الــوطني وهو في مسيرته الحتمية ودورة الزمن ..يُحدق بنا وكأن لسان حاله يقول ان الوطن يقول لا تختصروني بزمن محدد لتــتذكروني !
لا تجعلوني في أوراق التقويم لتمزقوني..!
ترجل الوطن من على صهوة الذكرى وأردف قالا ..
بل اجعلوني جزءا من كيانكم من وجدانكم صلة بضمائركم.
وطني : لم يقول الحقيقة جعلت فداك من قال ان الأوطان تقاس بالأقوال المنمقة دون ان يقرنها بالأفعال المنجزة..!
تجنى من قال ان الأوطان حفنة تراب وسواحل وسلاسل جبالية جغرافيا ..وعمران وكباري اسمنتية (في حدود جامدة !!)
افتراء من قال ان الأوطان أسماء مبعثرة يقرظها الشعار في المحافل والمناسبات .
يا وطني حبك امتزجت طينته بطينتنا.. حبك نمت نواة نخيله باسقات في وجداننا وشيح وكادي فاطرب عرس وجودنا ..!
يا وطني من ذا الذي يختصر الحب العذري في حب قيس وعنترة وجميل بثينى ؟! وأنت الطهر أنت حالة العشق وتــُعبر عن تلك المشاعر النبيلة الصادقة..!
أنت كلمات لم تقال بعد ..! مكانك بمثابة الحبل السري للجنين..! أنت الصدر المدر الذي لن نبلغ الفطام منه للأبد ..!
ياوطني أنت كالمرآة التي كلما وقفنا أمامها رأينا انعكاسك في ملامحنا، من يختصرك بلون وطعم ورائحة فقد تجنا وقدمك جزء عن الكل من الحقيقة وأخفى ألوان الطيف وناموسها الجميل في تباينها..
وحجب الكثير من روائحك الزاكية ومذاقاتك المتنوعة..!
وطني أنت المعين الذي يذوب فيه الجميع دون ان يطغى لون على آخر بل تتمازج الألوان وتتشكل ويزهى الثوب المطرز الذي يتسع للجميع.
وطني البّر معك والصدق فيك هو ما يقدمه ابناءك من العمل والجد والبناء والتفاني والولاء وليس صناعة الابجديات والقصائد الخواء .
وطني الغربة ليست غربة الاهل بل الغربة في الانتماء