جزاكم الله كل الخير وبارك الله فيكم نحن متفقون انها محدثه وبدعه وأنه باب فتح على مصراعيه نسال الله العلي العظيم ان لايؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وان يغلق هذا الباب لما سيجلب من الفتن والشرور التي لايعلمها الا الله
وحصل من المنكرات والكبائر في إحتفالات ومسيرات واختلاط في مناطق كثيرة على كلام اناس ثقات نسأل الله السلامة والعافيه والستر وسيحاسبون وسيردون الى عالم الغيب والشهاده وقد ينزل عليهم غضب من الله وسخط نسأل الله العفو والعافيه
وإن أعظم ما يوجب الفتن والتفرق في الأمّة وتصدع جدرانها: البدع والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، سواء كانت عقدية أو عملية.
ولن اطيل عليكم ولست بأعلمكم ولكن من باب التواصي بالحق وبالصبر وأوصيكم ونفسي كما وصى لقمان أبنه في سورة لقمان
قال الله تعالى:( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) {لقمان:17}.
أخواني أخواتي بارك الله فيكم المسأله خطيرة والأمر عظيم المسأله مسألة عقيده
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس مختص بأحد بل على المسلمين جميعهم
والمنكرات الظاهرة يجــب إنكارها والإنكار بالقلب فرض على كل مسلم ، في كل حال ، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة وكل يعلم الله قدرته
ومن أكبر الكبائر وأعظم العظائم : التهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعدم القيام لهما بما يشترط ويفتقر إليه في حصوله على الوجه الذي تبرأ به الذمة ويحصل به المقصود
قال الله تعالى : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وقال صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) .
المداهن لا بد أن يفتح الله له باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز ، وقد قال بعض السلف " من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الطاعة ، فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه ، فكما هان عليه أمر الله أهانه الله وأذله
[ حمد بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص76 ]
الله تعالى قد أمرنا بإنكار المنكر بحسب الإمكان ، فمن حضره باختياره ولم ينكره فقد عصى الله ورسوله بترك ما أمره به من بغضه وإنكاره والنهي عنه .
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص222 ]
وختاماً من شهد الخطيئة فكرهها بقلبه كان كمن لم يشهدها ، إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها ، لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ، ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب ، وهو فرض على كل مسلم ، لا يسقط عن أحد في حال من الأحوال . [ جامع العلوم والحكم ج2 ص245 ]
لا يجوز لأحد أن يشهد مجالس المنكرات باختياره بغير ضرورة ، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم شربوا الخمر ، فأمر بجلدهم ، فقيل : فيهم فلان صائم ، فقال : به ابدأوا ، أما سمعت الله تعالى يقول : { وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم } فجعل حاضر المنكر كفاعله . [ مختصر فتاوى ابن تيمية ص 504 ]
قال تعالى : { عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } لا يقتضي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لا نهياً ولا إذناً ، كما في الحديث المشهور في السنن عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) " .
[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج14 ص479 ]