سوزان المشهدي الحياة - 09/07/07//
لم أتمكن من التقاط أنفاسي لإصابتي بنوبة استغراب شديد، أما السبب فهو إجابة ساحقة صاعقة من أحدهم، بعد نقاش طويل حول تخصص بعض الرجال في الطب النسائي ... وبعدما ألقى «قنبلته» على مسامعي عندما صرح بعصبية متشنجة «إن كل رجل يتخصص في الطب النسائي، وكل سعودي يتخصص في مجال الطب النسائي يحب النساء، وله أغراض أخرى»!
لم أتمكن من الرد بل انسحبت في هدوء والصدمة تملأ وجهي وعقلي وتشل تفكيري، بينما كنت أردد لنفسي «هل يستحق الأمر كل هذا العناء، لمجرد حبه للنساء أو ميله إليهن ... هل يستحق أن ينقطع إنسان فاضل لمدة سبع سنوات للدراسة ليتخرج في الجامعة طبيباً لمجرد حبه للنساء، أليس الطب تخصصاً إنسانياً في المقام الأول، هدفه تخليص بعض النساء من آلامهن، أليس هذا الطبيب هو الذي حاول ويحاول وسيحاول مساعدة بعض الزوجات اللاتي طال شوقهن للحمل والإنجاب، ليحقق لهن حلم الأمومة؟».

لماذا دائماً ينطوي العقل العربي على الشك المقيت حتى في التخصصات الإنسانية التي تهدف إلى خدمة الإنسان، ومساعدة مريضة - مثلاً - تواجه لحظات مرضية حرجة أو مساعدتها على ولادة آمنة، أو حتى مجرد متابعة حملها... لماذا يخطر على العقليات العربية فقط «الشكوك السوداء» التي تقدم دائماً الشر على الخير، وسوء الظن على حسن الظن، والغريزة الحيوانية على القيم الإنسانية، ويزرون بحب خدمة الآخرين؟

كلنا يعلم أن السيدات يملن فطرياً إلى الكشف والمتابعة لدى طبيبات مثلهن، ولكن الرجل السعودي والطبيب السعودي تفوق في التخصصات المميزة، الطبيب السعودي أصبحت سمعته الطبية تملأ الآفاق، وأصبح له عيادات يشار إليها بالبنان... الطبيب السعودي تفوق في مجال فصل التوائم، الطبيب السعودي تفوق في عمليات التجميل، الطبيب السعودي تفوق في كل التخصصات الطبية وبجدارة يحسده عليها الكثيرون.

لماذا نقبل ونفتخر بوجوده في كل التخصصات، وعندما يتخصص في مجال الطب النسائي، على رغم سمعته الطيبة التي تروج لتدينه وأخلاقه، وعلى رغم أن خبراته العلمية والعملية التي تعبر عن نفسها في كل محفل دولي، لماذا يدعي البعض بأنه هو بالذات له أهداف أخرى من التخصص في الطب؟