عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 9- 28   #27
درع الجزيرة
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية درع الجزيرة
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 78078
تاريخ التسجيل: Tue May 2011
المشاركات: 2,108
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 3093
مؤشر المستوى: 82
درع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond reputeدرع الجزيرة has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية ادارة الاعمال
الدراسة: انتساب
التخصص: ادارة اعمال
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
درع الجزيرة غير متواجد حالياً
رد: من أقوال السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلمائنا رحمهم الله رحمة واسعة

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
" إضاعة الوقت الصحيح يدعو إلى درك النقيصة ، إذ صاحب حفظه مترق على درجات الكمال

فإذا أضاعه لم يقف موضعه ، بل ينزل إلى درجات من النقص

فإن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد ، فالعبد سائر لا واقف

فإما إلى فوق ، وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء

وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف ألبتة ، ما هو إلا

مراحل تطوى أسرع طي ، إلى الجنة أو إلى النار ، فمسرع

ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر ، وليس في الطريق واقف ألبتة ، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء ، قال تعالى : { إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ (36) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)} المدثر ، ولم يذكر واقفا ، إذ لا منزل بين الجنة والنار ، ولا طريق لسالك إلى غير الدارين ألبتة ، فمن لم يتقدم إلى هذه الأعمال الصالحة فهو متأخر إلى تلك بالأعمال السيئة .

فإن قلت : كل مُجِدٍّ في طلب شيء لا بد أن يعرض له وقفة وفتور

ثم ينهض إلى طلبه ؟

قلت : لا بد من ذلك ، ولكن صاحب الوقفة له حالان :

إما أن يقف ليجم نفسه ، ويعدها للسير : فهذا وقفته سير ، ولا

تضره الوقفة ، فإن لكل عمل شرَّة ، ولكل شرَّة فترة .

وإما أن يقف لداع دعاه من ورائه ، وجاذب جذبه من خلفه ، فإن أجابه أخره ولا بد ، فإن تداركه الله برحمته ، وأطلعه على سبق الركب له وعلى تأخره : نهض نهضة الغضبان الآسف على الانقطاع ، ووثب ، وجمز – أي : [ قفز ] ، واشتد سعيا ليلحق الركب .

وإن استمر مع داعي التأخر ، وأصغى إليه ، لم يُرض برده إلى

حالته الأولى من الغفلة وإجابة داعي الهوى ،حتى يرده إلى أسوأ منها ، وأنزل دركا ، وهو بمنزلة النكسة الشديدة عقيب الإبلال من المرض ، فإنها أخطر منه وأصعب .

وبالجملة : فإن تدارك الله سبحانه وتعالى هذا العبد بجذبة منه مِن يَدِ عدوِّه وتخليصه ، وإلا فهو في تأخر إلى الممات ، راجع القهقرى ، ناكص على عقيبه ، أو مُوَلٍّ ظهره ، ولا قوة إلا بالله، والمعصوم من عصمه الله "
  رد مع اقتباس