بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبعد،
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم نقض صورة الصليب إن وجدها في ثوب ، أو حصير ، أو غيرهما ، ولم يكن ليقرَّ وجود رمز لدين محرَّف يثبت صلب المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام كذباً وزوراً ، حتى صار ذلك الرمز مقدَّساً ومعظَّماً ومعبوداً عند تلك الطائفة ، فعن أُمنا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ) رواه البخاري (5608) ، وفي رواية إلا قَضَبَه .
والنقض : إزالة الصورة مع بقاء الثوب على حاله .
أما القضب فهو القطع للثوب .
فالحديث يدل : على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك الصليب إذا رآه في شيء إلا أزاله إما بالطمس له ، أو بالقطع إذا لم يزل بالطمس ، لأن الصليب مما عبد من دون الله تعالى ، فوجوده منكر لابد من تغيره ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطيع فبلسانه ، فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم.
فالحديث يدل على وجوب تغير المنكر وطمسه وإزالته ، وكيف يرضى أو يقبل مسلم يحب الله ورسوله أن ينشر صليب أو شعار من شعارات الكفار أعداء الله ورسوله ، ويشير إلى ديانة محرفة وعقيدة باطلة ، أبطلها القرآن الكريم ، (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)النساء/157 !!؟.
فالحكم الشرعي في هذا واضح ، بيِّن ، وهو التحريم ، و عليه فلا يجوز اقتناء الصليب ولا صنعه ولا بيعه ولا شراؤه ولا إهداؤه و لا تعليقه و لا نشره ؛ لما يرمز إليه ويدل عليه من معالم الكفر بالله العظيم .
فالنصارى يعظمون الصليب ، بل ويعبدونه ، وهذا مبني على اعتقادهم بصلب المسيح عليه السلام .
ونحن نعتقد أن المسيح عليه السلام رفعه الله حياً إلى السماء ، ونجاه من أعدائه ، قال الله تعالى : (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) النساء/157 ، ولهذا ؛ إذا نزل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام آخر الزمان سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ، رواه البخاري (3447) ومسلم (155) ، وذلك ليبطل قصة الصلب التي يؤمن بها النصارى ، ويبطل أيضاً تعظيمهم للصليب ، ويقتل الخنزير ليبطل أيضاً ما هم عليه من استحلالهم لهذا الحيوان القذر ، ونشر أو تعليق الصليب يدل على الرضا بتعظيمهم له ، وإعانة على عبادة غير الله ، وذلك خطر على دين المسلم ، فما الواجب على المسلم فعله ؟ يجب القضاء عليه ، وإزالته بما يذهب بمعالمه: من كسر ، ومحو ، وطمس ، وغير ذلك كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم.
و اخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.