عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 12- 13   #30
roroal7alwa
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية roroal7alwa
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 37184
تاريخ التسجيل: Sun Oct 2009
العمر: 37
المشاركات: 1,089
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 324
مؤشر المستوى: 75
roroal7alwa roroal7alwa roroal7alwa roroal7alwa
بيانات الطالب:
الكلية: كليه الاداب الاحساء
الدراسة: انتساب
التخصص: ♥ع ــلم اج ـــتــــماع ♥
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
roroal7alwa غير متواجد حالياً
رد: الاشياء المهمه بـ( قضايا الثقافية المعاصرة)

م12 تابع



-خلافا للدين الذي يزجر صاحبه عن ارتكاب الإثم، وإذا ارتكبه متعمدا جعله يشعر بالخطأ والندم، إنه لا شيء يقوم مقام الدين في إقامة الوازع القوي اليقظ الذي يقوم دائما بين الإنسان وبين نوازع السوء والضلال،
-فهل يا ترى يقوم العلم الطبيعي والتجريبي هذا المقام؟؛ فيبعث العلم بقانون الجاذبية أو الذرة أو بمعلومة علمية أخرى لدى الإنسان الإحساس بالإثم والشعور بالواجب ما يبعثه الدين،
-كما أنه لا شيء يقوم مقام العقل في إثبات الإيمان والقطع بصحته وصدقه؛
وهذا يعني أن الإيمان يمازج العقل، ويقيمه دليلا هاديا إليه، بحيث لا يبقى أثر لتوهم أن الإيمان على الدوام تسليم بما يأباه العقل،



ثمة أمر آخر لا بد منه لتحقيق الانسجام التام بين الدين والعلم وهو صحة الجانبين؛
-جانب الدين بحيث يكون قائما على مصدر موثوق، خاليا من الهوى والخرافة والباطل ،
-وجانب العلم بحيث يكون قائما على دليل صحيح من النقل أو العقل سالم من الظن والتخمين والكذب ،
-وكان من فضائل الإسلام التي تميز بها بين الأديان أنه ارتكز على العلم، وحث أتباعه على البحث عن حقائقه، وفتح لهم أبواب التفكر في هذا الخلق الواسع المليء بالسنن الكونية والقوانين العلمية،
-يقول العقاد: (فضيلة الإسلام الكبرى أنه يفتح للمسلمين أبواب المعرفة، ويحث على ولوجها والتقدم فيها، وقبول كل مستحدث من العلوم على تقدم الزمن، وتجدد أدوات الكشف ووسائل التعليم، وليست فضيلته الكبرى أنه يقعدهم عن الطلب، وينهاهم عن التوسع في البحث والنظر؛ لأنهم يعتقدون أنهم حاصلون على جميع العلوم)


-لقد دفع الإسلام الإنسان نحو التعرف على أسرار الكون ونواميسه، والتوسع في الكشوف العلمية فكان في ذلك انتصار لقضية الدين؛ إذ لا خوف على الإسلام من البحث العلمي؛ فالحقيقة لا تخشى البحث، والإسلام على يقين من أن البحث العلمي السليم والتأمل السديد يوصلان إلى نفس النتائج التي يقررها
-وكان هذا الاتجاه أيضا داعما لقوة الإنسان التي تزداد صلابة كلما استزاد من معين الإيمان بالله تعالى (فليس معدن الدين من معدن الضعف في الإنسان، وليس الإنسان المؤمن هو الواهي الهزيل، وربما كان الأصح والأولى في التقدير والتحقيق أن عظم العقيدة في الإنسان على قدر إحساسه بعظمة الكون والتدبر في أسراره وخفاياه)



-حدث صراع مرير في القرون الوسطى بين رجال الكنيسة الكاثولكية في روما ورجال العلم التجريبي نتيجة أبحاثهم واكتشافاتهم التي بينت بطلان بعض الآراء في المسائل الفلكية والجغرافية التي أضفت الكنيسة عليها صفة الدين، وجعلتها جزءا من النصوص المقدسة التي يمنع نقضها أو نقدها أو مناقشتها، ورأت أن في نتائج هذه الأبحاث والكشوف جرأة على الكنيسة التي كانت تمسك بزمام السلطة على كافة أصقاع أوروبا ، وهدما لتعاليمها ؛
لذا نظرت إلى هذه الحركة العلمية القائمة على العقل بحذر وتوجس خوفا على سلطانها ومكانتها، لكن الصراع ما لبث أن تفاقم بين الطرفين منعكسا سلبا على العلاقة بين الدين والعلم،



