رد: محاضرات ادب بين القرنين الـ 6 , 7 , 8 , 9 , 10
القاضي الفاضل
ولد عبد الرحيم اللخمي بمدينة عسقلان وهي إحدى مدن فلسطين في 15 جمادى الآخر سنة 529 وهو ينحدر من قبيلة عربية هي قبيلة لخم كان والده قاضياً على عسقلان ولكنه أمر ابنه أن يمضي لمصر ليختط بها طريقه بالحياة مضى القاضي الفاضل للقاهرة واتصل بابن الخلال رئيس ديوان الإنشاء حين ذاك ولازمه وتعلم على يديه ولكن إقامة الفاضل لم تطل بالقاهرة فتركها ومضى للإسكندرية حيث أتصل بابن حديد قاضيها فاستكتبه ابن حديد وقرر له مرتب يتقاضاه وظل القاضي بالاسكنرية زهاء 8 سنوات حتى تولى الوزارة في القاهرة العادل ابن روزيك الصالح فأرسل للفاضل وجعله رئيساً لديوان الجيش وتوثقت الصلة بين الفاضل وروزيك ولكن الزمن لم يمهل روزيك حتى ينال القاضي آماله حيث قتل الوفاء كاتبنا إلى أن يرثيه وحاول الفاضل بعدها أن يتصل بأصحاب الدولة فأتصل بالخليفة العاضد أخر خلفاء الفاطميين وغيره ولكن حياة الفاضل أشرقت حين اتصل بصلاح الدين ففوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وجعله ساعده الأيمن وصار الفاضل لسان صلاح الدين فتمكن من السلطة حتى لم يعد في الدولة إنسان يعلوه في مكانته ومنزلته فأصبح أعز على السلطان من أهله وأولاده وظل بالقرب منه حتى مرضه الأخير وشاهد وفاته وبعدها لم تطب الحياة للفاضل في دمشق فتركها وعاد للقاهرة وخرج ملك مصر العزيز للقائه فظل القاضي محب له ولكنه آثر الابتعاد عن الحياة السياسية تعلم الفاضل الكتابة الإنشائية أول ما تعلم بحل أبيات الشعر وجعلها منثورة ثم أتقن فن الكتابة على الطريقة الشائعة في عصره وصار أبرع أهل زمانه وهو يجري على طريقة ابن العميد يلتزم السجع والطباق ويتوسع في المعاني الخيالية ويكثر من استخدام البديع من تورية وجناس ومراعاة النظير واقتباس من القرآن كما ضمن رسائله الأمثال ومأثور الأقوال ومصطلحات العلوم وأبيات الحكمة ولم تقتصر رسائل الفاضل على الشؤون الديوانية بل له رسائل في الشوق والشكر والعتاب والتعزية و رسائل اخوانية و وصفية كان الفاضل يعتني بما يكتبه ويكاد يكون من بين كتاب هذا العصر الوحيد الذي بقيت له رسائل كثيرة إلى وقتنا هذا .
|