المحاضرة الاولى
أتت الحشود من كل فج عميق في اوربا أصوات تجلجل كالرعد لقد حشدت الغرب بنيه من كل جنس ليغزو الشرق أنها حرب صليبيه جمعت تحت راية الصليب
هدفها المعلن :
هو الانتقام من المسلمين الذين اهانوا قبر المسيح وساموا زائريه من حجاج اوربا سوء العذاب.
فااقسم الصليبيون لينقذوا هذا القبر وليقفنا زحف الاسلام على بلادهم وهذا الكلام ليس حقيقيا على الاطلاق فلقد كان حكام فلسطين يعاملون المسيحيين كحلفاء وانصار فشجعوا التجاره الاوربيه والحج الى الاماكن المقدسه وكثيرا ما كانت تفتح ابواب القدس للمسلمين الذين يقصدون زياره مسجد عمر ورجال الانجيل الذين يذهبون لعبادة المسيح عن قبره يجدون في المدينه حمايه متساويه .
الأسباب الحقيقيه لهذه الحمله:
1- رغبتهم العارمه في الاستيلاء على مافتحه العرب مما كان تحت يدالفرنج .
2- بسط سيطرتهم وسلطانهم على بلاد الشرق .
3- جاءت هذه الجموع قاصده الشرق هاربه مما اصاب أوربا من قحط مخيف منذ عدة سنين حيث كانت أوربا تعج بالفوضى وكان السيف هو الحكم فوجدت الدعوه الصليبيه نفوس مهياه لها.
لماذا نجح الصليبيون في السيطره على الوطن العربي ؟
مضى العدو المغتصب يبث الرعب وينشر الذعر في البلاد فلاقت الدول المفتوحه على يديه انواع العذاب والتخريب ونال سكانها اقسى مايستطاع من القتل والذبح لم يستطيع الشام ان ينهض بعب الدفاع عن ارضه فراح يلتمس العون من بغداد والقاهره .
أمافي مصر فان وزيرها الافضل يوم أذن لم يرى من واجبه أن يدافع عن بلاد من واجب غيره أن يدافع عنها .
فقد كان معظم بلاد الشام في ذلك العهد تحت سلطان السلاجقه وكان العداء بينه وبينهم يمنعهم من أن يقف جانبهم وتلك سياسه قصيره النظر وكان من نتائجها أن أستولى الأفرنج ماكان من المدن الفلسطينيه الا أن ظهر في الشام شبح مخيف هوعماد الدين زنكي الذي يقاوم الصليبيين واسترجع منهم مأخذوه وجاء من بعدهم
ولده نور الدين محمود.وعندما انتهت الخلافه الفاطميه وجاء صلاح الدين الايوبي الذي استطاع أن يوحد مصر والشام والجزيره وكان ذلك التوحيد فاتحه عهد جديد. استنفر صلاح الدين الهمم لقتال الفرنج ووحد الصفوف وانطلق بعدها يحارب الصليبيين وانتصر عليهم في موقعته الشهيره حطين وتتابعه انتصاراتها وسقطت مدن العدو واحده تلو الاخرى حتى وصل الى بيت المقدس وراى العدو أنه لاقبل له بالجيش الزاحف وطلب الامان وفتحت المدينه ابوابها لصلاح الدين . كان لاستعاده بيت المقدس رنه فرح تجاوبت اصداءها في ارجاء العالم كله كانت وحدة مصر والشام مصدر فزع للفرنج فصاحبوا مصر فيها صمودا وقذفت بالعدو الا البحر وكان برحيل الفرنجه عن الديار المصريه من الفرحه والبهجه احتفظ به التاريخ وسجله الادب. ومن بعد الايوبيين جاء المماليك وقد كان لبعض سلاطينهم دور كبير في مقاومة الصليبيين كالسلطان بيبرس والاشرف ابن قلوون الذي ضيق عليهم الخناق فأضطرواالا الجلاء نهائيا عن الوطن العربي بعد ذهاب قرنين التقى فيها الشرق بالغرب في معارك حربيه كبيره.
الحياة الحربيه: كلفت هذه الحروب مصر والشام كثير من الاموال فكانت اموال الزكاة تصرف في تكوين جيوش ضخمه بدل من ان تنفق للفقراء والمساكين . وكانت العنايه بالجيش قويه وفي المعارك الكبرى كان عدد الجند المتطوعين يزيد على عدد الجند المقيدين فكان عدد الجنود ضخم جدا. كانت هناك عنايه بالاسطول في عهد صلاح الدين وبيبرس والاشرف خليل وكان الاسطول المصري دوره ووقفاته الحاسمه فالبحر الاحمر حين فكر الفرنج مهاجمة الحجاز ومنع المسلمين من الخروج اليها وجاء الخبر الا مصر وبها الملك العادل أخو صلاح الدين الايوبي فامر قائد الاسطول الحاجب لؤلؤ ان يتبع الغزاه فمضى خلفهم وقاتلهم حتى استسلموا وكثيرا ماكانوا رجال الاسطول المصري يغررون برجال الاسطول الصليبي ليصلوا الا هدفهم سالمين وكان كل من الفريقين يجتهد في ابتكار الات الهلا والتدمير . تفوق المصريون على الفرنج في معرفه سر النار اليونانيه وكان ذلك سببا لانتصارهم في معركه المنصوره . نجح نحاس دمشقي فأختراع محلول كيميائي مضاد لابراج الفرنجه التي كانوا يستخدمونها ضد المسلمين.