السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

( العودة الي الجاهلية ! )

بحبر قلمي و وفكر عقلي .. بين يديكم

كانت تتفشى في الأزمنة الجاهلية بعض العادات السيئة التي أخذت من الزمان العمر الطويل , فتلبست بمن رغبها ودعا لها , ومنها على سبيل المثال : إقامة الحد على الضعيف وإسقاطه عن صاحب المكانة , التعيب من النساء , الثأر , والخمر , والفحشاء ... الخ , وهذه العادات المظلمة سرعان ما انجلت عند ظهور شمس الدعوة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام .
عاش البشر بظل هذه الدعوة سالمين مطمئنين فرحين لعدة قرون , لا تشوبهم شائبة , ولا تعتريهم مشكلة ؛ لأنهم قد تربوا على كلام الله القرآن الكريم , والسنة المحمدية , وسنة الخلفاء الراشدين – رضوان الله عليهم - .
ولكن في القرون الأخيرة ومنها قرننا هذا , حن الكثير للعودة إلي الجاهلية العمياء , فأخذوا يتصفون بصفاتها مقنعين بأقنعة الإسلام , وفي داخلهم حقدٌ وكرهٌ بناءه الشيطان وأعوانه لأبناء المسلمين , نشروا الفساد , وأكلوا حق العباد , ولم يبالوا بما سوف يحل بهم في يوم التناد .
مسلمون بأسمائهم , ومنافقين بصفاتهم , وكفرة بولائهم , يتعيبون من نشر الإسلام , ويصدحون بالفساد , لا تأخذهم في الشر لومة لائم , على المسلمين عونه , وعلى غيرهم برره , انتشروا بيننا كانتشار النار في الهشيم , سلمنا لهم رقابنا وأولادنا وعتادنا , يغرزون بنا سكاكين حقدهم , ونحن نطبطبُ على ظهورهم .
لم يكن بيننا من يقف لهم , تركناهم ينهشون من لحمنا , ويعطبون عقولنا , ويخربون بيوتنا , بحجة الحضارة والتقدم والرقى ! يريدون الفتاة أن تتبرآ من حشمتها , وأن تكون سلعة للآخرين بجسدها وعريها , ويريدون للشباب أن يكونوا دعاة للخمر والمسكر والمنكر , وأن يكونوا عوناً وأبناءناً للشيطان , يريدوا بنا أن نعود إلي زمن الجاهلية , إلي الأزمنة المظلمة , إلي الأزمنة العفنة .
كنا نعبد الصنم , ونعبد البقر , ونعبد الحجر , ونعبد التمر ..
واليوم نعبد الشاشة , والجسد العاري , ونعبد المال وكثرته ...
أصبحنا كالذئاب , نأكل بعضنا بعضا ...
إن لم نحذر من تلك الطائفة , فنحن لا محالة في عودةٍ إلي الزمن الجاهلي ...
فهل أنتم مستعدون ؟!