2011- 12- 19
|
#3
|
أكـاديـمـي فـعّـال
|
رد: محاضرات ادب بين القرنين الـ 6 , 7 , 8 , 9 , 10
المحاضرة السـابـعـة
التصوف
ظاهرة فكرية ازدهرت في العصر العباسي حيث دعت الظروف السياسية والاجتماعية إلى نمو هذه الظاهرة وغايتهم التي ينشدونها هي الحب الإلهي لذلك فالصوفية يعتمدون على شعر الغزل في شتى عصوره وشعر الخمر والوصول إلى الحب الإلهي يكون عن طريق الخلوة والتفرغ لعبادة الله وتطهير القلب والنفس من كل ما يشغلها من أمور الدنيا
حيث تسمو الروح وتتصل بالذات الإلهية وقد شهد عصر مابين القرنين شاعريين من أعظم شعراء التصوف وهما ابن عربي وابن الفارض وكتيرا ماكان الشعر الصوفي يشبه الشعر الغزلي بالتغني بالجمال والحنين إليه وفي كثير من الأحيان لا تستطيع أن تميز بين قصيدتين أحداهما يتغنى صاحبها بالحب الإنساني وأخرى بالحب الإلهي استخدم الصوفية لغة الحب لأنهم لم يجدوا وسيلة أقدر على التعبير عن مواجدهم و حالاتهم من هذه الطريقة والصوفي يرى الحق وهو الله أصل كل الوجود وهو الجمال الأزلي المطلق المعشوق على الحقيقة في كل جميل بل أن ما يسمى بالحب الإنساني ليس على الحقيقة إلا حبا إلهيا والنفس الإنسانية تشتاق إلى الاتصال بالحق وتحن إلى الرجوع إليه وقد اعتبر الصوفية الحب أساس الأديان جميعا
يقول محي الدين بن عربي
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه ,فالحب ديني وإيماني
كانت قصائد ابن الفارض وابن الاعربي نتيجة لأحوال الوجد الصوفي وتزدان بجمال النظم ورقة الأسلوب وأناقته وكان ابن الاعربي من المتصوفة الذين يؤمنون بوحدة الوجود أي إن الله هو الوجود الحقيقي وترك عدة دواوين في الشعر الصوفي تحدث فيها عن معراجه الروحي وهي مصوغه في قالب شعري
تائية ابن الفارض : يتحدث بلسان الصوفي الذي وصل إلى مقام الاتحاد ويخاطب أصحابه فيذكر عهده الأول بالحب الإلهي وما عاناه ثم يشرح كيف سعى إلى تفريج الهم عن نفسه
وما حل بي من محنه فهو منحة وقد سلمت من حل عقد عزيمتي
وكل أذى في الحب منك إذا بدا جعلت له شكري مكان شكيــتي
ويؤكد أن حبه ثابت لا يتغير يقول
ولوأ بعدت بالصد,والهجر,والقلى وقطع الرجا عن خلتي ماتخلت
ويرد على المحبوب محتجا بأن الموت هو أعز أمانيه فيتضرع إلى الله ليسعفه به ويخلصه من الألم يقول
فقلت لها:روحي لديـــك,وقبضـــها إليك,ومن لي أن تكون بقبضتــي
وماذا عسى عني يقال سوى قضى فلان هوى؟ من لي بذا ؟وهو بغيتي
ويصف الفناء وهو الحال التي تتجرد فيها النفس عن ميولها ورغباتها فيتوحد جوهر النفس وباطنها ويجتمع العابد والمعبود والعاشق والمعشوق متحدين في شخصيه واحده يقول
كلانــا مصـل واحــد,ساجــد إلى حقيقتــه بالجمــع في كل سجــدة
وما كان لي صلى سواي ,ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
وابن الفارض يستعمل لغة أصحاب وحدة الوجود في وصف الاتحاد بالذات الإلهية المحبوبة
ووصفي إذا لم تدع باثنين وصفها وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي وكثير من شعره حوى كثيرا من المحسنات البديعية
و يتصل بهذا اللون من الشعر قصائد انشئت في طريق الصوفية و أخرى في الدعاء والتسبيح والابتهال إلى الله والمدائح النبوية والى جانب هذه الأغراض تحدث الشعراء عن عواطفهم الشخصية وما مر بهم في الحياة من أحداث فشكوا حينا وابتهجوا أحيانا يقول أحدهم
حنين إلى الأوطان سوف يزول وقلب عن الأشواق ليس يحول
أبيت وأسراب النجـــوم كأنــها قفــل تهـــــادى أثرهـن قفـــول
|
|
|
|