( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم * و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم ) صدق الله العظيم .
تذكرت أول يوم لي في الصف الثالث المتوسط ، حين دخل علينا مدرس اللغة الإنجليزية ، و آثار القلق قد رسمت بدقة متناهية على وجهه و حالته النفسية تكشف بأنه ليس واثقا من نفسه أو من الشيء الذي يحمله في صدره .
و مع مرور الوقت اكتشفنا أمرا لا يسر ، و هي أنه لا يجيد ما جاء ليعلمنا إياه !
استحقاق منصب معين يحتاج لقدرات خاصة فليس كل شخص يستطيع إتقان أي شيء،
و نظرية تعدد الذكاء تبين ذلك بشكل واضح ، فمن أنواع الذكاء ( الذكاء اللغوي ) . و الشخص الذي لا يملك شيئا من هذا الذكاء لن يكون أهلا لتعلم اللغة و إن تعلمها لن يتقنها ، و ذلك يعني بأنه سيكون غير قادر على توصيلها إلى غيره على أكمل وجه .
و من لا يستطيع أن ينطق بالكلمات إلا بالقوة فمكانه ليس أمام طلاب اللغة ، بل في مكان آخر يعتمد على حسب قدراته و مهاراته ،
و لكن الكارثة الكبرى تظهر حين نرى رحمة الله تنزل من فوق سبع سموات و نجد ذلك الشخص قد أصاب عندما قرر أن يرحل و يغادر من المكان الذي لا يستحقه - أيا كانت الأسباب - و نأتي نحن و نرفع الشعارات و اللافتات و نقود حملات نطالب فيها ذلك الشخص بعدم الرحيل .
الأخلاق لوحدها لا تكف بل لابد من وجود القدرات معها حتى نستحق الحيز الذي نشغله .
ما سطرته أعلاه يعبر عن وجهة نظري و عن رأيي ، و ليس بالضرورة أن يكون هو الحقيقة المطلقة .