التوجيه والإرشاد النفسي والأسري لذوي الاحتياجات الخاصة ( المحاضره السادسه)
الفصل الثالث
العلاقات الإرشادية
مقدمة
إن خصائص المرشد ومهاراته لا تختلف باختلاف الفئة التي يتعامل معها وإنما هناك خصوصية للمرشد و الذي يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم وفيما يلي عرض لبعض الجوانب التي تتضح فيها هذه الخصوصية:
* الإصغاء: وذلك حتى تتكون لدى المرشد صورة واضحة عن طبيعة المشكلة لذا على المرشد التركيز جهوده علي مساعدة وتشجيع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم علي الحديث عن المشكلة وما يدور في أذهانهم .
* المصطلحات: على المرشد استخدام المصطلحات المفهومة البسيطة مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم مع مراعاة المستوي الثقافي و التعليمي لهم .
* التقبل ؛ علي المرشد أن يتذكر دائما عندما يتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم أنهم قد يعانون من بعض الاضطرابات الانفعالية ومن بعض مشاعر الخجل و الذنب و تأنيب الضمير لذلك فإن توجيه الانتقادات لهم قد يقابل بالرفض لذا على المرشد تقبلهم تقبلا غير مشروط كما هم .
* المشاعر والاتجاهات: على المرشد الاهتمام بتغير المشاعر و الاتجاهات السلبية (الإشفاق علي الذات الخجل و القلق و الإحباط و اليأس ) واستبدالها بمشاعر و اتجاهات أكثر إيجابية .
* تفهم حاجات الفرد و الأسرة و ملاحظة و تقييم التفاعلات الأسرية .
* إرشاد جميع أفراد الأسرة حيث أن يسهل من عملية فهم مشكلات الفرد من ذوي الحاجات الخاصة .
العلاقة الإرشادية:
ذكر كل من (البحراوي والزيوت ( هناك خمسة أساليب تسهل تكوين العلاقة الإرشادية وهي:
1- العقود: وهو توضيح دور كل من المرشد والأسرة أثناء العملية الإرشادية والنتائج المتوقعة أو الموجودة خلال الجلسات الإرشادية .
2- تحديد الفترة الزمنية للعملية الإرشادية : من حيث الجلسات التي يحتاجها الوالدان ومدة الجلسة الواحدة .
3- تحديد طبيعة الطفل من ذوي الحاجات الخاصة ، وتحديد كيفية التعامل مع الوالدين واختيار الطرق الإرشادية المناسبة . على أن يتصف دور المرشد بالإيجابية.
4- تحديد دور العاملين في المركز الإرشادية . المرشد يجب أن يوضح دوره وكذلك دور مراكز الخدمات وكيفية بناء البرنامج الإرشادي.
5- تحديد وتنفيذ وإجراءات العملية الإرشادية ، على أن يتحمل المرشد الدور الأكبر في إدارة الجلسة وتنفيذها لمساعدة الأسرة على التفهم ، كل ذلك بأسلوب واقعي ملموس ولإعطائهم فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية
مراحل العملية الإرشادية:
وتتضمن المراحل التالية:
1- تحديد الهدف : ويتضمن التحقق من وجود مشكلة عند الأسر أو وجود سلوك بحاجة إلى تعديل، ومن ثم اتخاذ قرار مناسب. في هذه المرحلة يتم تقييم أولي يشمل المقابلة وتطبيق قوائم التقدير والملاحظة، وتساعد هذه المرحلة الأخصائي على الخروج بانطباعات أولية.
2– تعريف المشكلة: وهذا يعمل على توجيه البرنامج الإرشادي وتحديد المعايير التي سيتم في ضوئها الحكم على فعالية البرنامج .
3- فهم حاجات الوالدين وحاجة طفلهما من ذوي الحاجات الخاصة.
4- تحديد خطة العمل: ويعتمد ذلك على الإمكانيات المتوفرة واللازمة للتنفيذ ومهارة وخبرة الإفراد الذين سيقومون بتنفيذها. وعلى المرشد تحديد الوضع الذي سينفذ فيه البرنامج الإرشادي، واختيار أساليب الإرشاد لتحقيق التي تسعى إليها ، وتحديد أنواع التعزيز التي سيستخدمها وطريقة تقديم المعززات وتحديد معايير الحكم على فعالية الأساليب المستخدمة في حالة فشل الأساليب المستخدمة .
5- تنفيذ خطط العمل، ويكون ذلك بالتعاون مع الآباء والأخصائيين أو المعلمين ويكون تنفيذها حسب رغبة الأهل والإمكانات المتوفرة لدى المرشدين .
6- إنها العلاقة الإرشادية بعد تنفيذ الخطة يتم تقييم النتائج وإنها العلاقة الإرشادية.
أما أهم الأمور التي على المرشد تجنبها أثناء العملية الإرشادية:
1- التعميم؛ على المرشد التعامل مع كل حالة انفراد.
2- النقل والتحويل؛ أن لا يطابق مواصفات لفرد أو أسرة في حياته الخاصة مع مواصفات معينة لحالة أو الأسرة يقوم بإرشادها وأن لا ينقل ما يكنه من مشاعر نحو الفرد أو الأسرة للحالة للأسرة التي يقوم بإرشادها.
