اعتقد ؟؟؟
ليتك تتكلم بما تعرف وتترك مالاتعرف
يقول للأخ أبومطر أرجو أن تقرأ رده الثاني وتفهم قصده ...
الدكتور فاهم غلط وكابر على نفسة وقال
أكتفي بالأعتذار وهو مصر على الخطأ ويستشهد بتفسير العلامه الشيخ السعدي وهو حجه عليه
لاحجة له ودلالة على ان الدكتور لديه مشكلة في الفهم ومن يصدقه لديه عقم في الفهم
((حدث العاقل بما لايعقل فأن صدق فلا عقل له))
ويتبين أن الدكتور قرأ كتاب التفسير ولكن هناك مقولة عند أكثر طلاب العلم وهي
(من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه).
سئل عنها الشيخ عبدالعزيز بن باز ( رحمه الله ) وهذا رد الشيخ
السؤال :
ما رأي فضيلتكم في هذه العبارة التي تتردد على ألسنة كثير من طلبة العلم وهي: (من كان شيخه كتابه ضل عن صوابه)؟
الجواب :
أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه هذه هي العبارة التي نعرفها.
وهذا صحيح: أن من لم يدرس على أهل العلم، ولم يأخذ عنهم، ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم، فإنه يخطئ كثيرا، ويلتبس عليه الحق بالباطل، لعدم معرفته بالأدلة الشرعية، والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم، وحققوها وعملوا بها.
أما كون خطئه أكثر فهذا محل نظر، لكن على كل حال أخطاؤه كثيرة، لكونه لم يدرس على أهل العلم، ولم يستفد منهم، ولم يعرف الأصول التي ساروا عليها فهو يخطئ كثيرا، ولا يميز بين الخطأ والصواب في الكتب المخطوطة والمطبوعة.
وقد يقع الخطأ في الكتاب ولكن ليست عنده الدراية والتمييز فيظنه صوابا، فيفتي بتحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله، لعدم بصيرته، لأنه قد وقع له خطأ في كتاب، مثلا: لا يجوز كذا وكذا، بينما الصواب أنه يجوز كذا وكذا، فجاءت لا زائدة أو عكسه: يجوز كذا وكذا والصواب: ولا يجوز فسقطت لا في الطبع أو الخط فهذا خطأ عظيم.
وكذلك قد يجد عبارة: ويصح كذا وكذا، والصواب: ولا يصح كذا وكذا، فيختلط الأمر عليه لعدم بصيرته، ولعدم علمه، فلا يعرف الخطأ الذي وقع في الكتاب، وما أشبه ذلك.
أجاب عنها الشيخ ابن باز رحمه الله
المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يتقارب الزمان ويقبض العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج، وقالوا: ومالهرج يا رسول الله ؟ قال: القتل "
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي"
كلمة جميلة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى بين فيها ما يحصل فيه كمال الإنسان، فقال:
"كمال الإنسان مداره على أصلين:
معرفة الحق من الباطل،
وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين" أ. هـ من كتاب الجواب الكافي صفحة 99.
فقوله
(كمال الإنسان) أي أن الناس يتفاوتون فليسوا سواء قال الله تعالى
( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) [فاطر- 32]،
وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة فالإيمان والإسلام والدين والتقوى والبر والخير والإحسان والهدى والنور والاستقامة وغير ذلك من الأسماء والألقاب تتفاوت تفاوتا كبيرا في قلوب الناس وهي تزيد وتنقص، ولبيان سبب هذا التفاوت، قال:
(مداره على أصلين) أي لذلك التفاوت والقرب من الكمال والبعد عنه يرجع إلى أصلين اثنين هما سبب التفاوت:
الأول: منهما
(معرفة الحق من الباطل)والمراد بالمعرفة أي العلم الذي تحصل به الهداية والتمييز بين الحق والباطل، فبالعلم يمكن للعبد أن يعرف التوحيد والشرك، والسنة والبدعة، والفضيلة والرذيلة، والمعروف والمنكر، والحسنة والسيئة وغير ذلك وفي الحديث "من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين" [أخرجه البخاري (71) ومسلم (103)] ، فمتى ما استنار العبد بالهدى حصل له النجاة من الردى.
