إن الذي يتعرض بالثناء لملك من الملوك الدنيا ويشدو بشيء من مناقبه أويتلو بعضا من محاسنه لايخلو من العطيه وقد يكون أكثر الثناء وجل المديح في غير مكانه فما بالك بمن يثني على مالك الملك وصاحب الفضل وواهب النعماء وعظيم جوداولاأعظم عطاء ولاأوسع منه برا ولاأجل منه فضلا....
ماذا تساوي كلمات نسطرها أوعبارات ندبجها أوصفحات نخطها عن الذي خلقنا وما نعمل وأوجدنا وما نصنع .. العقل الذي يتفكر ويتدبر والنفس التي تخشع وتتأثر والقلب الذي يؤمن ويتذكر كلها نِعم من الذي خلق فقدر لو عبده المرء سنوات عديده ماكان ذلك مقابلا لنعمه واحده من نعمه عليه كالسمع أو البصر أو العقل لوكانت مياه البحور مدادا للكاتبين وأشجار الدنيا أقلامنا للمدونين ووجه الأرض ورقا للمسطرين ونقش عليها ثناؤهم على الله لما أوفوه حقه من الثناء فهو فوق مايصفه الواصفون فسبحانه جل في علاه له الحمد فهو رب السموات والارض ومن فيهن عالم الغيب والشهاده فالق الحب والنوى الأول فليس قبله شيء والآخر فليس بعده شيء الظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا........
يتبــــــــــــــــــــــــع....