فعلى سبيل المثال حكمت محكمة التفتيش في مدة لا تزيد على ثمانية عشر عاما من 1481م – 1499م على عشرة آلاف ومائتين وعشرين شخصا بالحرق أحياء فأحرقوا ، وعلى ستة آلاف وثمانمائة وستين بالشنق فشنقوا، وعلى سبعة وتسعين ألفا وثلاثة وعشرين شخصا بعقوبات مختلفة فنفذت.
- ومن العلماء الذين اضطهدتهم الكنيسة (غاليلو) بسبب قوله بأن الأرض تدور حول الشمس، وأن هناك كواكب سيارة تزيد عن السبعة التي ذكرت في الكتب المقدسة، فقد اعتبروا ذلك نوعا من الإلحاد



- وأفلت (كوبرنيكس) من قبضة الكنيسة بتدارك الموت له عقوبة على قوله بكروية الأرض، وطاردت الكنيسة (برونو) لتقريره كروية الأرض ودورانها إلا أنه قبض عليه بالبندقية، وسجن بروما ، ثم حرق حيا
- ومن أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الصراع وهذه العداوة بين رجال الدين والعلم في أوروبا ما يلي :
.1تعسف الكنيسة وتسلطها على رجال العلم والفكر :
.2تبني الكنيسة لبعض النظريات الفلكية والآراء الجغرافية :
.3تعنت الطرفين في التمسك بآرائهما :
.4اختلاف المنهج العلمي عن الدين السائد في أوربا:


حقيقة هذا الصراع لم تكن بين الدين بصبغته الإلهية النقية ،
-وإنما بصبغته المحرفة التي كانت عليها النصرانية في تلك الفترة من الزمن،
-- وأن ما حققه العلم من انتصار كان في المواقع التي انتصر فيها العقل واليقين على الخرافة والوهم،
-إن الحق من الطرفين هو الذي انتصر فلو كانت تعاليم الكنيسة حقا خالصا، والعلم بمنهجه الجديد في أوروبا يقينا مجردا لما حدث هذا الصراع،
وإنه من المؤسف أن جناية رجال الدين على الحقيقة العلمية كانت أشنع من جناية أنصار المنهج الحسي التجريبي عليها،



-الإسلام هو دين العلم، فقد كانت أول آيات كتابه الكريم نزولا هي أمر بالقراءة، قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)
-كما أن الله تعالى أقسم فيه بالقلم تعظيما له، قال تعالى: (ن والقلم وما يسطرون) وفي هذا دلالة عظيمة على احتفاء الإسلام بالقراءة والكتابة لما لهما من أهمية بالغة في تقييد العلم والمعرفة وضبطهما
-كما أن الله رفع درجات العلماء تقديرا لمكانتهم، وتعظيما لشأنهم؛ يقول سبحانه: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
-وما ذاك إلا لكون العلم نعمة إلهية يخص الله بها من يشاء من عباده، قال تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)



-والعلم الصحيح هو ما كان مبنيا على مصادر صحيحة أو تفكير صحيح أو تجارب ثابتة بعيدا عن الجهل والظن والكذب، قال تعالى: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم) وقال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) و قال تعالى: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
-وعموما فإن العلم في الإسلام فريضة واجبة، يتقرب بها إلى الله تعالى، وطريق من طرق العبادة يوصل إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم)
-وقال صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم)



-الحكم اعتنى علماء المسلمين بعلوم الدين بيانا وتوضيحا واستنباطا مستندين في فهمهم على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واشتغلوا بها بحثا ودراسة وتعليما،
-فأنشأوا المدارس، وأقاموا حوانيت الوراقين التي كانت أسواقا للعلماء ومناظراتهم، وشيدوا المكتبات لخدمة العلم، وتيسير الاطلاع على ما ألف من علوم.