3 -إسقاط القيم الذاتية على المواقف، ويحدث ذلك عندما يتجاوب المرشد مع الأزمة وكأنها أزمته يضع قيمه أثناء تقييمه للوضع، وهذا يختلف عن المشاركة الوجدانية التي على المرشد تحقيقها.....الخ
( البحراوي والزيوت 2012م)
معوقات العمل الإرشادي مع ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم:
1- افتقار المرشدين للإعداد والتدريب المناسب حول الأساليب واستراتجيات التعامل مع ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم .
2- يحتاج إلى وقت طويل وجهد طويل قد لا يتحمله المرشد غير المعد لهذه الفئات.
3- الافتراضات الخاطئة التي ينطلق منها المرشد بان مشاكل هذه الفئات نابعة منهم أنفسهم،على الرغم من أن أسباب مشاكلهم في كثير من الأحيان تكون الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.
4-الدمج المطبق حاليا في المدارس وغير مخطط له بحذر وما رافق ذلك من مشكلات فيما يتعلق بالاتجاهات، اتجاهات الطلبة العاديين نحو طلبة ذوي الحاجات الخاصة.
استراتيجيات الإرشاد الأساسية:
بينت (يحيى، 2010) أنه على المرشد أن يكون مطلعًا على نظريات الإرشاد الرئيسية، حيث أنه ومن خلال معرفة المرشد بالتقنيات المناسبة والإجراءات الملائمة يستطيع مساعدة المسترشد0 وفي هذا الفصل سيتم استعراض نظريات الإرشاد الأساسية التي تساعد العاملون في مهنة الإرشاد، وكل نظرية من هذه النظريات تترجم إلى طريقة إرشاد يمكن أن يستخدمها المرشد.ويفهم هذه الاستراتيجيات يصبح المرشد قادرا وبشكل أفضل على التدخل في الوقت المناسب ليساعد الأفراد ذوي الحاجات الخاصة وأسرهم. هذا ويتطلب الاختبار والتطبيق الفعال لهذه الاستراتيجيات مرشدا ذا مهارات وتدريب وخبرة كافية.
الطرق التقليدية الثلاثة:
أشار ستيوارت (Stewart ,1988 (إلى أن الإرشاد قد تأثر ولعدة سنوات بثلاث طرق تقليدية هي:
1-الطريقة المباشرة أو الطريقة التي تركز على المرشد أي أساسها المرشد.
2-الطريقة غير المباشرة أو الطريقة التي تركز على المسترشد أساسها المسترشد.
3- الطريقة الانتقائية.
الإرشاد المباشر :
صاحب هذه الطريقة هو ويليامسون والهدف الأساسي من الإرشاد هو مساعدة المسترشد على التطور بتفوق في جميع مظاهر الحياة البشرية، ومساعدة الناس على تحقيق الشيء الجيد الموجود داخلهم وخاصة الأفراد الذين يفتقرون إلى الخبرات البيئية الضرورية لتعزيز الدوافع لديهم. ولا بدّ للمرشد أن يفهم اهتمامات المسترشد وأن يساعده على التكيف مع وضع غير سار أو مكروه. أما النقد الموجه إلى طريقة ويليامسون فهو أن: طريقته تؤكد بشكل كبير على سيطرة المرشد والتي ينجم عنها أن يصبح المسترشد اعتماديا على المرشد.
الإرشاد غير المباشر يتعلق بنظرية الذات والمسترشد كأساس أو الإرشاد الروجري.
وترتكز طريقة روجر على معتقد إنساني، وهو أن مشكلات الناس هي انفعالية وأن معظم المسترشدين يمتلكون المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرار يتعلق بالمشكلة التي يعانون منها. وقد كتب باتر سون أن الإرشاد الذي أساسه المسترشد يرتكز على نظرية الشخصية التي تسمى نظرية الذات. إن لدى روجر إيمان عميق بقدرة الناس الكامنة من أجل النمو الايجابي وأن لديهم القدرة الأساسية التي تمكنهم من وضع الأهداف والقيام بالاختبارات الصحيحة أذا كانوا قادرين على رؤية المشكلات بموضوعية في وضع غير مهدد، وهذا هو السبب الذي جعل روجر يدعو هذا النوع من الإرشاد بالإرشاد غير مباشر، فالمرشد هنا لا يقود المسترشد وإنما يؤكد على قدرة المسترشد على تحديد القضايا الهامة وقدرته الكامنة على حل المشكلات .
الطريقة الانتقائية:
هي الطريقة التي تستخدم فيها الطريقة المباشرة وغير المباشرة لمساعدة المسترشد في
التكيف مع مشكلات الحياة. ويرتكز النموذج الانتقائي على افتراضين هما:
يختلف الناس من حيث القدرة على التكيف مع الحياة ومشكلاتها لذلك فهم يحتاجون إلى
1- أنواع مختلفة من المساعدة .
2- التشخيص المناسب ضروري لتحديد معالجة المشكلات.
*****