2011- 12- 1
|
#88
|
|
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
|
رد: مراجعه فقة السيرة من 1 الي 7 ومن 8 الي 14
رحلته إلى الطائف :
حدثت في السنة العاشرة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وأبي طالب.
اشتد أذى قريش للنبي ، حدثت الرحلة إلى الطائف بعد وفاتهما .
ملخص القصة .
أن النبي خرج من مكة إلى الطائف وقيل معه زيد بن حارثة مولاه ، فأتى إلى الطائف والتقى بثلاث من سادة ثقيف ، فجلس إليهم وكلمهم ودعاهم إلى التوحيد ، فردوا عليه أقبح رد ، فقال أحدهم : هو يمزق ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ، وقال الآخر : لم يجد الله أحدا غيرك حتى يرسله ، وقال الثالث : والله لا أكلمك أبدا فإن كنت حقا رسولا فإن شأنك عظيم وإن كنت كاذبا فلا أكلم من يكذب فقال النبي : أما إذ لم تسلموا ولم تتبعوا فاكتموا عليا ، لأنه خشي أن يبلغ ذلك قريشا فيزيدوا أذاهم ، ولكنهم لم يتركوه وإنما سلطوا عليه سفهائهم فضربوا النبي ورموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه ، فاضطروه إلى أن يلجأ إلى حائط – أي مزرعة – لعتبة وشيبة بن ربيعة ، فلما رأياه أدركتهما الرحم فأرسل إليه عنقودا من عنب فأكل منه ، فلما انتهى دعا بدعاء . ثبت هذه الرواية في الصحيح من حديث عائشة حين سألت عائشة : هل جاء عليك يوم أشد من أحد ؟ ، قال : حين عرضت على قومك ما عرضت ، ويقصد بذلك ما فعله في الطائف وعرضه على سادة ثقيف .
1- على الداعي إيجاد مركز جديد لدعوته .
فالنبي حين اشتد عليه أذى قريش من بعد موت عمه أبي طالب لجأ إلى ثقيف ، ويوجد علاقة مصاهرة بين قريش وبين ثقيف . فحرص النبي أن يوجد مركز جديد للدعوة .
2- اختيار النبي صلى الله عليه وسلم في بدء دعوته لثقيف أن يدعو سادة ثقيف .
لأن العامة تبع لسادتهم ، فإن آمن هؤلاء السادة تبعهم – في الغالب – عوامهم فحرص النبي أن يدعو السادة . وحتى موسى وهارون فقد أمرهم الله أن يدعوا فرعون ، ليس معنى ذلك أن يترك الضعفاء ولكن يركز على السادة وأصحاب النفوذ .
3- اللجوء إلى الله عز وجل .
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ؛ يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ؛ إلى من تكلني ! إلى بعيد يتجهمني ، أو إلى عدو ملكته أمري ؛ إن لم يكن بك على غضب فلا أبالي! ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن ينزل بي غضبك , أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، لا حول ولا قوة إلا بك .
هذا الدعاء الذي دعا به الرسول ، ونجد فيه أنه شكا إلى الله ضعف القوة وقلة الحيلة والهوان على الناس ولم يشكو لغيره ، وهذا من كمال توحيده صلى الله عليه وسلم ، ودعا الله بأسماءه و صفاته وبتوحيد الربوبية ، ثم ذكر من كماله أنه إنما يطلب رضا الله في هذا الأمر ويتجنب غضب الله عز وجل ، لذلك قال : فإن لم يكن بك غضب عليا فلا أبالي ثم قال : لك العتبى حتى ترضى . فالمقصود من هذا الدعاء هو رضا الله . ثم قال : لا حول و لا قوة إلا بك ، فالمرجع و القوة و الحول كله إنما يكون لله عز و جل .
4- مكافأة صاحب المعروف وإن كان كافرا .
وسبب ذلك أنه حين رجع النبي من الطائف إلى مكة وخشي أن تناله قريش بأذى أو أن تمنعه من دخول مكة فيحدث بذلك اصطدام بينهم وبين المسلمين ، حينها عرض النبي على بعض الكفار الجيرة حتى يدخل مكة ، فعرض على الأخنس بن شريق فأبى
وعرض على صهيب بن عمروا فأبى ، ثم عرض على المطعم بن عدي فأجاره ، فلبس المطعم السلاح وأبناءه كذلك فدخل النبي في جوار المطعم فدخل مكة حتى طاف بالبيت ، وقالت قريش للمطعم : لا يخفر جوارك . ولم يكن أحد يسدي إلى النبي معروفا إلا
وكافأه النبي ، وحتى وإن بعد العهد ، فقد حدثت هذه القصة في السنة العاشرة للدعوة ، فبعد تقريبا 4 سنوات لم ينسى النبي معروف المطعم ، ولذلك قال النبي :
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِى أُسَارَى بَدْرٍ: « لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِىٍّ حَيًّا ، ثُمَّ كَلَّمَنِى فِى هَؤُلاَءِ النَّتْنَى ، لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ ». رواه البخاري . لكن المطعم مات بعد هجرة النبي ، فمات على الشرك . ونستفيد من ذلك حرص النبي على مكافأة من أسدى إليه معروفا والثاني حرصه على عدم الاصطدام بقريش ، فإنه لو دخل مكة ومنعته قريش من الدخول فإنه سيترتب على ذلك أن المسلمين في مكة سيفزعون للنبي وسيؤدي ذلك إلى قتل المسلمين .
