عرض مشاركة واحدة
قديم 2009- 6- 30   #29
صفاء اللجين
أكـاديـمـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 28212
تاريخ التسجيل: Sat Jun 2009
العمر: 40
المشاركات: 75
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 104
مؤشر المستوى: 66
صفاء اللجين will become famous soon enoughصفاء اللجين will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: ksu
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
صفاء اللجين غير متواجد حالياً
رد: بين أروقة قسم الرياضيااات حيث تكمن الإثارة...!!

الجزء الرابع.. على أعتاب الامتحانات..


اوشكت الامتحانات على البدء ومع اقتراب موعدها تفشت الشائعات على ألسنة الطالبات..... بين من تقول.. إن الدكتورة الفلانية لا تصحح الأوراق وأن النتائج تخضع لقانون الإحتمالات.. وبين من تقول.. أن الأسئلة صعبة جداً وتعجيزية..

لم أكن اكترث لمثل هذه الأقاويل كما أنني لا أحب اعطائها اذاناً صاغية.. تأهبت للإمتحانات حتى بدأ أول أيامها بمادة الهندسة التحليلية ... وفي صباح يوم الإمتحان توجهت قبل موعده بحوالي ربع ساعة نحو القاعة... وإذا بالطالبات وقد اعلنّ حالة استنفار قصوى...!!! لقد أثار تعجبي حالهنّ وهنّ بين ممسكة للدفتر تقلب صفحاته.. وبين من اجتمعن يتناقشن ويتجادلن في بعض المسائل بصوتٍ عالٍ جداً ونقاش حاد.. يفتقر إلى أدنى مبادئ الحوار...

رأيت بيان وسلمى وبعض الطالبات وكنّ يتناقشن في مجموعة من الأسئلة كانت من ضمن اختبارات الأعوام السابقة... سلّمت عليهن.. وانصرفت بسرعة لعدم رغبتي في تشتيت ذهني بما لديهن من مسائل...

جلست على أحد المقاعد وحاولت عدم الإصغاء لأحد.. أخذت نفساً عميقاً... والقيت نظرة على القاعة.. فإذا بطالبة تعيش هدوءً لم اعهده لدى أحد من الطالبات... كانت تجلس لوحدها وتضع يدها على خدها.. تتأمل في المارّة والجالسين.. وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة أجهل مغزاها...!! إنها حوراء.. اعجبني هدوئها كثيراً في مثل هذا الوقت... بادلتها ابتسامة توحي بمدى اعجابي بها... ثم استدرت و وضعت رأسي على الطاولة لعلّ الوقت يمضي بسرعة...!!

أخيراً تسلمنا ورق الاختبار وبدأ والعد التنازلي للوقت المخصص له... شرعت في حل الأسئلة وكانت اقرب إلى السهولة منها إلى الصعوبة... عدا إحدى الفقرات والتي تحمل بين طياتها فكرة لا تستعصي على الذهن..

انقضى وقت الامتحان وكأنه برهة من الزمن... حينها اغلقت قلمي و وضعته جانباً بعد أن انهيت الحلّ وسلمت ورقة الاختبار..

توالت الامتحانات تِباعاً...وكانت بصورة عامة سهلة لا تخلو من أفكار عابرة... انقضت أسابيع الامتحانات بعد شيء من التعب والإجهاد.. وصرنا نترقب درجاتنا التي سنحصل عليها...

قبل بدء المحاضرة ببضع دقائق كانت بيان مع عقيلة ومعهن بعض الزميلات يتبادلن الأحاديث..
-عقيلة: لم يكن الرياضيات هو التخصص الذي اطمح إليه.. لقد سجلت في الكلية وكانت رغبتي هي دراسة الحاسب الآلي..
-بيان: إذاً لابد من أن نسبتك في الثانوية العامة عالية جداً..
- لقد كنت الأولى على مدرستي وكان معدلي 98% وجزء من العشرة..
-ما شاء الله ... نسبة عالية..
- لكن ومع ذلك لم يتم قبولي في قسم الحاسب.. بل وأكثر من ذلك وُضِعت في آخر الأقسام التي دونتها من ضمن رغباتي.. والتي كانت الحاسب ثم الكيمياء يتبعه الفيزياء وآخيراً.. الرياضيات...!!

تدخل الدكتورة أروى ومع دخولها يتوقف حوار الطالبات ويعتدلنّ في جلستهن... لقد كانت الدكتورة تحمل بيدها أوراق الاختبار.. تشوقت لمعرفة درجتي.. ولكنها وضعت كومة الورق على الطاولة وشرعت في شرح المحاضرة.. مما يعني الانتظار لمدة ساعة ونصف تقريباً..

فتحت دفتري لأدون ماتسطره الدكتورة على اللوح وكان الوقت يمضي ببطء شديد... لاحت علائم الفرج حينما طرحت الطبشور جانباً وقالت لنا...
-لم يكن أدائكم في الامتحان جيداً.. فقط طالبتان منكنّ حصلتا على الدرجة النهائية... وهما.. بيان و حوراء...

تعالى همس الطالبات بعض الشيء.... بين معترض وبين مستفهم...!!
توجهت أنظار الطالبات نحو حوراء حينما قامت لتستلم ورقتها وهنّ في تعجب وحيرة وكأنها شخصية غير متوقعة قد خرقت حساباتهن الفلكية وتوقعاتهن المسبوقة...

في اليوم التالي خصصت د.هدى المحاضرة والتي مدتها 50 دقيقة تقريباً لمناقشة الاختبار... اعطتنا أوراقنا لتطّلع كل واحدة منا على درجتها وفي ذات الوقت لتتعرف على أخطائها....كنت اجلس حينها مع بيان وفور تسلمنا لأوراقنا توجهت إلينا سلمى لتسألنا عن درجاتنا... لم يكن أمراً مهماً بالنسبة ليّ أن يعرف الآخرون درجتي ولكن ازعجتني المقارنات التي تعقدها سلمى بين درجات الطالبات بعض الشيء.... مع أني لم احصل على الدرجة النهائية إلا انني كنت مسرورة لمعرفة مواضع الخطأ عندي ولعدم صدق ما نُشر من أقاويل قبل الامتحانات..



استودعكم الله أحبتي... في أمان الله وإلى لقاء قريب بإذن الله...
  رد مع اقتباس