2011- 9- 11
|
#3
|
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: شبابنا والإجازة
إخوةَ العقيدة، ونعطِف بكم ـ يا رعاكم الله ـ لحديثٍ ذي صِلةٍ وثيقة بهذه الإجازة الصيفيّة، ألا وهي الحديث عن شريحة مهمّةٍ من شرائح المجتمَع، وفئة عزيزة غاليةٍ في الأمّة وهم شبابُها ونشؤها وجيلها، وضرورة العناية بتحصينِهم والاهتمام بهم، لا سيّما في أوقات الإجازات، بعدما أفرَزت الأحداث الأخيرة انخداعَ بعض شباب المجتمع بأفكار منحرفةٍ تفسد عقولَهم وتخِلّ بأمن بلادِهم، ممَّا يؤكّد ضرورةَ استثمار أوقاتِ الشّباب وملءِ وقت فراغهم بالبرامج النّافعة التي تعود عليهم وعلى مجتمعِهم بالنّفع في أمور دينهم ودنياهم، وتحذيرهم من مجالسة أصحابِ الأفكار المنحرفة أو السّفر إلى بقاع موبوءة، كما يحتِّم على أولياء أمورهم متابعةَ تحرُّكاتهم، ومراقبة تصرُّفاتِهم وما يطرأ عليها من جنوحٍ أو تغيير، بإيجاد آليّة للحوار البنَّاء معهم الممزوجِ بحدب وحنانِ الأبوّة، وفقًا للضّوابط الشرعيّة والإمكانات الاجتماعيّة والأسريّة.
هذا حال شبابنا وللاسف دون رقيب ولا حسيب
أمّةَ الإسلام، إنّه نتيجةً للفراغ المستبدّ بكثير مِن أطياف المجتمَع وفئامِ الأمة وغياب الرّقابة الأسريّة ظهَرت انحرافات فكريّةٌ مُقلِقة، أحدقت بالشّباب، وعصفت بكثيرٍ منهم في بيداء المسكِرات ومستنقعاتِ المخدِّرات واقتراف الجريمة، في لونٍ من ألوانِ التّغريب والتفلُّت من القيَم والثّوابت، وانسياقٍ محموم وراء شعاراتِ التقليد والتبعيّة بدعوى الحريّة والمدنيّة، واللّهث خلفَ سراب انفتاحٍ غير منضبط وعولمةٍ ثقافيّة مفضوحة. واستحوذَ على طائفةٍ أخرى الانحراف الفكريُّ الذريع، فعمدوا إلى الغلوّ والعنف والإرهاب، حتّى غدَوا كالدّاء العُياء في جسدِ الأمّة، وكالسّم الزّعاف في مطعمِها المَريء، بل وصل الإجرام ذِروتَه بتفخيخ المصاحف واستخدامِ المساجد عياذًا بالله.
اللهم من اراد ان يزعزع امننا فاللهم فاشغله بنفسه ورد كيدة بنحره
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولولا العقوبةُ التي فرضها الله على الجُناة والمفسدين لأهلك الناسُ بعضهم بعضًا، وهي لا تتمّ إلا بمؤلمٍ يردعهم، ويجعل الجانيَ نكالاً وعِظةً لمن يُريد أن يفعلَ مثلَ فعله".
اللهم اجعل بلادنا وحكامنا ممن يطبقون شرعك واحكامك
وممَّا يجب الاهتمامُ به وإيلاؤه أوفرَ العناية في هذه الآونة العصيبة تحصينُ مدارك الشّباب وثقافاتهم بأحكامِ الحدود الشرعيّة، كتحريم قتل النفس المعصومة وحكمِ الاعتداء على المعاهدين وأهلِ الذمّة وخطورة أمرِ التّكفير وإطلاق الأحكام جُزافًا ومفاهيم الجهادِ الشرعيّ وعدم الخلطِ بينه وبين ما يُظَنّ منه من صُوَر الإفساد في الأرض وحكمِ ترويع الآمنين وانتهاك حرماتِهم وسلب أموالهم وحكمِ المخدِّرات وشربها وتعاطيها وترويجها، حمايةً لهم ولمجتمعاتِهم وأمّتهم من أَنصاف المتعلِّمين وسهام المغرضين وشِباك الخصوم الحاقدين.
قال تعالى في العقاب الأول:
((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) [المائدة (45)]
وكثير وللاسف الشديد ممن خلط بين الذمي والحربي
قتل الذمِّي والمعاهد والمستأمن حرام، وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، فقد روى البخاري في صحيحه (3166) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإنَّ ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ))، أورده البخاري هكذا في كتاب الجزية،
سلمت يمينك ياخوي ساعد وطني كلمات تعبر عن واقع شبابنا ونحن من ظمن هؤلاء الشباب نسأل الله الصلاح لنا ولجميع شباب المسلمين
وموضع يستحق التقييم
|
|
|
|