5- بيان رحمته وكمال شفقته على قومه وحرصه على هدايتهم .
قَالَ فَنَادَانِى مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَىَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِى رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِى بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ». رواه مسلم
عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه الكريمة على قبائل العرب :- فقد عرض النبي نفسه على عدة قبائل مثل بني عامر وبني عبس وكندة وعلى بكر بن وائل وبني حنيفة وغيرهم . والأوسوالخزرج فأسلموا 1- سبب العرض ؛ هو الحرص على تبليغ كلمة التوحيد؛ « أَلاَ رَجَلٌ يَحْمِلُنِى إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِى أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّى ». رواه ابن ماجه.
2- التأكيد على أن من بذل نفسه لحماية هذه الدعوة أن تكون نيته خالصة لله عز وجل فلا طمع في رئاسة أو دنيا. بعض القبائل طمعت في الرئاسة من ذلك ما يلي :
قال له بنو عامر: أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من يخالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال صلى الله عليه وسلم: « الأمر لله يضعه حيث يشاء ». وورد أن كندة قامت بعرض نفس هذا الأمر على النبي .
3- لتحقيق تبليغ الدعوة يشترط في القبيلة أن تتولى حماية هذه الدعوة من جميع الناس.
قوله صلى الله عليه وسلم لبني شيبان: « إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه ». وذلك أن بني شيبان كانت قبائلهم على حدود جزيرة العرب فلهم حدود مع فارس ومع العرب في الجزيرة ، فقالو للنبي : نحميك من جهة العرب أما فارس فلا فقال لهم الرسول ما سبق .
تنبيه : ما سبق من جوابه صلى الله عليه لبني عامر وبني شيبان يؤكد على أمر مهم وهو: أن الداعي لا يتنازل عن شيء من أمور هذا الدين .
4- أن الهداية بيد الله عز وجل فقد رفضت كل هذه القبائل هذه الدعوة ووفق الله عز وجل لها الأوس والخزرج للخير الذي ادخره لهم.وقد كان الأوس والخزرج آخر قبيلة عرض النبي عليها الإسلام ، وهذا يدل على أن النصر من عند الله قد يأتي في وقت متأخر فيجب الصبر .
إنذار الناس جميعا : وقد حدث هذا في السنة السادسة للهجرة ، حين وقع النبي الصلح بينه وبين قريش في الحديبية ، أرسل النبي كتبه إلى ملوك الأرض. قال البخاري في صحيحه: باب دُعَاءِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ وَالنُّبُوَّةِ، وَأَنْ لاَ يَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ.
وروى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَإِلَى قَيْصَرَ وَإِلَى النَّجَاشِىِّ وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِىِّ الَّذِى صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم.
بينت بعض الروايات أن النبي كتب إلى ملوك اليمن وملك عمان "ابن الجلندي " وإلى " هوذة بن علي " ملك اليمامة وإلى " المقوقس " صاحب مصر .
نص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّى أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ ( قيل الخدم و قيل الفلاحون ) وَ ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ). متفق عليه.
1- عالمية هذا الدين .
2- المحافظة على الصبغة الإسلامية حيث بُدأت هذه الرسالة بالبسملة.
3- الاعتزاز باللغة العربية؛ وذلك أن هرقل لا يعرف العربية ومع ذلك كُتبت له الرسالة بالعربية .
4- صيغة السلام على الكفار.
5- عدم مخاطبته بوصفه ملكا؛ لأنه معزول بحكم الإسلام .
هنا النبي صلى الله عليه وسلم سمى هرقل بعظيم الروم وذلك أنه لا ملك إلا بالإسلام ، والدولة الإسلامية تعترف بوجود الدول الأخرى واقعيا لا شرعيا ، فالنبي سمى هرقل بعظيم الروم وليس ملك الروم ، لأنه لا ملك له .
6- احترام المرسل إليه والتلطف معه رجاء إسلامه حيث وصفه بـ عَظِيمِ الرُّومِ.
7- الجمع في الرسالة بين الترغيب والترهيب.
8- توضيح معنى كلمة التوحيد.
9- أن طاعة المخلوق في معصية الخالق تعتبر عبادة له.
10- الاقتصار على المطلوب وعدم الإطالة.
ما حقيقة الدعوة الإسلامية ؟. • الدين عند الله هو الإسلام قال تعالى:{ إن الدين عند الله الإسلام} آل عمران 19.ولهذا جعله الله عز وجل مهيمنا على الشرائع
السابقة.
• مقصده إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد قال تعالى{ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من
قبلكم} البقرة 21.
• الله عز وجل بين الغاية من إرساله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى:{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله} الفتح 28
والله عز وجل بين الغاية من الجهاد فقال:{ وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} الأنفال 39 ليس معنى ذلك أن يقتل كل الكفار ، لأنه لا إكراه في الدين وإنا المقصود أن يخضع هؤلاء الكفار لحكم الإسلام ، فإنهم إما أن يسلموا وإما أن يدفعوا الجزية ، والجزية هو الخضوع لحكم الإسلام .
« فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِى هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِى وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ ». رواه البخاري
|
|
|
|
|
|