2011- 12- 7
|
#35
|
|
Banned
|
رد: لبى السعؤديه كلها
نعم .. كل إنسان يحب وطنه، ولكن المسلم يجعل هذا الحب في إطاره الصحيح، فهو حب طبيعي فطري ولكنه لا يقدمه - بحال من الأحوال - على حب الله وحب رسوله، ولا يساويه بحب دينه، بل ولا يرقى حب الوطن إلى حب الوالدين.
إذا هو حب يحكم بحب أسمى منه والعلاقة بالوطن تخضع لعلاقة أقوى منها ، أما أن يصل حب الوطن إلى أن يقول شاعر من شعراء دعاة الوطنية :
وطني لو شغلت بالخلد عنه ...نازعتني إليه بالخلد نفسي
فهذا حب لا يقره الإسلام ولا يرضاه بل يمقته ويأباه.
ونحن بما أننا مسلمون ويحكمنا الكتاب والسنة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر.
فلاننسى او نتناسى أن الحب في الله، والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، ولانتجاهل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه مسلم.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة، ولكنه قدم الهجرة فرارًا بدينه على حب وطنه، وكذلك فعل صحابته الكرام، وهكذا يكون حب الوطن والولاء له ليس حبًا مطلقًا ولا ولاء محررًا من كل قيد، كما يريد أولئك الأدعياء.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعث في قوم تحكمهم العصبيات، وتسودهم الوثنيات، فكان السلاح الذي رفعه صلى الله عليه وسلم في وجه أولئك هو الإسلام، الذي جمعهم بعد تفرق، وذابت فيه كل الفوارق والألوان والجنسيات والطبقات.
وفي ظل الإسلام عقدت أعظم مؤاخاة في التاريخ، جمعت العربي مع الرومي، والفارسي مع الأوسي، والحبشي مع الخزرجي، ولم يكن هناك أي اعتبار لميزان الجنس واللون والوطن.
وإن الذي يزعم حب الوطن حبًا مجردًا من مبادئ الإسلام وضوابطه إنه كاذب في زعمه خائن لوطنه وأمته، هو أول من ينسحب في معركة الذب عنه والدفاع عن حرماته، وما قصة المنافقين في "غزوة أحد" إلا برهان قوي للرد على هؤلاء المنافقين في زماننا.
والله عزوجل قد ذم المنافقين الذين فضلوا البقاء في الأوطان على الخروج منها للجهاد في سبيل الله، فقال: {ولَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ولَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وأَشَدَّ تَثْبِيتاً} [النساء: 66]..
وفي "الأحزاب" خير دليل على حقيقة مواقفهم: {وإذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ويَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ومَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إن يُرِيدُونَ إلاَّ فِرَاراً * ولَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الفِتْنَةَ لآتَوْهَا ومَا تَلَبَّثُوا بِهَا إلاَّ يَسِيراً * ولَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً} [الأحزاب: 13 - 15].
إننا في الوقت الذي تتداعى فيه أمم الكفر على أمتنا الإسلامية ، وتجتمع علينا في إطار عقيدة واحدة، نجد بيننا من يرفع شعارًا يمزقنا، ومبادىء تفرقنا.
ودعاة الوطنية (الوطنيين والقوميين) إنما هم من هؤلاء الذين يرفعون شعارتهم الزائفة من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية حتى لو كانت تخالف اسس الإسلام ومبادئه بل إنهم يريدونه دين جديد يحل محل الإسلام وأخطر ما فيه أن مثل هذه الدعوات والشعارات النتنة المفرقة لكلمة المسلمين جاءت من عند اليهود والنصارى وهي إتفاقية سايس بيكو ووعد بلفور والتي قطعت فيها الأمة الإسلامية إلى دويلات، وشتت شمل المسلمين من خلال تلك المؤامرات وهذه الشعارات وبعض المسلمين يتحمس لها ويدافع عنها بحسن نية وسلامة مقصد، بل وتجدهم يرددون ما يزعمون أنه حديث نبوي (حب الوطن من الإيمان) وهو حديث موضوع بل الصحيح ماورد في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأبيض على أسود ، ولا لأسود على أبيض - : إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) حديث صحيح في كتاب شرح الطحاوية ؛ فبدل ان نرفع شعارات الوطنية ونكن عونا على تفريق الأمة الإسلامية فليكن من باب اولى التعاون على رفع شعار الاسلام دائماً وأبداً فهو عزنا وكرامتنا فإذا ابتغينا العزة لغير الإسلام أذلنا الله ونحن لن نسأل في القبر ماجنسيتك؟ او ماهو وطنك؟ بل من ربك؟ ومادينك؟ ومن نبيك؟ فليكن ولائنا الأول والأخير هو الإسلام والمسلمين وعدائنا وبرائتنا الأول والأخير هو الكفر وأهله فاتعظوا يااولي الألباب وسامحوني اذا اغلضت واطلت في الكلام .
|
|
|
|
|
|