وهذا العلم هبة من الله تعالى يرزقه الله تعالى من يشاء من عباده فشرع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله الزيادة منه فقال جل وعلا
(وقل ربي زدني علماً) [طه- 114]، ولم يأمر الله تعالى نبيه أن يسأله الزيادة من شيء سوى العلم لما فيه من تحقيق الكمال ولما فيه من سعادة الدنيا والآخرة، ومثل هذا قوله تعالى في سورة الفاتحة
(اهدنا الصراط المستقيم) وقد شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- بإذن الله تعالى- قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من فريضة أو نافلة وفيها هذا الدعاء
(اهدنا الصراط المستقيم) أي أرشدنا وبلغنا صراطك المستقيم الذي لا اعوجاج فيه فما أحوج المسلم إلى العلم الشرعي ليعرف الحق من الباطل ويميز الخبيث من الطيب
ثم اعلم أخي القارئ الكريم أن العلم بالتعلم فيجب على المسلم وجوبا عَيْنيا ما يستقيم فيه دينه ويصح به توحيده ويتعبد الله تعالى به ويحل به الحلال ويحرم به الحرام ويتخلق به بالأخلاق الحميدة ويتأدب به بالآداب القويمة.
لكن هذا العلم والأصل الأول وهو
(معرفة الحق من الباطل) لا ينفع صاحبه ما لم ينضم إليه الأصل الثاني وهو (إيثار الحق على الباطل) أي العمل بهذا العلم، لذا قيل:
هتف العلم بالعمل ... فإن استجاب وإلا ارتحل
ولقد قرن الله تعالى العمل بالإيمان في مواضع كثيرة من كتابه العزيز فقال
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [مريم- 96]، وقال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) [العصر- 3]، وغير ذلك لأن العمل هو ثمرة العلم فمن علم الحق وخالفه كان ذلك حجة عليه لا له،
وفي الحديث "القرآن حجة لك أو عليك" [أخرجه مسلم (223)]، حجة لك إذا عملت به وحجة عليك إذا جعلته وراء ظهرك وهجرته فلم تعتقد ما دلّ عليه من العقائد ولم تأخذ ما فيه من العبادة المشروعة ولم تحل حلاله ولم تحرم حرامه ولم تحكمه في شؤون حياتك.
اعلم أخي القارئ وفقك الله تعالى إلى العلم النافع والعمل الصالح أن من لم تحصل له (معرفة الحق من الباطل) فهو الضال ومن ليس عنده (إيثار الحق على الباطل) فهو مغضوب عليه.
ثم قال ابن القيم رحمه الله تعالى
(وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين) فهذا حق لا ريب فيه حتى الرسل يتفاوتون قال تعالى
(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة – 253]، وغير الرسل كذلك وسبب هذا التفاوت يكون بتحقيق هذين الأصلين
(معرفة الحق من الباطل وإيثار الحق على الباطل)،
فمن زاد علمه ومعرفته وتمسك بالحق وآثره على الباطل زادت درجته وفضله ومن نقص من ذلك نقصت درجته بقدر ما نقص من العلم والعمل، ولذا جاء في الدعاء المأثور المشهور اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، لأن كثيرا من الناس لا يعرف الحق من الباطل بل ربما التبس عليه الحق بالباطل فناسب أن نسأل الله تعالى أن يبصرنا في ديننا لنعرف الحق من الباطل ولكن لا يكفي أن يعرف الإنسان الحق من الباطل بل لابد له من اتباع الحق وإيثاره على الباطل، واجتناب الباطل بجميع صوره وأشكاله فناسب أن نسأل الله تعالى أن يرزقنا اتباع الحق واجتناب الباطل.
اخي القارئ الكريم إذا عرفت ذلك شاهدت اليوم كثرة الهالكين لتفريطهم في هذين الأصلين إما لعدم معرفة الحق من الباطل وإما لعدم إيثار الحق على الباطل،
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.