نصٌ وجدته في قديم أوراقي (كتاباتي) فأحببت أن أشارككم به



"إلى جنان الخلد يا أغلى البشر"



أيام سعيدة ولحظات عالقة في الذاكرة ...مواقف طريفة وابتسامات ومقالب ماكرة

دموع عابرة..ضحكات ساحرة.. تعابير حائرة

هذه هي تقلبات الطفولة وهذا ما أذكره عن طفولتي الزاهرة

كانت مرحة لأبعد الحدود

فكان همي الأكبر هو رفض والدي شراء إحدى اللعب لي ،

وأكثر ما يعذبني على الإطلاق إصرار والدتي على حرماني من قطعة الحلوى بحجة أنها قد تفسد أسناني


بهذه البراءة كنت أفكر وبهذه البساطة كنت أعيش ~


إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أيقنت فيه معنى الحزن الحقيقي وأنه أكبر بكثيييير مما كنت أتصور




عدت من المدرسة فإذا بالمنزل كئيب..! أمي تبكي بشكل غريب..!

وتغير في ملامح أبي عجيب..! أكلم أخوتي فلا أسمع مجيب ..!

أدركت في تلك اللحظة أننا فقدنا حبيب ~~
وكانت كلمات أمي كفيلة بمعرفة أن جدتي العزيزة هي من فارقتنا

صعقت لسماع الخبر..وبكيت دموعاً كالمطر.. وصرخت أين صاحبة الحكم والعبر هل فعلاً باتت في القبر!!!

هدأني والدي وقال لي :يا ابنتي اللهم لا اعتراض فهذه هي خاتمة البشر

ولكن يصعب التسليم بالأمر



جدتي أين أنتِ بحنانك وعطفك هل فعلاً رحلتي ألا أستطيع لمس يديكِ?!!

يكاد الشوق يقتلني وتكاد العبرة تخنقني كلما تذكرت سعة صدرك وطيبة قلبك وحلاوة حديثك



جدتي فراقك الصعب غير الكثير في حياتي وأحسست أني كبرت أعوام وأعوام ~~

وأبصرت الجانب الآخر للحياة وعلمت أن الدنيا ليست لهو ولعب ~

وإنما دار عبادة وعمل صالح واستعداد للآخرة .


رحمك الله يا جدتي وأسكنك فسيح جناته