|
رد: انــــــــــا من دونكـ من انـــا ,,

في أحد الأيام وخلال شهر رمضان نمت أكثر مما ينبغي بقليل
ومن ثم فاتني تناول السحور في ذلك اليوم
وكان علي بالنتيجة أن أمضي الأربع وعشرين ساعة القادمة دون طعام وشراب ..
إن هذه ليست كبرى المصائب .. إلا أن ذلك ليس بالأمر السهل
وخاصة في يوم عمل طويل كذاك ..
بدأت أشعر بالعطش والإعياء .. ومع مرور الوقت ذلك اليوم وحوالي الساعة الخامسة
بدأت أشعر بـ الآم في معدتي وصداع في رأسي
وعند الساعة الثامنة وقبل أكثر من ساعة بقليل لمغيب الشمس
شعرت بالغثيان وكاد رأسي ينفجر .. شعرت بحرقة في عيني
وكأنما أحد ربط عليهما في تجويفهما ..
إستلقيت وحاولت ان انام مابقي من الوقت حتى المغرب .. ولكنني كنت متضايقاً جداً
فقد كنت أشعر بـ الألم الشديد عندما كنت أفتح عيني
ومع ذلك لم أستطع النوم وخلال النصف ساعة المتبقية حتى الإفطار
كنت أعد كل دقيقة .. وأخيراً دقت الساعة التاسعة والربع وبدأ وقت الأفطار
ومع ذلك لم أستطع تناول الطعام .. فقد شعرت بوهن شديد
أحضرت لي زوجتي كوباً صغيراً من الثريد الخفيف
وبدأت أرتشف منه قليلاً .. رويداً رويداً وسرعان مابدأ الصُداع يتبدد وعادت معدتي لطبيعتها
وبدأ يتحلل الألم من عيني ببطء وبعد بضع دقائق شعرت بصحة طبيعية تماماً
كنا نشاهد الأخبار بينما كنا نأكل وكان هناك تقرير حول المجاعة في أثيوبيا والصومال ..
إن صور الضحايا البشرية الهزيلة والتي كانت على وشك الموت
ذكرتني بالأفلام التي نراها عن المذابح البشرية ..
فكرت في نفسي كم كان الأمر بسيطاً بالنسبة لي كي أضع حداً لآلامي ..
في حين أنه يتوجب على رجال ونساء في مثل سني أن يعيشوا الآما دائمة
لاحدود لعظمتها دونما حل يلوح بالأفق ..
وأن عليهم أن يتحملوا ذلك وهم عاجزون عن القيام بأي شيء ..
في حين تستلقي أطفالهم العارية ببطونها المنتفخة المتقرحة على الأرض
وهي تدفع التراب بأرجل ضعيفة ..
ربما كان علي أن اشعر بأني مُنعم ..
ولكني وجدت في الآمهم المريعة أني أخفقت في الإمتحان 
* مقتبس من كتاب جيفري لانغ - الصراع من أجل الإيمان *
|