وإشارات المرور .. اللوحات الإرشادية ..
وما يصحبها من إنشاء قسم كامل للعناية بكل ما يخص هذا المنتج من قوانين مستحدثه ..
أو بطلب من دول سابقة في هذا المجال للاستفادة من خبرتها ..
ومدارس لتعليم التعامل مع هذا المنتج ..
ويصبح تواصل الناس أسهل .. والوصول لهدفهم أسرع مما يخلق ثقافة جديدة .. ويظهر أخلاق أخرى فصبر الناس يقل ..
ويصبحوا سهلي الاستثارة .. قليلي الإيثار ..
ويقوى جانب الخصوصية الفردية بشكل مرضي ..
هذا مجرد منتج واحد ..
فلو دخلنا إلى عالم " ثورة الاتصالات والمعلومات " فماذا سأقول ..
نقطة واحدة فقط عن هذه الثورة ..
إن مجرد ما تخلق في نفس المتلقي من " مقارنة " كفيل بإحداث تغيير كبير في حياته ..
فعندما يرى "المرأة" في وسائل الاتصالات " ملكة ورئيسة وزراء وقائدة جند في معركة .."
فهل سيظل ينظر لها بأنها مخلوق غير مؤهل لان تكون وتكون ...
حتى وأن رفضه "هنا وألان"
إلا أن التغيير قادم في أبناءه وسوف يكون أكثر تساهلاً معهم في قادم الأيام ..
لان جرثومة المقارنة قد أوهنت جهاز مناعته ..
"حذفت بعض الأمور الخاصة من ذاكرة هذا اليوم"