الله يسعدك اختي طموحة و يعافيك
يا سبحان الله !
قرات للتو لابن القيم كلاما عن دواء وعلاج عاشق الغناء في كتابه مدارج السالكين
يقول:
فدواء مثل صاحب مثل هذا الحال: أن ينقل بالتدريج إلى سماع القرآن بالأصوات
الطيبة مع الإمعان في تفهم معانيه وتدبر خطابه قليلا إلى أن ينخلع من قلبه
سماع الأبيات ويلبس محبة سماع الآيات ويصير ذوقه وشربه وحاله وجده في
حينئذ يعلم هو من نفسه: أنه لم يكن على شيء.
ويقول في موضوع اخر
والذي شاهدناه- نحن وغيرنا- وعرفناه بالتجارب : أنه ما ظهرت المعازف
وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدوّ وبُلوا
بالقحط والجدب وولاة السوؤ والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر والله المستعان
(لما قرأت هذا تذكرت سوريا الحبيبة ، عافاهم الله مما ابتلو به ونصرهم ، وكنت قد ذهبت الى سوريا مرة ، وما ذهبت الى مكان هناك الا وسمعته يصدح ! هي في كل بلدان المسلمين على كل حال بنسب متفاوته وقد يكون هناك اكثر !) .
وله ابيات ايضا ابيات جميلة في ذم الغناء الذي اتخذته الصوفية الحديثة المنحرفة بمثابة الطقوس والعبادة لهم وذم عليهم تناقضهم في كون التصوف اصلا مؤسس على تزكية النفس عن الهوى وتجريدها من ذلك اوردها هنا للفائدة :
تلي الكتاب فأطرقوا , لا خيفة
لكنه إطراق ساه لاهي
و أتى الغناء فكالذباب تراقصوا
و الله ما رقصوا من أجل الله
دف و مزمار و نغمة شاهد
فمتى شهدت عبادة بملاهي ؟
ثقل الكتاب عليهمو لما رأوا
تقييده بأوامر و نواهي
و عليهمو خف الغنا لما رأوا
إطلاقه في اللهو دون مناهي
يا فرقة ما ضر دين محمد
وجنى عليه و مله إلا هي
سمعوا له رعدا و برقا إذ حوى
زجرا و تخويفا بفعل مناهي
و رأوه أعظم قاطع للنفس عن
شهواتها يا ويحها المتناهي
و أتى السماع موافقا أغراضها
فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
أين المساعد للهوى من قاطع
أسبابه عند الجهول الساهي
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه
خمر العقول ممائل و مضاهي
فانظر إلى النشوان عند شرابه
و انظر إلى النشوان عند ملاهي
و انظر إلى تمزيق ذا أثوابه
من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
فاحكم بأي الخمرتين أحق
بالتحريم و التأثيم عند الله