ولم يكن الاهتمام مقصورا على علوم الدين بل شمل العلوم التي تعتمد على الحس والتجريب،



-فالمنهج التجريبي وليد الفكر الإسلامي وليس من ابتكار الفكر الغربي،
-يقول (بريفولت) في كتابه (بناء الإنسانية): (ليس لروجر بيكون ولا لسميه الذي جاء بعده الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن روجر بيكون إلا رسولا من رسل العلم والمنهج الإسلاميين إلى أوروبا المسيحية)
وكان من مظاهر الاعتماد على الحس والتجريب في العلم الطبيعي عناية علماء المسلمين بعلم الفلك ومعرفة طوالع النجوم، وذلك لمعرفة منازل الهلال وأوقات الصلاة والصيام والحج ، ولهذا الغرض أنشئت المدرسة الفلكية ببغداد، ويعد (البتَّاني) أحد عشرين عالما فلكيا في العالم، وألف البيروني كتاب (الاستيعاب في وضع الاسطرلاب)، وقد استطاع المسلمون دراسة حركة الشمس وانحرافها، ومعرفة الانحراف القمري الثالث الذي عد اكتشافا جديدا، كما اعتنى علماء المسلمين بالرحلات الجغرافية،



-(الأدريسي) خريطة اشتملت على أماكن لم تعرف إلا من قريب.
-كما اهتم علماء المسلمين بعلوم الرياضيات فكان (الخوارزمي) أول من ألف في علم الجبر، له كتاب (الجبر والمقابلة )،
-وألف ابن الهيثم كتاب (تربيع الدائرة) وكتاب(الأشكال الهلالية)، وألف البيروني كتاب (استخراج الأوطار)، وفي علم الفيزياء وضع (ابن الهيثم) كتابه (البصريات) الذي أسسه على دراسة تجريبية،
وفي علم الكيمياء



علم الطب بلغ علماء المسلمين درجة من التفوق والريادة، فقد بقيت كتبهم تدرس في جامعات الغرب إلى عهد قريب، ومن مشاهير أطباء المسلمين (الرازي) وله كتاب (الحاوي) تحدث فيه عن صناعة الطب،
- ومن عباقرة الطب (ابن سينا) الذي ألف كتاب (القانون) الذي كان محط إعجاب في جميع الأوساط العلمية إلى اليوم، وقد ترجم إلى عدة لغات، ومن الأطباء المشهورين: (جابر بن حيان) و(الزهراوي) و(ابن النفيس) وغيرهم، وبرز المسلمون كذلك في علم الصيدلة، فقاموا بفن المستحضرات كتحضير الأشربة واللعوق واللزقات، وألف (ابن جزلة)


-إن انجازات علماء المسلمين في العلوم التجريبية لا يمكن حصرها؛
-فقد تمكنوا من تطوير العلوم التي ورثوها من الأمم الأخرى كعلوم الفلك والطب؛
-بل أنهم ابتكروا علوما جديدة كعلمي الجبر والكيمياء، واعترف لهم بهذا الفضل علماء أوروبا الذين لا يزالون يكتشفون من كنوز علومهم وأسرار معارفهم ما يستفيدون منه في تحسين أمورهم وزيادة معرفتهم فهذا (داربر) في كتابه (التنازع بين العلم والدين) يشيد بعلماء المسلمين وأنهم كانوا متبعين في أبحاثهم الأسلوب العملي التجريبي بعد أن تحققوا من أن الأسلوب العقلي النظري لا يؤدي إلى التقدم، وأن الوصول إلى الحقيقة في هذه العلوم لا يكون إلا بمشاهدة الحوادث ذاتها ؛ لذا كان شعارهم في أبحاثهم الأسلوب التجريبي والعمل الحسي



-إن هذا المنهج هو الذي قاد المسلمين لأن يكونوا أول واضعي علم الكيمياء، وأول من اكتشف آلات التقطير والتصعيد والإسالة والتصفية الخ ،
-وهو الذي جعلهم يستعملون في أبحاثهم الفلكية الآلات المدرجة والسطوح المعلمة والاسطرلابات (آلات قياس أبعاد الكواكب)، وبعثهم على استخدام الميزان في العلوم الكيمائية الخ، وهو الذي جعلهم يترقون في الهندسة وحساب المثلثات، وهَمَّ بهم لاكتشاف علم الجبر، ودعاهم لاستعمال الأرقام الحسابية الهندية،
إن ذلك غيض من فيض، يصعب حصره والإلمام به، وكان لنتائج هذه العلوم أثر جلي في تطوير فنون الزراعة في أساليب الري والتسميد وتربية الحيوانات وإدخال زراعة الأرز والسكر والبن، وانتشار المعامل والصنائع