زواج أمنا عائشة من سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم )
وقد خطب النبي صلي الله عليه وسلم أمنا عائشة (رضى الله عنها ) قبل هجرته إلي المدينة المنورة, إلا أنه صلي الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد هجرته صلي الله عليه وسلم إلي المدينة, وتم زفافها إلي الرسول صلي الله عليه وسلم في شهر شوال من السنة الأولي للهجرة.
وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها قصة زفافها إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فتقول: قدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج, فأتتني أمي وإني لفي أرجوحة بين عرقين أي: بين نخلتين ومعي صواحب لي, فأتيتها وأنا لا أدري ماتريد, فأخذت بيدي حتي أوقفتني علي باب الدار, وإني لأنهج, ثم أدخلتني فإذا نسوة من الأنصار فقلن: علي الخير والبركة وعلي خير طائر, فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني وهيأنني, فلم أنشب أن جاء رسول الله صلي الله عليه وسلم ودخل...
ودخلت عائشة رضي الله عنها الحياة الزوجية مع سيد الخلق صلي الله عليه وسلم فوجدت فيها القلب الرحيم, والوجه الضحوك, والحنان المتدفق, والكلام الطيب الذي زادها استبشارا وسرورا ومحبة لا حدود لها لسيد الخلق صلي الله عليه وسلم .
وتحكي رضي الله عنها جانبا من تلك الأقوال الطيبة, ومن المعاملة الحسنة, ومن الحياة المرحة البهيجة التي كانت تحياها في بيته صلي الله عليه وسلم فتقول كما جاء في الأحاديث الصحيحة : قال لي صلي الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال, جاءني بك الملك في سرقة من حرير أي: في قطعة من الحرير الأخضر فقال: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي, فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه.
ثم تقول رضي الله عنها قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم ياعائشة هذا جبريل يقرئك السلام, فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته, تري يارسول الله ما لا أري. وتقول: كنت ألعب بالبنات أي: بصورهن عند رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن أي يستترن من رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان يسربهن إلي أي: يأمرهن بالذهاب إلي وتقول: قدم الرسول صلي الله عليه وسلم مرة من غزوة وفي سهوتي أي: مخدعي ستر, فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن بنات لي لعب, فقال: ماهذا ياعائشة؟ قلت: بناتي, ورأي صلي الله عليه وسلم بينهن فرسا له جناحان من غير قاع من جلد فقال: ماهذا الذي وسطهن؟ قلت: فرس فقال صلي الله عليه وسلم فرس له جناحان؟ قلت: أما سمعت أن لسليمان عليه السلام خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك صلي الله عليه وسلم حتي رأيت نواجذه أي: حتي رأيت بعض أنيابه.
وتقول: قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبي.. فقلت يارسول الله: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كنت عني راضية فانك تقولين: لا ورب محمد, وإذا كنت غضبي قلت: لا ورب إبراهيم. قالت: فقلت أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك أي: وأما ذاتك يارسول الله فهي معي دائما حيثما كنت .
وهكذا بدأت عائشة رضي الله عنها حياتها الزوجية مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فوجدت فيها كل مايسعدها من فرح وسرور, ومن ابتهاج وحبور, ومن ممازحات لطيفة, ومن عبارات رقيقة, ومن بشارات عظيمة, ومن معاملة كريمة, زادتها قوة في إيمانها وسموا في سلوكها وشجاعة في النطق بكلمة الحق وعلما نافعا يسمو بأمور دينها وبشئون دنياها