هذا العمل الفنى العبقرى الذى يعد رمزاً للحريه المتفتحه فى مواجهة الظلم والاستعباد والقمع فى العالم كلــه
والمعروف عن هذا التمثال انه اهدى الى الشعب الامريكى من قبل نظيره الفرنســى بمناسبه مرور 100 عام على استقلال الولايات المتحده الامريكيه وأيضا لتوطيد العلاقه بين البلدين
ولكــن دعونا نتكلم عن القصه الكامله والحقيقيه للتمثال (والتى ينكرها بعض الأمريكيين)
تبدأ القصه عندما زار الفنان الفرنسـى (فريدريرك أوغست بارتولدى ) مصر عام 1859 وقت شق قناة السويس وخطرت لـه فكرة وجود منارة ضخمة على مدخل القناة لإرشاد السفن، على هيئة آله الحرية في المثيولوجيا الرومانية وتصمم بارتداءها ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعله يخرج منها ضوء لإرشاد السفن. . وقرر ان يعرض تلك الفكره على الخديوى اسماعيـل وقام بعمل مجسم صغير للتمثال ، و سافر بارتولدى الى القاهره وقابل الخديوى اسماعيل وعرض عليه مشروعه العبقرى وكل أمله ان تقبل فكرته ، ثم وجد فى نظرات الخديوى كل الاحترام والاعجاب بمشروعه لكنه للأسف لم يعده بالتنفيذ او حتى موافقه مبدأيه .. ،
ثم طلب منه ان يقابله بعد شهرين ليحدد موقفه النهائى من هذا المشروع ،وتمت المقابله مره اخرى وقدم له بارتولدى التمثال تحت اسم (مصر تجلب النور لآسيا) ولكن للأسف قوبلت الفكره اخيراَ بالرفض نظرا لعدم وجود السيوله اللازمه لتمويل المشروع بسبب مشاريع تطوير القاهره فى ذلك الوقت بجانب مشروع القنــاه وحفل افتتحاها….!
وبعد هذا الحدث بعام تقريبا فكرت الحكومه الفرنسيه فى مشروع لتقويه علاقاتها مع البلاد الجديده (مابعد البحار ) عن طريق إهداء هدايا تذكاريه إلى تلك الدول ، وكان من ضمنها الولايات المتحده (حيث انها لم تكن دوله عظمى بعد) فكانت تلك الفكره بإهداء تمثال الى الولايات المتحده بمناسبه مرور مائه عام على استقلالها بحيث يعبر هذا التمثال عن الحريه والاستقلال …
فعرض بارتولدى فكرته القديمه ولكن بتغيير لبعض التفاصيل مثل الارتقاع (زاد 3 امتار ) وتغيير مكان الشعله من اليمنى الى اليسرى وتغيير الملابس من زى فلاحه الى الزى الاغريقى القديم وتم الاتفاق عليهـا اخيراً
وبدأت الإستعدادات علي قدم وساق وتم الاتفاق بين الجانبين على ان تقوم فرنسا بتصميم وبناء التمثال وان تقوم امريكا ببناء قاعدته …
واستعانت الحكومه بالمعمارى الشهير (جوستاف إيفل ) لتصميم الهيكل الانشائى للتمثال بجانب تصميم بارتولدى
وتم الانتهاء من التصميم والتنفيذ من الجانب الفرنسى قبل الافتتاح بحوالى عامين وشحن التمثال إلى امريكا على متن باخره تدعى (ايزيرى) في يوليو عام 1884 ووصلت لنيويورك فى 17 يونيو 1885 ..!
والغريب ان التمثال وصل إلى مكانه قبل ان يتم الامريكان بناء القاعده التى كانت (جباره بالنسبه لهم ..!) فتم تفكيك التمثال وحفظه فى صناديق لحين الانتهاء منها واعادة تجميعه مره أخـــــرى
واخيراً انتهت اعمال بناء القاعده فى أبريل 1886 وبعد ذلك قاموا بإعادة تركيب التمثال على القاعده بمساعدة المهندس العبقرى (جوستاف إيفل) مره اخرى حتى الانتهاء فى اكتوبر 1886
وتم الافتتاح فى يوم 28 اكتوبر عام 1886في إحتفال كبير حضره الشعب الامريكى والكثير من الشخصيات الكبييره
وفى عام 1924تم اعلان التمثال كأثر قومى ، ثم قام الرئيس الامريكى فرانكلين روزفلت بإهداء التمثال مره اخرى الى الشعب بمناسبه اليوبيل الذهى له واظهر قيمته وفضله الكبير على الشعب الامريكى
وبمنسابه مروه 100 عام على بنائه قامت السلطات فى عام 1986 بعمل ترميمات كليه للتمثال وتغير لونه من النحاسى (الاساسى) إلى اللون الذى هو عليه الآن ليلائم اضواء نيويورك ليلاً إلى جانب طلاء الشعله بالذهب.
وبمرور الايام اصبح هذا التمثــال رمزاً للحريه فى العلم كله وليس فى أمريكا وحدها ….. (ومن وجهه نظرى الشخصيه فهو تمثال يعبر عن حريه الغرب على حساب العرب والمســلمين).
وبسبب شهرته الواسعه ورمزيته الجارفه نرى تكرير تلك الفكره فى اكثر من بلد اشهــرها (اليابان ) حيث قامت اليابان بانشاء نسخه مطابقه للتمثال فى طوكيو ، وايضــا قامت فرنسا (اصل الفكره) بإنشاء نفس النسخه فى باريسـ
واخيرا مشروع انشاء تمثال الحريه فى مدينه العجائب فى دبـى ..!
