|
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)
المحاضره 2
إذا نظرنا في نصوص القرآن الكريم نجد دلالة واضحة على عالمية الإسلام، وذلك من عدة وجوه: •الوجه الأول : نصوص صريحة: منها: •النص الأول: (تبارك الذي نـزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً). •النص الثاني: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون). •النص الثالث: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً).
النص الرابع: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). النص الخامس:(إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين). النص السادس: (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ). النص السابع: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). إن هذه الآيات تدل على عالمية الرسالة المحمدية بشكل لا لبس ولا شك فيه.
الوجه الثاني : دعوة غير العرب . جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبين لهم بأن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)؛ بل تجاوزت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى والبشرية بأكملها فلم تقتصر على عالم الإنس فقط بل تعدت ذلك إلى عالم الجن أيضاً.
قوقال تعالى: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين* قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنـزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق التعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنّا به ولن نشرك بربنا أحداً)،
الوجه الثالث : خطابات القرآن ونداءاته العامة إن القرآن الكريم كثيراً ما يوجه خطاباته إلى الناس غير مقيدة بشيء، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة. ومن أمثلته: -قوله تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). -وقوله تعالى: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون). وغيرها من الآيات كثير، فهو يخاطب الناس جميعاً بقوله يا أيها الناس ولم يقل يا أيها العرب.
الوجه الرابع : التشريعات القرآنية عالمية: - يعتمد الإسلام في جميع أحكامه وتشريعاته، وما يخص الإنسان في معاشه ومعاده، على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر. - ولا يجد الباحث مهما أوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم أي طابع إقليمي، أو صبغة طائفية. وتلك آية واضحة على أن دعوته دعوة عالمية لا تتحيز إلى فئة معينة، ولا تنجرف إلى طائفة خاصة. المسلم أينما وجد زماناً ومكاناً قائلاً: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
الوجه الخامس: الإسلام ينبذ أي مقومات للتفرقة بين الناس: إن أقوى دليل على أن الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنـزاعات الإقليمية والطائفية، فالإسلام لا يفرق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر. والمقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم).
النص الأول:ها هو صلى الله عليه وسلم يخبر قومه قائلاً: "والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة". - النص الثاني : ان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة للناس كافة، ”يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة“ (الحاكم والهيثمي) - النص الثالث: اختص صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء بأنه بعث للناس كافة: ”أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي، كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر واسود“ (الزيلعي) - أرسل صلى الله عليه وسلم كتبا إلى عظماء زمانه يدعوهم فيها للإسلام، (فبعث سفراءه وفي أيدي كل واحد منهم كتابا خاصا؛ إلى قيصر الروم، وكسرى فارس، وعظيم القبط، وملك الحبشة، ...الخ)
رسالته إلى كسرى ملك فارس: "بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله ، إلى كسرى عظيم فارس: سلام على من اتبع الهدى ... وأدعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين، اسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس”. - وهذا أيضاً ما كتبه إلى قيصر ملك الروم يقول فيه: ”بسم الله الرحمن الرحيم .. إلى هرقل عظيم الروم : سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإني أدعوك بالإسلام اسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين".
2\ وحدة النوع الإنساني:
-يمتاز الإسلام بنظرته إلى وحدة النوع الإنساني، فالناس يشكلون وحدة إنسانية لا تمايز بين شعوبها وأفرادها في الأصل أو الطبيعة أو المصير، والناس جميعا ينحدرون من أصل واحد: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} (النساء/1)،
-هذه النفس الواحدة - عند التدقيق والتحليل - تعود إلى ذكر أو أنثى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى}(الحجرات/13)، ثم إن هذا الأصل الواحد يعود بعد ذلك إلى أب واحد، ينتسب إلى التراب،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى»(أحمد).
3\وحدة الطبيعة الإنسانية:
-هذه الطبيعة أو الفطرة الواحدة موجودة في الناس جميعا، وهي التي أكد عليها قول الله تعالى: {فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.
تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
4\مهمة الأمة الإسلامية ووظيفتها:
-الأمة الإسلامية أمة عالمية يجمعها أمر واحد ودين واحد، وتكاليفها واحدة، وهي تحمل أمانة الشهادة على الناس يوم القيامة، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}
-ولكن هذه الوحدة البشرية التي جاء بها الإسلام لم تمح خصوصيات الشعوب، بل اعتبر الله تعالى التمايز بين الناس لونا وعرقا ولسانا آية من آياته عز وجل، كما ورد في الآية الكريمة: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}(الروم/22).
5\عالمية الخطاب القرآني للفكر الإنساني:
- إن الخطاب القرآني قد خاطب العقل الإنساني بالإطلاقق، ودعاه إلى التأمل والتدبر والنظر في آيات كثيرة، قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (آل عمران/190)، -
8\عالمية النظام الاجتماعي: أقام الإسلام نظاما اجتماعيا رائدا، أساسه التكافل، وعماده نسيج اجتماعي متلاحم، فالمؤمنون (إخوة)، أُخوة تعلو على رابطة النسب، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
-( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) ( الاسراء/70 )
- وقال تعالى: ”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله“ (المائدة 2).
-كما بنى الإسلام علاقة المجتمع الإسلامي بغيره على أساس السلم، قال تعالى: ”يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين“ (البقرة 208).
.1رابطة وحدة الأصل: ”هو الذي أنشاكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون“ (الأنعام 98). وقوله تعالى: ”يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم“ (الحجرات 13).
2. رابطة الأسرة والقرابة: إن ارتباط الإنسان بأفراد أسرته أبا أو أما أو زوجة أو أولادا أو أقاربا وأرحاما هو ارتباط فطري، يقرها الإسلام، ويأمر بها: ”وبالوالدين إحسانا وبذي القربى“ (النساء 36)، ”وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله“ (الأنفال 75)، ”ووصينا الانسان بوالديه حسنا“ (العنكبوت 8).
عليا لتواصل المؤمن وعلاقته بغيره، ”قل عن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم .... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين“ (التوبة 24).
3. رابطة الدين: إن غاية الإسلام من رابطة الدين تحرير البشرية كلها من عبودية الأهواء، والارتفاع بها عن أوضار الحقد وشوائب العصبيات، لتصوغ علاقاتهم الإنسانية صياغة فريدة، قوامها الدين الحنيف، ولحمتها التناصح والتآزر، وجوهرها الإخلاص وسلامة النفس. ”إنما المؤمنون إخوة“ (الحجرات 10)، ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا“ (آل عمران 103).
عليا لتواصل المؤمن وعلاقته بغيره، ”قل عن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم .... أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين“ (التوبة 24).
3. رابطة الدين: إن غاية الإسلام من رابطة الدين تحرير البشرية كلها من عبودية الأهواء، والارتفاع بها عن أوضار الحقد وشوائب العصبيات، لتصوغ علاقاتهم الإنسانية صياغة فريدة، قوامها الدين الحنيف، ولحمتها التناصح والتآزر، وجوهرها الإخلاص وسلامة النفس. ”إنما المؤمنون إخوة“ (الحجرات 10)، ”واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا“ (آل عمران 103).
كانت عهود النبي صلى الله عليه وسلم عهودا عادلة، وحرم الإسلام نقض العهد بعد إبرامه، ”الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون“ (البقرة 27).
المواطنة. قال صلى الله عليه وسلم: ”من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة“ (البخاري)، ”ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه او كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة“ (أبو داود).
|