رد: هااااام نزلت (4) مناقشات للتحرير العربي
في مناقشة التحرير العربي
المناقشة الرابعة
_ اكرم عيسى موسى - ايهما اكرم الاخر
خلال بحثي عن هذه المعاني وجدت ما
جاء في شرح بن يعيش :
("اعلم أن الإعراب في اللغة البيان يقال : أعرب عن حاجته إذا أبان عنها... و الإعراب الإبانة عن المعاني باختلاف أواخر
الكلم لتعاقب العوامل في أولها ألا ترى أنك لو قلت : ضرب زيد عمرو بالسكون من غير إعراب لم تعلم الفاعل من
المفعول؟ ولو اقتصر في البيان على حفظ المرتبة فيعلم الفاعل بتقدمه و المفعول بتأخره لضاق المهذب ولم يوجد من
الاتساع بالتقديم والتأخير ما يوجد بوجود الإعراب ألا ترى أنك تقول : "ضرب زيد عمرا" ، و "أكرم أخاك أبوك" ، فيعلم
الفاعل برفعه ، و المفعول بنصبه سواء تقدم أو تأخر فإن قيل فأنت تقول : "ضرب هذا هذا" ، و "أكرم عيسى موسى"
وتقتصر في البيان على المرتبة قيل هذا شيء قادت إليه الضرورة لتعذر ظهور الإعراب فيهما ولو ظهر الاعراب فيها أو في
أحدهما أو وجدت قرينة معنوية أو لفظية جاز الاتساع بالتقديم والتأخير نحو:" ضرب عيسى زيد" فظهور الرفع في "زيد"
عرفك أن عيسى مفعول من خلال هذا التعريف يظهر لنا أن انفتاح المعاني في التراكيب و العبارات قد يرجع إلى ما
يستدعيه نظامها التركيبي من العلامات الإعرابية المختلفة وذلك في ضوء ما تنفتح عليه الأبنية النحوية للجملة العربية
من مختلف التقديرات و الوجوه الاحتمالية إن على المستوى التركيبي أو الاستبدالي وفي ضوء ما تتحلى به تلك الأبنية
من مرونة في التركيب يسبب التقديم والتأخير ، و إن في ذلك من المرونة و التوسع ما يمكن المتكلم من التعبير عن
مختلف المعاني التي يريدها و الأغراض و الحا و نجات التي يقصدها ، واللغة العربية إنما وجدت للتعبير عن المعاني فما
كان أكثر دقة في التعبير عنها وأكثر اتساعا وشمولا في الدلالة عليها كان أمثل و أحسن ، و لا شك أن الإعراب في العربية
يؤدي ما لا تؤديه اللغات المبنية من دقة في المعاني واتساع فيها .
ولنبين أثر الحركة الإعرابية في انفتاح الكلام وتوجيه معانيه نستعرض أمثلة عن بعض الجمل الاسمية محاولين قدر
الامكان تحليلها دلاليا على أساس العلامة الإعرابية باختلاف أواخر الكلم
|