ويمر الوقت ويسدل الستار على تمثال عظيم لم تشأ له الظروف أن يرى النور، وتمثال آخر مشابه للأول في الشكل، مساوٍ له في العظمة وشقيق أصغر بعام أكبر بـ3 أمتار أصبح رمزًا للحرية فى العالم.
معلومات إضافية:
- الارتفاع الكلي للتمثال: 93 متر.
- عرض القاعدة: 47 متر.
- الوزن الكلي: 125 طن.
- في عام 1916 – في إطار الحرب العالمية الأولى – وقع انفجار ألحق أضرارا بالتمثال بلغت قيمتها 100,000 دولار أمريكي مما أدي إلي تحديد حجم الزائرين حتي تم الإصلاح.
- بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، قامت السلطات الأمريكية بإغلاق التمثال والمتحف والجزيرة أمام الجمهور لمراجعة الإجراءات الأمنية ثم أعيد افتتاحهم فى 20 ديسمبر 2001.
::::::::::::::
ومن قارة أمريكا الشمالية إلى القارة الجديدة (استراليا):
وإلى مدينة سيدني الساحرة التي تحوي واحداً من أفضل وأجمل مباني العالم:
هذه الكتله العجيبه التى يصنفها البعض بأنها اعجوبة العالم الثامنه … ويعتبرها البعض الآخر ايقونه القرن العشريــن ..!
هذا المبنى الذى كلما نظرت إليه ارى اسراراً والغازاً بين اجزائه المختلفه ويبعث إلى روحاً من المغامره لمحاوله معرفه سر هذا المبنى العملاق … فهيا بنا نحاول
بدأت القصة وراء هذا الصرح الرائع في 1956 عندما دعت حكومة “نيو ساوث ويلز” لمسابقة مفتوحة لتصميم قاعتين مسارح، للأوبرا وللحفلات الموسيقية السمفونية ، والذى من شأنه أن يضع سيدني على الخريطة العالمية ..
فى نفس هذا الوقت كان هناك مهندس معمارى دنماركى يدعى (يورن أوتزون ) الذى لم يسمع احداً عنه فى ذلك الوقت قد وضع تخيلاته الخاصه لمبنى فى واقع خياله على اسكتشات صغيره (رسم يدوى ) يحلم ان تتحول تلك الرسومات الخياليه واحلامه الى واقع فى يومــاً ما …….. ، وها قد جائت فرصه لوتزون ليحاول ان ينفذ حلمه الاكبر عن طريق هذه المسابقه.
وبعد دخوله للمسابقة بأفكاره التي تألفت من رسومات توضيحيه فقط ، والتى فتن بها المعمارى الأمريكى الشهير ييرو سارينن ( Eero Saarinen ) والذي كان عضواً بلجنة التحكيم… وقــال “الرسومات المقدمة لهذا المشروع كانت بسيطة إلى حد أنها تبدو كرسومات توضيحية ومع ذلك ، فنحن مقتنعون بأن الفكرة المقدمة لدار الأوبرا تلك قادرة على أن تصبح واحدة من افضل المباني في العالم”…!..
وبالفعـل بدأ بناء دار الأوبرا في سيدني مارس 1959 ولكن فى 28 فبراير 1966 وبعد معركة طويلة مع حكومة نيو ساوث ويلز بسبب ارتفاع تكاليف البناء وبعد أن أقترب إنجاز السقف (المرحله الثانيه )، استقال أوتزون من المشروع….!
وعينت الحكومة الاسترالية ثلاثة مهندسين معماريين هم بيتر هول ( Peter Hall )، و دى أس ليتلمور ( DS Littlmore ) ، وليونيل تود (Lionel Todd )خلفاً لأوتزون بهدف إنجاز المشروع ، وتم الانتهاء من المرحله الثانيه فى عام 1967
و في المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع تم تغيير بعض من تصاميم أوتزون(داخلى) بطلب من الحكومه
وتم الانتهاء فى عام 1973 عـلى تلك المراحل الثلاثه بتكلفة نهائية وصلت لـ 102 مليون دولار..!
وتم الافتتاح على يد الملكه اليزابيث الثانيه فى أكتوبر 1973 ليظهر لنـا هذا الصرح بهذه الروعــه …
ولكن للأسف في عام 1989 تم إعلام الحكومة بأن دار الأوبرا في حاجة لإصلاحات وتم الانتهاء منها باكلفة 86 مليون دولار ، ولكن بأى حال هذا التكاليف الباهظة كانت الثمن المدفوع من أجل تحويل دار أوبرا سيدني إلى تحفه القرن العشرين.
والغريب فى الأمر إن أوتزون لم يعود أبدا الى استراليا لتجربة رائعته المعمارية ولرؤيه حلمه الاعظم محقق أمام عينيه
وليتركنا نحن نستمتع برؤيه هذا المبنى الذى يعد واحداً من أعظم الأعمال المعمارية على مر التاريخ.
وفى عام 2007 وضعته اليونسكـو إلى التراث العالمى مع المعالم القديمة مثل الـ “ستونهيدج” والأهرامات، ووضعه المعماريون رمـــــــــزاً للتكنولجيا والعالم فى القرن العشريــن
معلومات إضافية:
- يحتوى السقف المقوس على 1056066 قطعة سيراميك صنعت في السويد من الطين والحجر المجروش.
- يحتوى المبنى على 2000 لوح زجاج صممته شركة “أروب أوف وشركاه”.
- إستغرق الأمر أحد عشر عاما لاستكمال هيكل السقف فقط….!
- الميزانيه للمبنى كانت 7 مليون دولار فقــط ولكن تم تخطى هذا المبلغ ليصل إلى 102 مليون دولار إلى جانب 86 مليون دولار تكلفه الاصلاحات …..!