|
رد: ....... [ أّقتِبَآسآتُ ]
أَذهبُ إِلى مرآةٍ فأَرى شخصًا آخرَ يطلبُ منِّي أَن أُخرجَهُ منْ أَسرِ ماءِ الفضَّةِ، فأَبتعدُ عَنهما إِلى لاَ أَعرفُ! أَتمشَّى بخطواتٍ حرَّةٍ، لكنَّها فِي قفصٍ كبيرٍ! ثمَّ أَصرخُ في داخلِي المرهَقِ/ المرهِقِ: كيفَ لَو كانَ الإِنسانُ بلاَ مخيلةٍ ولاَ ذاكرةٍ! وأَسأَلُني: هلْ لَو فقدتُ الحواسَّ كلَّها، أَكانَتا تَكفيانَني؟ أَصحُو منْ غفلةِ سؤَالي علَى صوتٍ مُواربٍ قادمٍ منْ جهةِ المرآةِ: أَنا حواسُّ متأَجِّجةٌ بأَكثرَ منْ عددِها، ومخيلةٌ سماويَّةٌ دائمةُ الإِبراقِ تخترقُ سوادَ تلبُّدِ الحياةِ، وذاكرةٌ جشعةٌ لاَ تمتلئُ ولا تغلقُ البابَ حتَّى علَى كَنزِها! أَنا شاعرٌ؛ حاولتُ أَن أَكتبَ الشِّعرَ بالشِّعرِ؛ بدمهِ، وقلبهِ، وروحهِ، وجسدهِ، وبأَن أَفتحَ حتَّى مَا بعدَ الحواسِّ علَى كلِّ شيءٍ، حتَّى أُغيَّرَ مَا بِنَفْسي فيتغيَّرُ مَا بشعرِي؛ تفرُّدًا خاصَّا، ومغايَرةً عنِ الآخرينَ ، لذَا عوقِبتُ بنُكرانِ معظمِ السَّائِدينَ طويلاً، لكنِّي بَقيتُ ،
محمَّد حلمي الرَّيشة .
|